مقتل 22 فلسطينيا بينهم 8 أطفال منذ فجر أول أيام يوم عيد الفطر غالبيتهم في خان يونس جنوبي غزة

logo
العالم العربي

حزب الله يشعل الحدود.. تصعيد "مدروس" لاستعادة النفوذ

حزب الله يشعل الحدود.. تصعيد "مدروس" لاستعادة النفوذ
مسلحون من حزب اللهالمصدر: yandex
18 مارس 2025، 7:31 ص

تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية السورية بعد اشتباكات مسلحة وقصف متبادل، وسط مخاوف من تصعيد عسكري يهدد الاستقرار الإقليمي. وبينما تبادل الجيشان السوري واللبناني القصف، تبرز مخاوف من استغلال "حزب الله" للأحداث لتعزيز نفوذه، وفق محللين سياسيين وعسكريين.

 

 

وعاد الهدوء إلى الحدود الشمالية بين سوريا ولبنان، فجر الاثنين، بعد ليلة شهدت تصعيدًا بدأ باشتباكات مسلحة، تلاها قصف الجيش السوري لمنطقة القصر اللبنانية، ما أسفر عن مقتل طفل ونزوح عائلات لبنانية. وردّ الجيش اللبناني بتعزيز قواته في المنطقة الحدودية.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن مسلحين من "حزب الله" عبروا إلى ريف حمص وقتلوا ثلاثة جنود سوريين، وهو ما نفاه الحزب.

"ذرائع حزب الله"

من الطبيعي، كما يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد المتقاعد سعيد القزح، أن "يسعى المتضررون من قيام دولة حقيقية في لبنان، تحتكر القرار والسلاح والسلطة، إلى خلق مشاكل متنوعة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وصولًا إلى الأزمات العسكرية والأمنية، هؤلاء المتضررون يسعون لخلق العقبات أمام قيام دولة قوية في لبنان، ما يعرقل عملية بناء الدولة الحقيقية".

ويُشير قزح أيضًا  في حديث لـ"إرم نيوز" إلى أن المتضررين من النظام السوري الجديد، سواء داخل سوريا أو خارجها، سيحاولون العبث بأمن هذا النظام لمنعه من بسط سيطرته الفعالة على البلاد، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار في لبنان والمنطقة.

أخبار ذات علاقة

الدفاع السورية: تحركاتنا على الحدود مستمرة لطرد حزب الله

 

ويؤكد أن "ما حدث بالأمس على الحدود اللبنانية يشبه إلى حد بعيد ما كان يحدث خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، حيث كان يتم اختطاف الأشخاص من مناطق معينة وقتلهم في مناطق أخرى لإثارة الفتن الطائفية والتحريض على القتال".

وأوضح أن "عدة أطراف تستفيد من هذه الأحداث، أبرزها حزب الله الذي يسعى إلى خلق ذريعة للإبقاء على سلاحه من خلال تصوير وجود عدو جديد على الحدود الشرقية والشمالية، كما يهدف الحزب إلى إعادة فرض سيطرته على القرار السياسي في لبنان".

كما أشار إلى أن فلول النظام السوري السابق يرون أن أي أحداث على الحدود تخدم مصالحهم، بالإضافة إلى إيران وإسرائيل، اللتين تسعيان إلى تفتيت سوريا والمنطقة بشكل عام.

وحذر العميد المتقاعد من المخاطر الكبيرة التي تهدد الأمن اللبناني والسوري، مشيرًا إلى أن أخطرها هو احتمال اندلاع اشتباكات بين الجيشين اللبناني والسوري على الحدود. 

وأضاف أن وجود اللاجئين السوريين في لبنان، الذين يتسلح العديد منهم داخل المخيمات ويؤيدون السلطة السورية الجديدة، يمكن أن يؤدي إلى انفلات أمني واسع، يتمثل في اضطرابات أمنية وعسكرية تشمل تفجيرات وخطف، ما يهدد استقرار لبنان بالكامل.

وحذر المحلل العسكري السلطات السورية من "الانجرار إلى ردود فعل مشابهة لما حدث بالأمس، داعيًا إلى التنسيق الكامل مع الجيش اللبناني لضبط الحدود ومنع من يسعى إلى زعزعة الاستقرار من استدراج البلدين إلى صراع عسكري.

وأكد قزح أنه يجب على الجيش اللبناني أن يعمل على ضبط الحدود بشكل كامل، خاصة في منطقة الهرمل، بالإضافة إلى نزع سلاح حزب الله وفلول النظام السوري الذين فروا بعد سقوط النظام، كما شدد على ضرورة نزع سلاح العشائر والعصابات المنتشرة في بعض المناطق.

وشدد على أهمية أن تبدأ الدولتان في ترسيم الحدود بينهما بشكل عاجل. وقال: "لا يمكن أن يستمر الوضع كما كان عليه، يجب أن تحدد الدولتان حدودهما بدقة لضمان استقرار المنطقة وتفادي أي أزمات مستقبلية."

"طرق التهريب"

ويرى المحلل السياسي والكاتب اللبناني أمين بشير أن "ما يحدث على الحدود اللبنانية-السورية ينطلق من خلفية تاريخية بدأها حزب الله منذ عام 2013، حيث كان الحزب يرى نفسه كمنتصر في الصراع السوري. في تلك الفترة، أغلق حزب الله الحدود مع لبنان وبنى بيئة حاضنة له في العديد من القرى والعشائر على الحدود".

وقال بشير لـ"إرم نيوز"  إن الحزب احتضن منظمات وعصابات تعمل في تجارة المخدرات وتزوير العملة، وأصبح بذلك حاميًا وضامنًا للطرق غير الشرعية عبر الحدود، التي تتجاوز أعدادها 40 معبرًا غير قانوني.

وأضاف بشير أن الوضع الحالي يشير إلى أن حزب الله، بعد الهزيمة التي تعرض لها في حربه مع إسرائيل وسقوط نظام الأسد، بدأ يحاول فتح ثغرات جديدة في الجدار الذي يصدّه الجيش السوري.

 

 

وأوضح أن الجيش السوري يسعى الآن لتنظيف الحدود من المناطق التي احتلها حزب الله، وهو ما يدل على أن الحزب قد يحاول خلق مشكلات جديدة نتيجة إغلاق مصادر أعماله، خاصة بعد تجفيف مصادر أمواله التي كانت تأتي من التهريب والممنوعات.

وأشار بشير إلى أن الموقف الحكومي اللبناني حاليًا متريث وحذر جدًا، حيث إن الحكومة اللبنانية لم تعترف رسميًا حتى الآن بحزب الله كمنظمة خارجة عن القانون رغم تورطه في العديد من الأنشطة غير القانونية.

وقال بشير إن الحكومة اللبنانية تتجنب المواجهة المباشرة مع الحزب لأنها لا تريد صدامًا داخليًا، خاصة أن حزب الله لا يزال يملك بيئة حاضنة له على الحدود وفي جنوب لبنان؛ مما يضع الحكومة في موقف صعب، حيث إنها تسعى لتجنب التصعيد مع الحزب.

وتوقع المحلل السياسي أن يستمر الجيش السوري في ملاحقة عصابات التهريب التي يدعمها حزب الله، مشيرا إلى أن هذه العصابات ليست مجرد مجموعات عشوائية، بل هي مجموعات مدربة تقوم بتنفيذ عمليات معقدة، مثل العملية الأخيرة التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود سوريين.

وأوضح بشير أن "حزب الله" هو المسؤول عن تلك العمليات رغم نفيه المتكرر لذلك، مشيرًا إلى أن هذه العمليات هي من صنع عصابات مسلحة مدربة تعمل تحت إشراف الحزب الذي لا يعمل لمصالح الدولة اللبنانية.

ولفت إلى أن المستقبل القريب يتطلب من الحكومة اللبنانية اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه الحزب، خصوصًا فيما يتعلق بتنفيذ القرار 1701 الذي يشمل أيضا الأمن على الحدود اللبنانية-السورية.

وأكد بشير أن هذا القرار يتضمن وضع ضوابط صارمة على الحدود لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات ويشدد على ضرورة تنفيذ القوانين الدولية لتأمين الاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن من الضروري استكمال التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في معالجة هذه القضايا، وأكد على أهمية مواصلة جهود ترسيم الحدود.

صراع متصاعد

ويرى المحلل السياسي حسن الخالدي أن التطورات الأخيرة تعكس تحولًا في ديناميكيات الصراع على الحدود، حيث تسعى دمشق إلى فرض سيطرتها الكاملة على المناطق الحدودية بعد سقوط النظام السابق، مما قد يضعها في مواجهة مباشرة مع "حزب الله".

ويتفق الخالدي مع بشير وقزح  بأن الحزب يحاول الاحتفاظ بنفوذه الاستراتيجي في هذه المناطق، رغم الضغوط العسكرية.

كما حذر الخالدي في حديث لـ"إرم نيوز" من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة غير مباشرة بين لبنان وسوريا، في ظل تزايد التدخلات الإقليمية والدولية في المشهد، مؤكدا ضرورة التوصل إلى تفاهمات واضحة بين الطرفين لمنع اندلاع صراع أوسع قد يجرّ المنطقة إلى مزيد من الفوضى.

أخبار ذات علاقة

الجيش السوري يطرد ميليشيا حزب الله من قرية "حوش السيد علي"

   

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات