نتنياهو: شريط حماس بشأن الأسرى حرب نفسية ومشاهدته صعبة
ترى أوساط سياسية أن المباحثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، التي استضافتها السعودية حققت "نجاحات كبيرة"؛ ما أشاع تفاؤلاً بنجاح اللقاء العربي الثماني الذي تنظمه الرياض بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن بشأن غزة.
ويبني المراقبون تفاؤلهم على جملة معطيات في مقدمتها توظيف ما يسمى بـ"الدبلوماسية الشخصية الراشدة"، في معالجة القضايا التي تبدو مستعصية في تشابكها وفي تفاوت المواقف بشأنها.
الباحث المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، الدكتور خميس النعمان، يقرأ في لقاء الرياض، حدثا غير مسبوق من زاوية أنه سيقدم للولايات المتحدة وللعالم مشروعا متكاملا من الجوانب القانونية والسياسية والإنسانية، يعالج "اليوم التالي لحرب غزة" في نطاق قضية تاريخية شائكة هي القضية الفلسطينية.
ويفضّل النعمان أن لا يخوض في تفاصيل ما تسرّب من أوراق عمل أو توصيات تتضمنها ورقة المشروع العربي، قائلا لـ"إرم نيوز"، إن في ذلك استباقا لورشة لم تلتئم حتى الآن.
ويستحضر الباحث جملة ملاحظات أساسية في لقاء الرياض، بينها أن مصر أنجزت ما تعهدت به وهو ورقة عمل بمشروع يجمع تعمير القطاع مع المشهد السياسي للسلطة هناك، مشيرا إلى أن الإجماع العربي متحقق برفض تهجير الفلسطينيين، وسيجري النقاش بخصوص تمويل إعادة الإعمار في القطاع.
وكانت تقارير غير رسمية تحدثت، خلال الأيام القليلة الماضية، عن خطة من ثلاث مراحل تنفّذ على فترة من ثلاث إلى خمس سنوات، كما تحدثت عن عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار مع بقاء السكان على الأرض. أما التقديرات المالية لكُلَف التعمير والإسكان فإنها تتجاوز 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 مليارا خلال الأعوام الثلاثة الأولى.
ويشير النعمان إلى أن واشنطن أعلنت، قبل يومين، أنها أوقفت مساهمتها المالية في تشغيل قوات الأمن للسلطة الوطنية الفلسطينية، وهو قرار في توقيته يعني الكثير ويترك المشهد الفلسطيني برمته قيد المتابعة المستنفرة، كما يقول.
ومن جانبه، يرى الملحق السياسي السابق في المقر الأوروبي للأمم المتحدة، عبد الرحيم الطوير، جملة شواهد تدعو للتفاؤل بقدرة اللقاء الذي تستضيفه السعودية على اقتراح مشروع يحظى بموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي ذلك يراهن على ما أسماه "الدبلوماسية الشخصية الراشدة" التي توظفها القيادة السعودية ويجيدها الرئيس الأمريكي ترامب.
ويقرأ النعمان في النجاح الذي تحقق باستضافة المملكة لأول لقاء أمريكي- روسي بشأن أوكرانيا، ما يبرر تكرار هذا التفاؤل مع قمة غزة التي تستضيفها الرياض.
ويعزز المحلل تفاؤله بشواهد بينها لغة التقدير العالية التي استعملها ترامب في توصيف ثقته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الإشارة إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون الرياض شريكة في قمة ثلاثية مع واشنطن وموسكو لبحث مستقبل قطاع الطاقة في العالم.
ويختم الطوير تفاؤله بنجاح اللقاء العربي الثماني، وترجيحات أن يقبل ترامب بمخرجاته، قائلا إن من ينجح برعاية قرارات وقف الحرب في أوكرانيا وفي غزة، سينجح على الأغلب في قمم مماثلة متوقعة بين واشنطن ودول أخرى.