البيت الأبيض: الرئيس أوضح لحماس أن عليها إطلاق سراح الرهائن أو مواجهة الجحيم
أدى الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لمستشفى كمال عدوان الواقع شمال غزة، منذ بدء عمليته العسكرية الأخيرة في شمال القطاع، إلى إخراج المستشفى عن الخدمة بشكل نهائي، في خطوة يرى محللون أنها لجعل القطاع، وتحديدًا شماله منطقة غير صالحة للحياة.
وأحرق الجيش الإسرائيلي جميع مرافق المستشفى بعد ساعات من حصار مشدد هو الأصعب له منذ العملية العسكرية الأخيرة، فيما أجبر جميع المغادرين منهم على خلع ملابسهم بالرغم من البرد الشديد، وأخلاه قسريًا.
واتهم خليل الدقران، متحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، إسرائيل بالعمل على إخراج المستشفى عن الخدمة الطبية بالقوة العسكرية والبنادق، لافتًا إلى أن الطواقم الطبية اضطرت لوقف العمل بالمستشفى بقوة السلاح.
وقال الدقران، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي وبعد حصار واستهداف مباشر لعدة أسابيع أقدم على اعتقال واختطاف مدير المستشفى وعدد كبير من الطاقم الطبي له"، مبينًا أن الجيش الإسرائيلي سمح لعدد قليل من الأطباء والممرضين بالانتقال إلى المستشفى الإندونيسي.
وأوضح أن "نقل عدد قليل من الطواقم الطبية إلى المستشفى الإندونيسي حيلة للتهرب من المساءلة الدولية، خاصة وأن إسرائيل تدرك أن هذا المستشفى خارج عن الخدمة ولا يعمل منذ مدة طويلة"، لافتًا إلى أن إسرائيل دمرت المنظومة الطبية في شمال القطاع.
وأشار إلى أن "الاحتلال قتل عددًا من الطواقم الطبية والمرضى والمصابين داخل المستشفى، فيما لا يزال مصير مديرها وعدد من الكوادر الطبية مجهولًا حتى اللحظة"، مطالبًا بالتدخل الدولي من أجل كشف مصير الأطباء والممرضين والجرحى الذين اعتقلهم الاحتلال.
وتابع: "لدى الجيش الإسرائيلي هدف يتمثل في إخراج المنظومة الطبية في شمال القطاع عن الخدمة، ما يدفع قدمًا نحو تفريغ الشمال من سكانه"، مشددًا على أن الآلاف من السكان في بلدات الشمال يواجهون خطر الموت بعد ما حدث بمستشفى كمال عدوان.
وقال الخبير في القانون الدولي، رائد بدوية، إن "إسرائيل تعمل على استغلال الصمت الدولي أمام عملياتها العسكرية في شمال القطاع بحجة استمرار المفاوضات للتوصل لاتفاق تهدئة، وذلك من أجل إخراج المؤسسات الصحية عن الخدمة".
وأوضح بدوية، لـ"إرم نيوز"، أن "ما أقدمت عليه إسرائيل في مستشفى كمال عدوان يمثل مخالفة صريحة للقوانين الدولية والإنسانية، ويرتقي لأن يكون جريمة حرب تستوجب المحاسبة ويمكن أن تضم لقائمة القضايا المرفوعة ضدها في المحاكم الدولية".
وأشار إلى أن "إسرائيل وبسبب تمتعها بالحماية الأمريكية تواصل تجاهل القوانين الدولية، وتهدف بشكل أساسي لتهجير الفلسطينيين قسرًا من شمال القطاع"، مبينًا أنه يتوجب على المؤسسات الدولية التحرك لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بغزة وشمالها.
ولفت إلى أن "استمرار الصمت الدولي سيدفع إسرائيل للتحرك نحو مختلف المؤسسات الطبية في غزة لتدميرها وإخراجها عن الخدمة، ما سيجبر السكان على الهجرة الطوعية لخارج القطاع في أي فرصة مقبلة".
وحسب الخبير الدولي، فإن "إسرائيل تعمل لجعل قطاع غزة وتحديدًا شماله منطقة غير صالحة للحياة، ويصعب إعادة إعمارها بعد انقضاء الحرب، ما يجعل منها منطقة لا تشكل أي خطر أمني أو عسكري عليها"، مؤكدًا أن كل القرارات العسكرية الإسرائيلية مخالفة للقانون الإنساني.