وزير الدفاع الأوكراني: واشنطن وكييف تناقشان أمن مواقع الطاقة والبنى التحتية الحيوية
تجددت الهجمات العسكرية الإسرائيلية على ريف درعا جنوبي سوريا؛ ما يثير تساؤلات بشأن الإصرار الإسرائيلي على استهداف هذه المنطقة مرارًا.
يرى خبراء أن هذه العمليات تأتي في سياق استراتيجية تهدف إلى فرض واقع أمني جديد، يشمل توسيع نطاق المناطق منزوعة السلاح وتأمين الحدود مع الجولان المحتل.
ويشير الخبراء إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الوضع الراهن لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي في الجنوب السوري، مستندة إلى اعتبارات جغرافية وأمنية تضمن لها السيطرة الاستراتيجية على هذه المنطقة الحساسة.
في المقابل، تثير الرواية الإسرائيلية عن طبيعة الأهداف التي يتم قصفها شكوكًا واسعة، حيث يعتبر البعض أن هذه الضربات تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز مجرد الحسابات الأمنية.
وبينما تتصاعد التوترات، تبقى هذه الهجمات موضع جدل بشأن أهدافها الحقيقية وتداعياتها المستقبلية على المشهد الإقليمي.
عن هذا الموضوع، أشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية تحسين الحلبي إلى أن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في الجنوب السوري تهدف إلى فرض واقع أمني جديد يتمثل في إنشاء منطقة واسعة منزوعة السلاح، تمتد لتشمل المنطقة القريبة من جنوب لبنان عند جبل الشيخ، وحدود سوريا مع لبنان، وصولًا إلى مناطق القنيطرة وريف درعا، وحتى المناطق المتاخمة للحدود الأردنية.
وأوضح الحلبي لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل تراهن على استغلال الوضع في الجنوب السوري، وتسعى إلى فرض ميزان قوى يمنع أي وجود عسكري رسمي في هذه المناطق، سواء من قبل الجيش السوري أو أي قوات أخرى.
وبيّن أن إسرائيل تسعى إلى ترسيخ أمر واقع مستندةً إلى الطبيعة الطبوغرافية والجغرافية القريبة من حدود الجولان السوري المحتل، بحيث تبقى هذه المنطقة خالية من أي وجود عسكري؛ ما يمنحها القدرة على المناورة مستقبلًا في أي مفاوضات قد تُعقد حول حدودها.
وأضاف أن إسرائيل عندما تفكر بعقد اتفاقية سلام مع سوريا أو أي طرف آخر، فإنها لن تكون بحاجة إلى منطقة منزوعة السلاح، مستشهدًا بالنماذج السابقة للسلام التي عقدتها مع مصر والأردن، حيث تم ترسيم الحدود النهائية بين الأطراف بموجب الاتفاقيات.
وشدد الحلبي على أن إسرائيل، في ظل الظروف الحالية، تستغل غياب الاستقرار في الجنوب السوري لتوسيع نطاق المناطق المنزوعة السلاح،؛ ما قد يمكنها مستقبلًا من فرض سيطرة فعلية على جزء من هذه المناطق بحجة تعزيز أمنها.
من جهته، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي، أن الرواية الإسرائيلية عن القصف الذي استهدف مناطق في ريف درعا، ومنها بلدة سعسع، غير دقيقة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تبرر هجماتها بأنها تستهدف قوات قديمة تتبع للجيش السوري السابق، رغم أنها لم تدخل الخدمة العسكرية الرسمية في ظل القيادة الجديدة للجيش السوري.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل استهدفت بالفعل القدرات الدفاعية للجيش السوري بعد سقوط النظام، مستغلة التطورات العسكرية والسياسية الداخلية في سوريا.
وأوضح أن تل أبيب تحاول رسم "خطوط حمراء" تمنع أي قوات عسكرية جديدة من التمركز في منطقة وادي اليرموك بريف درعا الغربي، أو في أي مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل.
وأشار إلى أن بلدة سعسع، التي تعرضت للهجوم الإسرائيلي، تقع على بعد 20 كيلومترًا فقط من الحدود الحالية التي رسمتها إسرائيل بعد احتلال الجولان، موضحًا أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى فرض واقع عسكري يمنع أي انتشار للقوات السورية أو غيرها في تلك المناطق.
وخلص مجلي إلى أن الأهداف الإسرائيلية لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تشمل أيضًا رسائل سياسية واضحة، حيث تريد تل أبيب التأكيد أنها لا تزال تمتلك النفوذ والتأثير في مجريات الأحداث داخل سوريا، سواء عبر التصريحات السياسية أو من خلال التدخلات العسكرية المباشرة.