إعلام عبري: الشاباك يعتقل 3 إسرائيليين بشبهة مساعدة مخربين زرعوا عبوات ناسفة في حافلات
قال القيادي في "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، طارق الأحمد، إن العدد الكبير من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني المنتظر عقده في سوريا يهدد بتحويله إلى "مهرجان خطابي".
وأشار الأحمد، في حوار مع "إرم نيوز"، إلى أن التركيز على الضمانات الأمنية لمشاركة المعارضة لا يعكس جوهر المشكلة، معتبرا أن تأجيل عقده إلى أجل غير مسمى يعكس غياب الرؤية الواضحة.
وأضاف أن التجارب السابقة أظهرت أن معارضة الخارج تثير القضايا ذاتها التي طرحت في عهد النظام السابق، كما حدث في مؤتمر دمشق 2013 الذي شهد دعماً روسياً لتأمين الحضور.
وأكد الأحمد أن الأولوية يجب أن تُمنح لضمان أمن المواطنين، لا السياسيين، خاصة في المناطق التي تعاني الفلتان الأمني، مثل: حمص والساحل، لافتاً إلى أن التحديات الرئيسة للمؤتمر تكمن في تركيبته السياسية وطريقة تشكيله، وليس في توفير الحماية الأمنية.
اشتراط الضمانات الأمنية من قبل معارضة الخارج يعد أمراً عجيباً، وهذه القضية طُرحت سابقاً في عهد النظام السابق، وتحديداً خلال مؤتمر دمشق عام 2013، الذي شهد دعوات روسية لتأمين أمن الحضور.
كما أن قوى الداخل، رغم التحديات الأمنية، لم تطلب أي ضمانات في ظل سيطرة هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة، بما في ذلك دمشق، ولم يتعرض أحد للخطر.
الضمانات الأمنية يجب أن تُقدم للمواطنين، لا السياسيين، إلى جانب أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في حمص والساحل مقارنة بدمشق، والفلتان الأمني في هذه المناطق أثّر في أرزاق الناس وزاد حالة الخوف؛ ما يستدعي تدخل الحكومة لضمان أمنهم قبل الحديث عن أمن السياسيين.
كما أن المسألة الأمنية لا تشكل عائقاً حقيقياً أمام تمثيل الأطياف السورية في المؤتمر، بل المشكلة الرئيسة تكمن في التركيبة السياسية للمؤتمر، خاصة أن حضور 1200 شخص سيحول المؤتمر إلى مهرجان خطابي أشبه بمهرجانات حزب البعث، بدلاً من أن يكون حواراً سياسياً جاداً.
المؤتمر يجب أن يقتصر على 150 شخصية تمثل الأحزاب التاريخية، مثل: الحزب الشيوعي السوري، والحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى جانب أحزاب الشمال الكردية وغير الكردية، والتشكيلات السياسية، والمنصات المختلفة كمنصات موسكو والقاهرة والرياض، وهيئات المجتمع المدني.
هذا التمثيل الضيق والفاعل سيكون أكثر نجاحاً في مناقشة القضايا الجوهرية كالدستور والعقد الاجتماعي وقوانين الأحزاب والانتخابات.
الطريقة المطروحة لعقد المؤتمر بعدد كبير من المشاركين غير مناسبة، فهي تنم عن عدم معرفة بالمشهد، كما أن التأجيل لأجل غير مسمى يعكس غياب الرؤية الواضحة.
الحزب يعمل مع قوى الداخل منذ سقوط النظام، حيث أُطلقت ورقة المبادئ الدستورية الأساسية كإطار لأي دستور مستقبلي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحزب عازم على عقد مؤتمر قريباً، مع تنظيم ورشات عمل لإعداد خريطة طريق للخروج من الأزمة، كما أن الحزب يجري لقاءات مع مختلف القوى السياسية، منها اللقاء الأخير مع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في القامشلي، بالإضافة إلى زيارات مرتقبة للساحل السوري والسويداء.
النجاح مرهون بالقوى المهيمنة حالياً، التي تمتلك السلاح والدعم الدولي. والحزب يعمل على توحيد المواقف وتجميع القوى لمواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.
وقد كان بيان الحزب منذ البداية واضحاً حول ضرورة التصدي لإسرائيل وتدميرها لمقدرات الجيش السوري.
كما أن أي اشتعال للحرب الأهلية سيؤدي إلى كارثة إقليمية تشمل دول الجوار. وعلى الدول العربية العمل من خلال التركيز على المكونات السياسية لا الطائفية لإيجاد صيغة خروج آمنة.
نحن نسعى لدولة مدنية ذات نظام تعددي ديمقراطي وحداثوي يضمن حقوق جميع السوريين.