مقتل 22 فلسطينيا بينهم 8 أطفال منذ فجر أول أيام يوم عيد الفطر غالبيتهم في خان يونس جنوبي غزة
قال محللون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول استفزاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اللقاء الأخير الذي جمعهما في البيت الأبيض، وذلك من خلال هدية تذكارية تمثلت بجهاز بيجر ذهبي، وآخر عادي.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد نقلت عن مصدر إسرائيلي شارك في الوفد الإسرائيلي الذي ترأسه نتنياهو إلى واشنطن، قوله إن نتنياهو أهدى الرئيس الأمريكي هدية تذكارية، وهي عبارة عن جهاز بيجر ذهبي، وآخر عادي، في إشارة إلى تفجيرات البيجر التي نفذتها إسرائيل ضد ميليشيا حزب الله اللبنانية، الموالية لإيران.
وأوضح المحللون، لـ"إرم نيوز"، أن هدية نتنياهو تهدف إلى استفزاز ترامب بهدف مواصلة الحرب على أذرع إيران في الشرق الأوسط، خاصة ميليشيا حزب الله، وحركة حماس، وذلك استكمالًا لخطة نتنياهو القائمة على الحروب المستمرة لتحقيق أمن إسرائيل.
وبهذا الصدد، قال العقيد المتقاعد، جميل أبو حمدان، إن الملف الأمني الخاص في لبنان كان حاضرًا بقوة في لقاء ترامب ونتنياهو، في محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحصول على الدعم الأمريكي للبقاء في جنوب لبنان لفترة أطول، خاصة في مناطق ما يسمّى بالحافة الأولى، وهي الأراضي اللبنانية المطلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أبو حمدان، لـ"إرم نيوز"، أن هذا الأمر يتوافق مع مجريات الأمور على الأرض، حيث لا دلائل على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، رغم اقتراب المهلة الجديدة المحددة لذلك، وهي يوم 18 فبراير الجاري.
وأكد أن الجانب الإسرائيلي قدم صورًا جوية وفيديوهات ومعلومات الأقمار الاصطناعية وخرائط تدعم موقفه القائل إن حزب الله لا يزال يشكل خطرًا على المدنيين في شمال إسرائيل خاصة، وعموم إسرائيل عامة، وذلك للحصول على دعم أمريكي لأي عملية عسكرية، محدودة كانت أو موسعة، لاستكمال اجتثاث قوة الحزب العسكرية، وذلك في إطار الحرب الشاملة على إيران وأذرعها في المنطقة، والتي يشكل الحزب رأس الحربة بينها.
ومن جانبها، قالت المتخصصة والمحاضرة بشؤون السياسة الدولية، الدكتورة مي عبد الرحمن، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعرف تمامًا كيفية التعاطي مع عقلية الرئيس الأمريكي، القائمة على مبدأ القوة والسيطرة بالتوازن مع تحقيق الأرباح المالية والاستراتيجية.
وأضافت عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أنه "لتأكيد قوته، قدّم نتنياهو هدية لافتة إلى ترامب، وهي عبارة عن جهاز "بيجر" ذهبي، وآخر عادي، كدلالة على قدرات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية على القيام بعمليات نوعية، كما حصل بعملية البيجر التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، وراح ضحيتها المئات من قياديي وعناصر الحزب بين قتيل وجريح".
وأكدت أن نتنياهو يسعى، دون شك، إلى البقاء في المنطقة الحدودية اللبنانية، أو على الأقل في مناطق معينة تعتبر استراتيجية من الناحيتين الأمنية والعسكرية.
ولفتت إلى جانب آخر يتعلق بالأموال، من خلال منع لبنان من استغلال الثروة النفطية البحرية، لتتمكن إسرائيل من الاستفادة منها أطول فترة ممكنة، عبر وضع اليد على بعض آبار النفط والغاز، والتي تشهد جدلًا من الطرفين اللبناني والإسرائيلي، رغم وجود اتفاقية لترسيم الحدود البحرية.
وأوضحت عبد الرحمن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد أن يؤكد لترامب أنه بإمكانه الحصول على الأموال، ليس فقط لتصرف في الحروب، بل لتخفيف الضغط المالي عن الجانب الأمريكي أيضًا، وهو ما يتوافق مع الاتجاه الأمريكي الجديد.
وبينت عبد الرحمن أنه إذا انحاز ترامب إلى مخطط نتنياهو، فإن المنطقة ستظل تشهد أجواء من التوتر، خاصة في منطقة الجنوب اللبناني، إلى أن يصبح الوجود الإسرائيلي أمرًا واقعًا تحت ستارة متابعة الحرب على حزب الله.
وأكدت أن "نتنياهو يريد من ترامب جعل إيران وأذرعها أولوية في برنامج عمله، كضرورة أساسية للجم خططها في المنطقة".