إدارة ترامب تهدّد بمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب
تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية قد تلوح في الأفق مع تعثر عمليات إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري، وسط قلق من استخدام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هذا الملف كورقة ضغط لإبقاء قوات التحالف الدولي في المنطقة.
ويضم مخيم الهول نحو 60 ألف شخص من جنسيات مختلفة، بينهم أكثر من 15 ألف عراقي، أغلبهم من النساء والأطفال، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة تحت إشراف الإدارة الذاتية الكردية منذ دحر تنظيم داعش عام 2019.
وذكرت وكالة رويترز قبل أيام، نقلًا عن مسؤول في "قوات سوريا الديمقراطية"، أن "قسد" ترفض تسليم سجون عناصر تنظيم داعش إلى الإدارة السورية الجديدة، مؤكدة تمسكها بالإشراف عليها.
وتواجه قوات "قسد" اتهامات بالاستثمار في سجون داعش ورفضها تسليمها للإدارة السورية الجديدة، في محاولة لدفع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لممارسة ضغوط على الإدارة الجديدة.
استثمار سياسي
بدوره، رأى الأكاديمي والباحث خالد الغريباوي أن "قوات قسد ربما تستخدم مخيمات الهول كورقة ضغط على الدول والمنظمات الدولية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، فهي تضغط على الدول الغربية والعراق لاستعادة مواطنيها، مستغلة المخاوف من تحول المخيمات إلى بؤرة جديدة للتطرف، فضلًا عن الاستفادة من هذه الورقة للحصول على دعم عسكري ومالي، خاصة من الولايات المتحدة، بداعي محاربة الإرهاب".
وأوضح الغريباوي لـ"إرم نيوز" أن "قوات سوريا الديمقراطية تستخدم الملف في مفاوضاتها مع دمشق وتركيا، لضمان دورها كقوة مؤثرة في شمال شرق سوريا"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة في نهاية المطاف هي صاحبة القرار في حسم هذا الملف من خلال تسوية مرضية لجميع الأطراف".
بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لمدة 90 يومًا، باتت عمليات إعادة العراقيين من مخيم الهول تواجه تحديات إضافية، وسط تحذيرات من تأثير هذا القرار على النشاطات الإنسانية داخل المخيمات.
بدوره، أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن "بغداد تفاجأت بإيقاف دعم المنظمات من الجانب الأمريكي الذي لطالما كان الداعم الأكبر، بالتالي حصل خلل في عمل المنظمات".
وأضاف الأعرجي لوكالة فرانس برس أن "العقبة الوحيدة والأساسية هي توقف الدعم لهذه المنظمات؛ فالعراق لوحده غير قادر على إنهاء هذا الملف".
وأعلنت السلطات العراقية إعادة أكثر من 13 ألف شخص منذ 2021 من هذا المخيم الذي لا يزال يؤوي أكثر من 15 ألف عراقي.
بدوره، أكد الباحث في الشأن الأمني العراقي، حميد العبيدي، أن "التعاطي مع ملف مخيمات الهول يجب أن يكون إنسانيًا بالدرجة الأولى، بعيدًا عن الحسابات السياسية التي تحاول بعض الأطراف فرضها لتحقيق مكاسب معينة".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الحكومة العراقية مطالبة بفتح قنوات تواصل دبلوماسية وأمنية مع الجهات المعنية، لضمان استمرار عمليات الإعادة، خاصة بعد توقف بعض المساعدات الدولية نتيجة قرارات سياسية"، مشيرًا إلى أن "التأخير في هذا الملف سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيمات، ويمنح بعض القوى، مثل قوات سوريا الديمقراطية، فرصة لاستثماره سياسيًا في إطار صراعاتها الإقليمية".
وواجهت عشرات المشاريع الإنسانية والتأهيلية في العراق صعوبات كبيرة بعد قرار الإدارة الأمريكية خفض تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ما أدى إلى تعطيل العديد من البرامج المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات الأساسية، خاصة في المناطق التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة.
وتأثرت مشاريع إعادة التأهيل، ودعم النازحين، وتعزيز قطاعات الصحة والتعليم.
ومع تعثر مشاريع إعادة التأهيل، وتصاعد الضغوط السياسية، ينتظر آلاف العراقيين المحتجزين في مخيم الهول مصيرهم الذي بقي معلقًا بين التجاذبات الدولية.