إعلام فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يجدد تهديده بقصف مستشفى المعمداني في مدينة غزة
تعدّ مدينة حلب بوابة للشمال السوري، وواحدة من أهم المدن في البلاد، وللمدينة أهمية استراتيجية على أكثر من مستوى، ما جعل السيطرة عليها تمثل تطورًا ميدانيًا لافتًا في الأحداث الجارية شمال البلاد.
ويُجمع مراقبون على أن سيطرة الفصائل السورية المسلحة على مناطق واسعة في مدينة حلب، تمثل تحولًا إستراتيجيًا كبيرًا، فالمدينة التي مثلت محل نزاع وتجاذب بين الجيش السوري والفصائل المسلحة منذ 2011، هي العاصمة الثانية لسوريا ونقطة التماس مع الحدود التركية، ما يجعلها حلقة وصل بين الداخل السوري والخارج.
ويمنحُها موقعها أهمية بالغة في تأمين الإمدادات ودعم العمليات العسكرية، كما تعدّ حلب المركز الصناعي والمالي لسوريا، وتربط طرقها الشمال السوري بجنوبه، فضلاً عن أنها تمثل نقطة وصل بين شرق البلاد وغربها.
وتقع محافظة حلب الممتدة على 18.5 كيلومترًا مربعًا، ضمن ما يعرف بمناطق خفض التصعيد الرابعة، التي كانت فصائل المعارضة تتوعد باستعادة السيطرة عليها، بعد اتفاق آستانة عام 2017.
وقد وقّع في آستانة، في 4 مايو 2017، كل من روسيا وإيران وتركيا، كدول ضامنة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سوريا، على إنشاء مناطق لتخفيف التصعيد مسترشدة بأحكام قرار مجلس الأمن 2254 لسنة 2015.
وتضم منطقة خفض التصعيد محافظة إدلب، ومدينة حلب، ومعها أجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية.
وكانت حلب قاعدة مهمة للقوات السورية منذ بداية الحرب في 2011، ثم بدأت معركة السيطرة على المدينة في منتصف يوليو 2012.
وحققت المعارضة مكاسب سريعة، بسيطرتها على مناطق في الشمال الشرقي للمدينة وفي جنوبها وغربها، وتحولت معركة حلب إلى حرب استنزاف، وظلت خطوط المواجهة فيها تتغير باستمرار، حتى عام 2017، حيث أصبحت حلب بالنسبة إلى النظام السوري رمزًا لاستعادة السيطرة.
وفي 27 نوفمبر الماضي، أطلقت فصائل مسلحة عمليةَ "ردع العدوان"، وتمكنت من التقدم بشكل غير متوقع والسيطرة على أجزاء كبيرة من حلب.
