البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاق مع الصين
يثير تكرار زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى ليبيا مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس، جو بايدن، الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض وتسليم مفاتيحه للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، تساؤلات حول دلالات هذا الحراك الدبلوماسي لواشنطن.
وسادت في ليبيا تكهنات بشأن هذا الحراك الأمريكي، بين من يرى أنه يستهدف مواجهة النفوذ الروسي المتنامي، وشق آخر يرى أن إدارة الرئيس بايدن تسعى إلى إعادة خلط أوراق الملف الليبي قُبيل تولي ترامب.
قلق أمريكي
ومؤخرًا زار وفد عسكري أمريكي بنغازي حيث التقى ممثلين عن القيادة العامة للجيش هناك. وبحسب تقارير محلية في ليبيا ودولية أيضًا فإن القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" عرضت تقديم الدعم للحفاظ على الأمن في الحدود الجنوبية لليبيا.
وقال المرشح الرئاسي الليبي، سليمان البيوضي، "لا أعتقد أن إدارة بايدن تسعى إلى خلط الأوراق في الملف الليبي استباقًا لتولي ترامب، فالوضع المضطرب في المنطقة هو الذي حتم هذا الحراك الدبلوماسي على ما يبدو؛ لأن الحرب بدأت في غزة وستنتهي على أرض دول أخرى، نحن نعيش أكبر مرحلة لصياغة التاريخ وإعادة ترسيم الحدود، والعراق واليمن سيصبحان عناوين رئيسة خلال الأشهر القريبة، ومن يدري ربما ليبيا أيضًا".
وشدد البيوضي في حديث لـ"إرم نيوز" على أن "إدارة ترامب السابقة اهتمت بالملف الليبي، ولكنها أدارته بشكل غير مباشر، بتكليف الأصدقاء به، وعند التدخل المباشر كان الأوان قد فات، وانتهت فترة ترامب، لذلك أعتقد أن إدارة بايدن كانت أضعف في اهتمامها بالملف الليبي".
وأكد أن "الوجود الروسي يقلق الأمريكيين نسبيًا، لكنه ليس الملف الأكثر إزعاجًا، وما تشهده المنطقة من أحداث متسارعة يستدعي التركيز على ليبيا، فهي بطن التمساح الأوروبي، وحفظ الاستقرار فيها أو حتى الاضطراب يجب أن يكون محسوبًا".
وأنهى البيوضي حديثه بالقول إن: "تصاعد وتيرة الصراع في الشرق الأوسط قد يدفع نحو اختيار أرض بديلة لتخفيف الضغط على بعض الجهات وحتى الدول المنخرطة في الصراع، وهناك حاجة لوضع آمن في ليبيا بغض النظر عن صيغته، هذا كل ما في الأمر في اعتقادي".
ليست من اهتماماتها
أما المحلل السياسي الليبي، ناصر أبو ديب، فيعتقد أن "الملف الليبي ليس من اهتماتات الولايات المتحدة الأمريكية الأولى لا في عهد ترامب ولا في عهد بايدن ولا في المستقبل القريب؛ لأن ما يحدث من توترات في أوكرانيا والشرق الأوسط وسوريا وإيران وكوريا الجنوبية يجعل من الملف الليبي ليس ضمن أولويات واشنطن ولا المجتمع الدولي".
وبيّن أبو ديب في حديث لـ"إرم نيوز" أنه: "لا يمكن لبايدن خلط الأوراق؛ لأنه لم يبق أمامه الكثير من الوقت أصلًا، ناهيك عما هي هذه الأوراق أصلًا؟ لم ولن نرى أي شيء جديد؛ لأن المنطقة الشرقية والجنوبية في ليبيا في تحالف مع روسيا، والمنطقة الغربية في تحالف مع تركيا، وبالتالي لا يمكن لهذه الفترة القصيرة المتبقية من حكم بايدن أن تمكّنه من فعل شيء".