منظمة غير حكومية وحزب يعلنان الطعن في قرار إقالة رئيس الشاباك أمام المحكمة العليا الإسرائيلية
تواصل الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر تصاعدها، على خلفية احتجاز المؤثر الجزائري نعمان بوعلام، في فصل جديد من العلاقة المتوترة بين البلدين.
وأعلنت السلطات الفرنسية، الأحد، تمديد فترة الاحتجاز الإداري لهذا المؤثر الجزائري المعروف باسم "دولامين"، الذي اعتُقِلَ في مونبلييه بعد نشره مقطع فيديو مثيرًا للجدل عبر منصة "تيك توك". ووفقًا لوزير العدل جيرالد دارمانان، فإن الفيديو تضمن دعوة "لتوجيه عقاب شديد وضرب رجل يُعتقد أنه يقيم في الجزائر"، كما أوضح مكتب المدعي العام.
وعُرِضَ بوعلام أمام قاضي الحريات والاحتجاز في محكمة مو بمدينة مو (سين إي مارن)، حيث تقرر تمديد فترة احتجازه الإداري لـ26 يومًا إضافية.
من جهتها، استنكرت هيئة الدفاع عن المؤثر هذا القرار، ووصفت الخطوة بأنها "غير عادلة"، معلنة عزمها الطعن أمام محكمة الاستئناف في باريس.
وقالت الخبيرة القانونية شارلين بينيزيا لـ"إرم نيوز" إن الموقف القانوني لفرنسا قد يكون هشًا إذا فُسرت الإجراءات على أنها انتهاك للقوانين الدولية. وأكدت: "إذا استمرت فرنسا في تصعيدها، فقد تلجأ الجزائر إلى إثارة الملف في المنتديات الدولية، ما قد يضع فرنسا في موقف محرج".
من جهته، قال الباحث السياسي في معهد العلوم السياسية الفرنسي برونو كورتريه، لـ"إرم نيوز" إن هذه الأزمة هي نتيجة مباشرة لعدم وجود سياسات هجرة واضحة بين باريس والجزائر.
وأضاف أن "هذا النزاع يشير إلى الحاجة الماسة لإعادة صياغة اتفاقيات 1968 لتتوافق مع التحديات الحالية، بما في ذلك إدارة الهجرة غير الشرعية والتعاون القضائي".
وقال المحلل السياسي الفرنسي سيريل بريل لـ"إرم نيوز" إن هذا الحادث سيزيد من تعقيد العلاقة المتوترة أصلًا بين البلدين، موضحًا أن الجزائر تنظر إلى فرنسا كشريك ضروري لكنها تسعى في الوقت ذاته لتأكيد استقلاليتها عن النفوذ الفرنسي. واعتبر أن الحادثة قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع للضغط على فرنسا.
وكانت السلطات الفرنسية قد رحّلت دولامين إلى الجزائر، الخميس الماضي، إلا أن الحكومة الجزائرية رفضت دخوله وأعادته إلى فرنسا في اليوم ذاته، معتبرةً الترحيل "تعسفيًا". ووصفت الجزائر هذه الخطوة بأنها جزء من "سياسة انتقامية" تتبناها جهات يمينية متشددة.
وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية أن المؤثر البالغ من العمر 59 عامًا مقيم في فرنسا منذ 36 عامًا ويحمل تصريح إقامة منذ 15 عامًا، بالإضافة إلى كونه متزوجًا بمواطنة فرنسية وأب لطفلين. وأوضحت أنه يعمل بشكل مستقر منذ أكثر من 15 عامًا، ما يعكس اندماجه الاجتماعي.
واتهم برونو ريتايو، المسؤول الفرنسي، الجزائر بأنها "تسعى لإهانة فرنسا" من خلال رفض استقبال المؤثر، مشيرًا إلى أن هذا التصرف يتناقض مع القواعد المتفق عليها.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سياق تصعيد متواصل بين باريس والجزائر، وسط مطالبات بتهدئة الأجواء والتوصل إلى حلول دبلوماسية تعيد الاستقرار للعلاقات بين البلدين.