الهلال الأحمر الفلسطيني تبلغ باحتجاز السلطات الإسرائيلية مسعفا مفقودا كان ضمن مجموعة مسعفي رفح

logo
العالم العربي

ما أسباب الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي؟

ما أسباب الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر
 ومالي؟
22 ديسمبر 2023، 5:01 م

تُسلط التوترات الدبلوماسية بين الجزائر ومالي الضوء على مدى تعقيد القضايا الجيوسياسية في المنطقة، والتي تطورت إلى تبادل استدعاء البلدين الجارين سفرائهما، في خطوة تُربك مشروع المصالحة المتعثر بين الحركات المسلحة المتمردة وباماكو.

وبعد 24 ساعة من استدعاء المجلس العسكري المالي، سفير الجزائر لدى باماكو، أغضبت الخطوة الجارة الشمالية التي استفسرت عن خلفيات الخطوة التي يظهر فيها اسم الإمام محمود ديكو وما يسمى بمجموعات "الإطار الاستراتيجي" في قلب الاضطرابات.

ويكشف مصدر مطلع في الجزائر لـ"إرم نيوز"، أن بلاده باعتبارها رئيسة الوساطة الدولية في باماكو منذ عام 2015 تستضيف اجتماعات متكررة على أعلى المستويات من حين لآخر، فيما تتشاور بانتظام مع السلطات المالية لدفع اتفاق السلام. لكن رد الفعل الذي تعتبره غير مناسب من باماكو يعد "أمرا غير مفهوم"، لاسيما بعدما درجت الجزائر على جهود كبيرة من أجل الاحترام الكامل لسيادة مالي وجميع دول المنطقة التي عانت طويلا من التدخل الفرنسي الذي استمر منذ الاستقلال.

لذلك ذكّر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، لدى استدعاء سفير مالي لدى الجزائر، ماهامان أمادو مايجا، بـ"قوة بأن كل المساهمات التاريخية للجزائر في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في جمهورية مالي كانت مبنية بصفة دائمة على ثلاثة مبادئ أساسية، لم تحد ولن تحيد عنها بلاده" وفق ما ينقل بيان الخارجية الجزائرية.

جاء ذلك ردا على وزارة الخارجية في مالي التي أعلنت أنها استدعت، الأربعاء، سفير الجزائر لإبلاغه احتجاجا شديدا من جانب السلطات المالية، على خلفية "الأعمال غير الودية الأخيرة التي قامت بها السلطات الجزائرية، تحت غطاء عملية السلام في مالي"، وفق تعبير بيان الخارجية المالية.  

ما الذي أزعج باماكو؟

وما أزعج باماكو الاجتماعات المتكرّرة التي تعقد في الجزائر على أعلى المستويات، مع من تعتبرهم "أشخاصا معروفين بعدائهم للحكومة المالية، ومن جهة أخرى مع بعض الحركات الموقّعة" على اتفاق 2015، والتي "اختارت المعسكر الإرهابي".  

وقال الباحث المالي المتخصص في الشؤون الأفريقية أومو مكجي، إن الخلاف تفجر على خلفية استقبال الجزائر حاليا قادة عدد من الجماعات الأزوادية التي انسحبت من مدينة كيدال إثر استيلاء الجيش الحكومي عليها بمساعدة من مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية.

وما رفع من منسوب التوتر أكثر استقبال الجزائر العاصمة رجل دين مالي يدعى الإمام محمود ديكو الذي يهاجم بشكل متواصل السلطات العسكرية الحاكمة منذ توليها السلطة، وفق مكجي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز".

واستأنفت الجزائر التي تملك مع مالي حدودا يبلغ طولها 1329 كيلومترًا، المشاورات في أول اتصال علني منذ دخول الجيش المالي و"فاغنر" إلى كيدال قبل أسابيع.



وعلى التوالي تم استقبال حركة إنقاذ أزواد، وهي الجماعة الرئيسة الموقعة على اتفاق السلام، إلى جانب متمردي الإطار الاستراتيجي ويضم كبار قادة الحركات المسلحة منهم رئيس تنسيقية الأزوادية.

وتهدف الجزائر من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز منطق المفاوضات، الذي سيظل اتفاق السلام لعام 2015 هو الإطار الأفضل، لا سيما أنه يتيح التمييز بوضوح بين الأطراف الموقعة المنخرطة في العملية السياسية والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة أو تنظيم داعش في منطقة الساحل.

وخلال اللقاءات في الجزائر، ندد المتمردون بالعنف الذي تمارسه مجموعة فاغنر الروسية، المساندة للجيش المالي، ضد المدنيين. كما دافعت هيئة الإطار الاستراتيجي أيضا عن قضية آلاف الماليين الشماليين الذين فروا عبر الحدود، وطلبت من الجزائر تقديم المساعدة لهم والنظر في وضع اللاجئين.

حصار كامل على الحدود مع الجزائر

وكان المتمردون الطوارق ضمن "الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية" أعلن الخميس فرض حصار كامل على المحاور الممتدة من الحدود الجزائرية إلى مدن ميناكا وكيدال وغاو وتمبكتو وتاودني"، وهي مدن رئيسة في الشمال المالي.

وأوضح الإطار الاستراتيجي الذي يضم عدة حركات أزوادية مسلحة، في بيان صادر عن مكتبه التنفيذي، أن هذا الحصار "يشمل كل المنتجات وكل أنواع وسائل النقل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC