المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بغزة: الهجوم على مستشفى ناصر أمر مروع
سارة عيسى
يرى خبراء أن إيران تواجه صعوبة في تعزيز نفوذها في سوريا بسبب التصعيد الإسرائيلي والضغط الغربي المدعوم من تحركات إقليمية تهدف إلى سحب دمشق من معسكر طهران.
ورغم هذه الضغوط، يشير الخبراء إلى أن إيران ستعمل على تعديل وجودها العسكري في سوريا بما يتناسب مع الأوضاع، وأنها لن تتنازل عن هذا التواجد في الوقت الراهن، خاصة مع المنافسة الدولية على الساحة السورية.
وضع مقعّد ومركّب
وقال الباحث السياسي محمود شعبان إن وضع إيران في الأزمة السورية، معقد ومركب، فالدولة ذات التحالف التاريخي المستمر منذ سنوات مع سوريا تواجه أزمة كبيرة الآن تهدد نفوذها في سوريا.
وأضاف أن انفجار الوضع في سوريا في هذه اللحظات التي تستعد فيها إيران لتوجيه ضربة لإسرائيل، مع وضع اقتصادي صعب، فضلاً عن الصورة السلبية عن دور إيران في سوريا، كل ذلك يعقّد من قدرة إيران على مواجهة ما يحدث في سوريا.
وأوضح أنه في الوقت الذي يتحتم على إيران أن تذهب إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وإرسال قوات عسكرية إلى سوريا لمواجهة فصائل المعارضة المسلحة، تواجه أزمة في مدى قدرتها على إرسال هذه القوات في هذه الفترة، خاصة وأن اسرائيل استطاعت توجيه ضربات قاسية إلى الوجود الإيراني في سوريا؛ ما دفع طهران إلى تقليل وجودها العسكري داخل سوريا وسحب الكثير من رموزها العسكريين.
وأشار شعبان إلى أن الأزمة الأكثر حساسية لإيران الآن هو الضغط الغربي، المدعوم بتحركات إقليمية، من أجل سحب سوريا من المعسكر الإيراني؛ ما سيمهد الطريق لخنق ميليشيا حزب الله وإمداداته العسكرية التي تذهب من سوريا إلى لبنان وكذلك الإمدادات العسكرية التي تذهب من سوريا إلى الميليشات المسلحة في العراق.
وأردف شعبان، أنه على الرغم من أنها ضغوط كبيرة بدأت تظهر ملامحها وكذلك أطرافها التي تديرها على الساحة لكن لا أتوقع نجاحها في الفترة الراهنة لسببين: الأول، أن فصائل المعارضة المسلحة في سوريا لم تحسم بعد المشهد السوري بالكامل لصالحها، ومع استمرار الوضع داخل سوريا بهذه الحالة سوف يصعب على الفصائل حسم المعركة بالكامل، ومن ثم سيغذي ذلك الروح الإيرانية التي سوف تعمل على استعادة صورتها في سوريا من خلال الدفع ببعض الرموز العسكرية لإعادة ترتيب وضعها في سوريا.
وأكمل شعبان أن الأمر الثاني، يتوقف على مدى استمرار الهدنة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، ففي حال انفجار هذه الهدنة وانتهائها سوف تنغمس إسرائيل في الصراع مجدداً مع الحزب؛ ما سيعزز من صورة الميليشيا ضد إسرائيل، ويعرقل معه أي محاولات إسرائيلية أو حتى إقليمية تتعلق بوقف إمدادات السلاح بشكل نهائي من سوريا إلى الحزب.
"إيران لن تتنازل عن سوريا"
من جانبه، قال د. أحمد لاشين أستاذ الدراسات الإيرانية – جامعة عين شمس، إن سوريا بالنسبة لإيران هي أهم حدودها الاستراتيجية، والتواجد الإيراني في الداخل السوري سواء بواسطة الوجود الفعلي المتمثل في الحرس الثوري أو عن طريق ميليشيا حزب الله أو تواجد ميليشيات الفصائل العراقية التي أعلن عن دخولها الحدود السورية يؤكد أن إيران لن تتنازل إطلاقاً عن وجودها في الداخل السوري، خاصة بعد أن فقدت الجانب الأكبر من نفوذها الإقليمي في لبنان بعد أزمة ميليشيا حزب الله.
ولفت لاشين إلى أن إيران تعتمد على مفهوم الأذرع كبعد استراتيجي أساسي ومهم، هذا من جانب، ومن من جانبٍ آخر، فإن الساحة السورية أصبحت ساحة منافسة دولية، سواء الروسي أو التركي أو الأمريكي الإسرائيلي، ومن ثم فإن إيران لن تتخلى عن تواجدها الإقليمي أياً كانت التهديدات.
وأوضح أنه رغم ما يمارس على النظام السوري من ضغوط دولية ستظل إيران تقدم الدعم بشكل دائم، َسواء اللوجستي أو المالي أو حتى التواجد الاجتماعي داخل الحاضنة الشعبية التي تحاول إيران خلقها داخل سوريا.