الدفاع الروسية: قواتنا تسيطر على بلدتي بانتيليمونوفكا في مقاطعة دونيتسك وشيرباكي في مقاطعة زابوروجيا
تسببت تصريحات الناطق السياسي باسم هيئة تحرير الشام عبيدة أرناؤوط، بجدل واسع في سوريا، أثناء مقابلة تلفزيونية حول المرأة ودورها المنتظر في بناء الدولة السورية الجديدة.
وقال أرناؤوط في تصريحات صحفية إن "كينونة المرأة وطبيعتها البيولوجية والنفسية لا تتناسب مع كل الوظائف كوزارة الدفاع مثلًا".
تصريحات أرناؤوط حول الدور المنتظر للمرأة، تزامنت مع ممارسات أخرى في بعض المدن السورية، قيل إنها تصرفات فردية ويصار إلى تلافيها فورًا. مثل عزل القاضيات عن القضاة، وفرض الحجاب عليهن، في اجتماع بالقصر العدلي بحماة وحمص. وأيضًا توجيه الملاحظات للنساء في وسائل النقل والشوارع.
وأثناء زيارة لاتحاد التشكيليين السوريين، قال وفد من الهيئة إن "التشخيص" في الفن حرام، ويفترض الابتعاد عنه. وهو ما تسبب في استياء واسع النطاق.
ورغم أن شوارع دمشق لم تشهد أي مضايقات لغير المحجبات من الموظفات أو طالبات الجامعة أو العابرات في الأسواق، فإن تصريحات أرناؤوط الأخيرة كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي أكدن أنهن لم يشاركن بالثورة ولم يتحملن الصعاب، من أجل تصريحات كهذه.
تصريحات أفراد
أثارت تصريحات متحدث "الهيئة"، غضب المعتقلة السياسية حسيبة، وقالت مستنكرة: "وكيف تحملت أنا سنوات طويلة في المعتقل؟ ألست امرأة أيضًا؟". وترد ناشطة أخرى، مخاطبة أرناؤوط: "وما رأيك بالملكة السورية زنوبيا التي قاتلت الرومان وبنت أعظم مملكة في التاريخ؟ هل كانت محدودة الإمكانات الفيزيولوجية والنفسية؟".
لكن "جودي إسماعيل"، طالبة جامعة، ترى أن "الحكومة ما زالت في بداية عملها ولا يمكن بالتالي الحكم على تصريحات الأفراد حتى لو كانوا في مواقع مسؤولية"، وتضيف: "القائد الشرع أكد، أكثر من مرة، صون الحريات وعدم التدخل في خصوصيات الناس".
هاشتاغ يدعم "الحريات"
مجموعات من الشبان قادوا حملات "هاشتاغ" مناوئة لتلك الممارسات، وراح البعض يحذر من التعرض للحريات في المرحلة القادمة بشكل أكبر، معتبرًا أن ما يجري ليس إلا مؤشرات على ما هو أعظم.
يقول سامر، طالب في جامعة حماة، لـ"إرم نيوز": "البارحة طلب العسكري من طالبة تركب في مقدمة السرفيس، العودة للخلف، مبررًا بأنه ليس من المناسب جلوسها في المقعد الأول جانب السائق!". ويضيف: "إذا صمتنا عن ذلك فسيتفاقم الأمر أكثر".
لن يسرقوا مستقبلنا
بدورها، شاركت الممثلة السورية يارا صبري، منشورًا "ساخرًا" على حسابها في فيس بوك، انتقدت فيه تلك التصريحات، حيث أبدت رفضها لأي نهج يحدّ من دور المرأة في المجتمع السوري، مشددة على أنه "لن يتم السماح لأي أحد، أيًّا كان، بسرقة مستقبل السوريات والسوريين".
وتحدثت في منشورها بانتقاد ساخر عن "حلم حلمت به بأن هناك نساء خارقات قابلتهن، لتستيقظ على تصريحات الناطق باسم الهيئة".
وختمت بالقول: لسا بدنا حرية .. رح يضل مطلبنا الحرية، سوريا بدها حرية ... سوريا بدها حرية، ونحنا ما بنشبه حدا ... نحنا النموذج، وهناك سوريات حققنَ إنجازات كبيرة لحالهن، ويرفعن الرأس (مع كل اختلافاتهن البيولوجية). هلق ...للعلم فقط، نحنا كسوريات وسورييين مارح نسمح لحدا مين ما كان يسرق مستقبلنا أو يحتكره، وشكرًا".
وطالبت سارة، طالبة لغة إنجليزية، أن تلتزم الحكومة بمهامها كحكومة تصريف أعمال، مضيفة أنه "ليس من حقها البت في العادات الاجتماعية، أو القوانين أو سلوكيات الناس ولباسهم وأسلوب حياتهم".
وتتمنى سارة، أن يتم ضبط هذه الأمور مبكرًا حتى لا تحدث تراكمات تدفع الناس للتوجس والخوف، بعدما شعروا بالتحرر والانطلاق، إثر 54 عامًا، تصفها بالسوداء القاتمة من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقالت سارة: "هل تتذكرون المرأة السورية نازك العابد، التي قادت الحركة النسائية وطالبت بإعطاء المرأة السورية حقوقها السياسية، ولعبت دوراً ريادياً في تأسيس عدد من المطبوعات والجمعيات النسائية، وشاركت في معركة ميسلون ضد الاحتلال الفرنسي على سوريا؟ هل يريدون إعادتنا للوراء؟".
ويشهد الوسط الشبابي السوري، متابعات دائمة لأداء الحكومة المؤقتة، ويكتب الكثيرون بأن اهتمامهم، جزء من ثورة الحرية، التي سبق احتكارها من قبل الأسد، عندما كمّم الأفواه طيلة أكثر من نصف قرن، من الاستبداد والاضطهاد.