"أكسيوس": من المتوقع عقد جولة ثانية من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في روما السبت المقبل
قال الكاتب والباحث السوري وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، الدكتور رضوان زيادة، إن تشكيل الحكومة السورية جاء شاملاً ويعكس متغيرات إقليمية ودولية فرضت ضرورة إشراك مختلف القوى السياسية، بمكوناتها العرقية والطائفية، إلا أنه أكد أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات معقدة.
وفي حوار خاص مع "إرم نيوز"، أوضح زيادة أن هذه الحكومة، الأولى من نوعها منذ انهيار النظام السابق، جاءت بعد أشهر من حكومة تصريف الأعمال، ما يجعلها نقطة تحول بارزة، خاصة أنها تأسست وفق الإعلان الدستوري المؤقت.
وأشار إلى أن الحكومة تواجه تحديات معقدة، أبرزها التعامل مع ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتوترات في السويداء والساحل، وهي قضايا كان من الأفضل معالجتها مسبقاً لضمان مشاركة أوسع وتوافق أكبر في تشكيلها.
وأضاف أنه رغم إشراك ممثلين من هذه المناطق في التشكيلة الوزارية، فقد لا يكون ذلك كافياً لحل الخلافات العالقة، ما يضع الحكومة أمام اختبار حقيقي لتحقيق التوازن بين المتطلبات الداخلية وضغوط الأطراف الدولية والإقليمية.
وفيما يتعلق بالموقف الدولي، رأى زيادة أن الولايات المتحدة لم تعلن بعد موقفها الرسمي، لكن الترحيب الألماني بتشكيل الحكومة قد يكون مؤشراً على موقف أوروبي إيجابي، مما قد يدفع واشنطن إلى تبني نهج مماثل.
وأشار إلى أن التشكيلة الجديدة، رغم التحديات التي تواجهها، قد تمنح السوريين أملاً حقيقياً بالخروج من حالة الفوضى والصراع، خاصة أنها ضمت شخصيات غير متوقعة، ما يعكس رغبة في إحداث تغيير فعلي في المشهد السياسي السوري.
وأكد زيادة أن الحكومة الانتقالية أمامها خطوات أساسية يجب اتباعها، خاصة في معالجة الملفات الحساسة المتعلقة بقوات سوريا الديمقراطية والتوترات في السويداء، وهي قضايا معقدة قد لا تجد حلولاً سريعة.
وأشار إلى أن تعيين وزراء من السويداء والساحل، إضافة إلى وزير كردي، يهدف إلى تحقيق توازن سياسي يسهم في تهدئة الأوضاع واحتواء التوترات، وهو ما يعكس توجهاً نحو تشكيل حكومة أكثر شمولية، تلبيةً لمطالب داخلية ودولية.
وأضاف أن هذه التشكيلة قد تحظى بدعم المجتمع الدولي والعربي، لا سيما أنها أول حكومة تتشكل منذ سقوط نظام الأسد، وجاءت خلفاً لحكومة تصريف الأعمال التي أدارت البلاد خلال الأشهر الأربعة الماضية، كما أنها أول حكومة يتم تشكيلها بناءً على الإعلان الدستوري المؤقت.
وختم حديثه بالتأكيد على أن هذه الحكومة تختلف عن سابقاتها، إذ ضمت شخصيات غير متوقعة، ما قد يوفر فرصة حقيقية للنهوض بالبلاد، خاصة مع تصاعد الآمال بأن تكون قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية وتحقيق تطلعات السوريين بعد سنوات من الأزمات والتحديات.