الاتحاد الأوروبي: لدينا أوراق للضغط على أمريكا للرد على رسوم ترامب
يشهد قطاع غزة منذ عدة أيام تصعيدًا عسكريًّا في العمليات الإسرائيلية بمختلف المناطق، وتكثيفًا للضربات الجوية، والذي يتزامن مع تقدم بمفاوضات التهدئة التي يديرها الوسطاء بين حركة حماس وإسرائيل.
ومنذ بداية العام الجاري، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بشمال غزة، فيما زاد من وتيرة الضربات الجوية لوسط القطاع وجنوبه، بالرغم من التقارير التي تؤكد وجود تقدم بمفاوضات التهدئة وإمكانية التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة.
وتؤكد حماس، أن "هناك فرصة كبيرة لنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل خلال الجولة الحالية من المفاوضات"، فيما أشارت تقارير عبرية إلى وجود محاولات حثيثة للتوصل لاتفاق قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وشن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أكثر من 40 غارة على مناطق متفرقة في قطاع غزة تركزت في المحافظة الوسطى من القطاع خلفت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، في اليوم الخامس والخمسين بعد الأربعمائة من عمر الحرب المستمرة في غزة.
وأفاد مراسل "إرم نيوز" بوقوع أكثر من 15 غارة في محافظتي دير البلح والنصيرات وسط قطاع غزة، كما وقعت غارات مماثلة على مناطق الزوايدة ومخيم البريج في المحافظة الوسطى من القطاع.
وشن الجيش الإسرائيلي كذلك غارات على خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأطلق النار باتجاه مواطنين غربي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان، إن "الجيش هاجم في اليوم الأخير حوالي 40 هدفًا في مختلف أنحاء قطاع غزة"، وخلفت الغارات أكثر من 80 قتيلاً وعشرات المصابين.
وقال المحلل السياسي، طلال عوكل، إن "تصعيد إسرائيل لعملياتها العسكرية يأتي في إطار سياسة الضغط العسكري على قيادة حماس والفصائل المسلحة بغزة من أجل القبول بالشروط الإسرائيلية للتهدئة، وتقديم تنازلات بالملفات العالقة".
وأوضح عوكل، لـ"إرم نيوز"، أن "طرفي القتال في غزة لديهما رغبة في التوصل لهدنة مؤقتة تؤدي لصفقة تبادل أسرى ورهائن"، مشيرًا إلى أنهما يدركان أهمية التوصل لاتفاق مرحلي قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.
وأشار إلى أن "الضغط العسكري وسيلة إسرائيلية قديمة من أجل دفع الطرف الآخر للقبول بالشروط المطروحة، خاصة وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يأمل بأن تكون حماس هي الطرف الذي ينسحب من المفاوضات".
وبيّن أن "مثل هذه الخطوة تعطي لنتنياهو وترامب المبرر من أجل التحرك بمختلف الأساليب العسكرية ضد حماس في قطاع غزة، والسياسية ضد قادتها في الخارج"، مؤكدًا أن الحركة سترضخ لجميع الشروط تجنبًا لتوسيع دائرة الحرب.
وتابع: "الأيام المقبلة ستحمل اتفاقًا للتهدئة، وستقبل به إسرائيل بتقديم بعض التنازلات فيما يتعلق بقائمة الأسرى؛ إلا أنها ستحصل على تنازلات جوهرية من حماس والفصائل المسلحة مقابل ذلك"، مبينًا أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا.
ويرى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "إسرائيل ستواصل ضغطها العسكري على حماس حتى اللحظات الأخيرة من المفاوضات"، مبينًا أن الأجواء الإيجابية تدفع إسرائيل لزيادة عملياتها العسكرية لتحقيق هدفين رئيسيين.
وقال شلحت، لـ"إرم نيوز"، إن "الهدف الأول يتمثل في إجبار حماس على القبول بالإملاءات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتهدئة المرتقبة ومراحلها، خاصة وأن العمليات تمثل إشارة للتلويح بإجراءات أشد قسوة حال فشل المفاوضات".
وأضاف: "الهدف الثاني يتمثل في تحقيق أهداف عسكرية جديدة، توصل رسالة للرأي العام والأحزاب اليمينية بحكومة نتنياهو، أن التهدئة تم التوصل إليها نتيجة الضغط العسكري المتواصل على حماس وليس في إطار تنازلات إسرائيلية".
وأشار إلى أن "إسرائيل حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها؛ إلا أنها باتت تدرك أن القضاء على حماس هدف بعيد المنال ويحتاج لسنوات من الحرب في غزة"، لافتًا إلى أن أي اتفاق لإنهاء الخطر العسكري من غزة سيكون مرضيًا لنتنياهو وحكومته.
وختم: "الظروف الحالية تشير إلى أن تاريخ تنصيب ترامب سيكون حاسمًا ويدفع طرفي القتال بغزة للتعاون إيجابيًّا مع وسطاء التهدئة للتوصل لصفقة تبادل أسرى"، مؤكدًا أن الكثير من بنود هذه الصفقة ستكون سرية وغير معلنة، وفق تقديره.