18 قتيلا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة
يتعقد المشهد العسكري والسياسي في سوريا، مع تقدم فصائل المعارضة المسلحة في الشمال.
وتبرز على السطح احتمالات عقد تحالفات جديدة شرقي البلاد ليشمل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"سوريا الحرة"، اللتين تتلقيان دعمًا مباشرًا من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرجح خبراء ومحللون سياسيون دفع، واشنطن، لتقريب وجهات النظر بين حلفائها لتشكيل هلال حدودي يمتد من المثلث التركي العراقي السوري شرقًا وحتى قاعدة "التنف" غربًا.
ويبدو تشكيل تحالف بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات سوريا الحرة أو الفصائل المدعومة من قبل الولايات المتحدة ضمن المعارضة السورية، منطقيًّا في سياق المصالح الأمريكية المشتركة، رغم التعقيدات التي قد تواجهه مع اختلاف المواقف الإقليمية والدولية.
ويقول أستاذ العلوم السياسية الدولية في جامعة صلاح الدين، سردار حسن، إنه "من الناحية العملية، لا يجتمع "قسد" و"قوات سوريا الحرة" بتحالف إستراتيجي شامل في ظل الظروف الاعتيادية.
ويضيف صلاح الدين: "لكن مع تطورات الأحداث في سوريا، يمكن أن تدفع الولايات المتحدة الأمريكية الطرفين إلى عقد تحالفات قائمة على المصالح المشتركة".
وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "هناك تنسيقًا محدودًا وغير علني في قضايا معينة، مثل محاربة تنظيم داعش أو تحقيق استقرار نسبي بضغط من الولايات المتحدة".
واستكمل حديثه: "لكننا يمكن أن نرى خطوات تدريجية نحو تقليل التوترات بين الطرفين، ونسيان خلافاتهما، بهدف مواجهة المعارضة الصاعدة في الشمال التي تتقدم نحو حمص ودمشق بشكل سريع".
وتدعم الولايات المتحدة "قسد" بوصفها قوة رئيسة في محاربة تنظيم داعش، وتدعم أيضًا بعض الفصائل المعارضة المعتدلة مثل "قوات سوريا الحرة" في مناطق أخرى.
وقد تسعى واشنطن إلى دمج أو تنسيق جهود هذه القوى لتحقيق استقرار أوسع.
وأكد، حسن، "من مصلحة كلا القوتين اليوم مواجهة تهديد تنظيم داعش أو جماعات متطرفة أخرى، ما يمكن أن يشكل نقطة تقاطع، بين الطرفين تدفع بها الولايات المتحدة لتقريب الطرفين".
وتشهد سوريا معارك متشابكة تعكس تعقيد المشهد العسكري والسياسي في البلاد، بين هجمات التنظيمات وسعي الجيش السوري للدفاع عن مناطق حيوية، وتظهر تحديات إستراتيجية وسياسية متعددة، تلقي بظلالها على الوضع الأمني في البلاد.
من جهته، يرى الخبير الإستراتيجي، عمر الأنباري، أن تنازل الجيش السوري عن مواقعه في الرقة ودير الزور لصالح قوات سوريا الديمقراطية يعني أن هناك تفاهمات لمنح "قسد" الشريط الحدودي مع العراق.
وقال الأنباري، لـ "إرم نيوز"، أن "التحالفات في سوريا تخضع باستمرار لإعادة صياغة بناءً على المستجدات الميدانية، وقد تكون هناك ظروف تدفع قوات سوريا الديمقراطية وسوريا الحرة لتجاوز خلافاتهما والتنسيق الأمني المشترك بين الطرفين".
وأضاف، أن "الترتيبات الإقليمية الجديدة تفرض ظروفًا مغايرة لما هو موجود على أرض الواقع، خاصة مع زيادة الدور التركي في شمال سوريا، فقد تجد الولايات المتحدة مصلحة في توحيد قوى حلفائها المحليين للتخفيف من نفوذ تركيا وروسيا".
وتشن فصائل المعارضة السورية المسلحة منذ أيام هجومًا موسعًا استهدف مدينتي حلب وإدلب، فيما تجري قتالًا في حمص، إذ تشارك عدة فصائل سورية معارضة مسلحة إلى جانب "هيئة تحرير الشام" في عملية عسكرية تحت عنوان معركة "ردع العدوان".
من جهته، رجح الخبير الأمني والعسكري، فواز الطائي، دفع الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها للتحالف على الأقل بشكل مؤقت وتنسيق العمليات، بهدف السيطرة على الحدود العراقية السورية.
وقال، لـ "إرم نيوز"، أن "جل القواعد الأمريكية تتواجد في الشرق السوري من الحسكة وصولًا إلى قاعدة التنف، وهي لا تريد أن يتواجد في تلك المنطقة غير حلفائها، سواء قسد أم سوريا الحرة، على اعتبار الأولى ذات طابع يساري علماني متعدد القوميات لا تحمل إستراتيجية متطرفة تجاه التواجد الأمريكي في سوريا".
وأضاف، بينما "تعمل قوات سوريا الحرة تحت المظلة الأمريكية وهي مدعومة بشكل مباشر منها عبر التسليح والتدريب، رغم أنها ذات توجهات "إسلامية" ومحافظة".