الكرملين: لا نستبعد مواصلة الإفراج المتبادل عن السجناء مع الولايات المتحدة
كشفت مصادر أمنية عراقية، عن وجود عناصر من ميليشيات "فاطميون" و"زينبيون" في محافظة ديالى، بعد انسحابها من سوريا، حيث استقرت في معسكر أشرف الذي يعد معقلاً للفصائل المسلحة والإيرانيين في المنطقة.
وقال مصدر أمني عراقي، لـ"إرم نيوز"، إن "عناصر هذه الميليشيات، التي تتكون من مقاتلين باكستانيين وأفغان موالين لإيران، تم نقلهم إلى معسكر أشرف، بعد عودتهم من سوريا، حيث طلبت طهران من حلفائها التأني في إرسالهم وإعادتهم إلى بلدانهم".
وبحسب المصدر العراقي، فإن "أعدادًا كبيرة من عناصر هذه الميليشيات وصلت إلى معسكر أشرف على مدار الشهر الماضي، بشكل متتابع، واستقرت هناك بالتنسيق مع الميليشيات المحلية، في انتظار التطورات الجديدة أو الأوامر من طهران".
وتشكل لواء فاطميون على يد الحرس الثوري لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا، مستقطباً مقاتلين أيديولوجيين من أفغانستان وباكستان، حيث كانت مليشيات "فاطميون" طرفاً رئيسياً في معارك حاسمة مثل حلب والغوطة الشرقية.
ويشير خبراء أمنيون إلى أن مصير مليشيات "فاطميون" بعد سقوط نظام بشار الأسد يرتبط برؤية إيران في حال الاعتماد عليها لتعويض تراجع نفوذها الإقليمي، وتقلص القدرة على الاعتماد على حلفاء تقليديين مثل حزب الله اللبناني، والميليشيات العراقية، ما قد يدفعها إلى تطوير هذه المجموعات وتكييفها لمواجهة التحديات الجديدة.
ومع سقوط نظام الأسد، تصاعدت التساؤلات حول مصير الميليشيات العراقية والمتشكلة من جنسيات أخرى، والتي لعبت دوراً رئيسياً في دعم النظام، وبينما عادت الميليشيات المحلية إلى العراق، أثيرت تساؤلات عن مصير ميليشيات "فاطميون" و"زينبيون"، التي لم يتضح مسارها، قبل أن يكشف المصدر العراقي عن هذه المعلومات.
وتشير تقارير غربية، إلى أن إيران قد توجه مقاتلي لواء "فاطميون" إلى نزاعات إقليمية أخرى، مثل اليمن لدعم الحوثيين، أو العراق لتعزيز الميليشيات المحلية.
وبدوره، حذر الخبير العسكري كمال الطائي من "خطورة بقاء عناصر ميليشيا (فاطميون وزينبيون) في العراق".
وأشار الطائي إلى أن "وجود هذه المليشيات لا يقتصر على كونه حرجاً سياسياً للحكومة العراقية أمام المجتمع الدولي، بل يشكل تهديداً مباشراً للسيادة الوطنية العراقية، ويثير مخاوف بشأن قدرة الدولة على السيطرة على أراضيها ومنع استغلالها لصالح أجندات خارجية".
وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه المجموعات المسلحة، التي تعمل خارج إطار الدولة، قد تُستخدم كورقة ضغط إيرانية في التعامل مع القوى الدولية أو الإقليمية، مما يضع بغداد في موقف حرج، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لوقف نشاط الميليشيات المسلحة".
وأشار إلى أن "إيران قد ترى في هذه المليشيات أداة للتأثير على موازين القوى في المنطقة، سواء من خلال دعم الحوثيين في اليمن، أو تعزيز حزب الله في لبنان، أو حتى استخدامهم كورقة ضغط في مفاوضاتها مع القوى الدولية".
وتأسس معسكر أشرف في محافظة ديالى، عام 1986 خلال الحرب العراقية الإيرانية، حيث استقر فيه آلاف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، بعد أن منحهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حق اللجوء السياسي، ويمتد المعسكر على مساحة تقارب 36 كيلومترًا مربعًا، ويضم مرافق متعددة منها، ملاعب رياضية، وسوقا تجارية، ومستشفى، وغير ذلك من المنشآت.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تعرض المعسكر لقصف من القوات الأمريكية قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 22 أبريل 2003، سمح الاتفاق لأعضاء مجاهدي خلق بالإبقاء على بعض معداتهم العسكرية، لكنها وُضعت لاحقًا تحت سيطرة القوات الأمريكية التي دمرت مخابئ وذخائر المعسكر. في يناير 2009، انتقلت السيطرة على المعسكر إلى الحكومة العراقية، حيث رُحّل قاطنوه إلى ألبانيا عام 2016.
وبعد إخلاء معسكر أشرف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في عام 2013، أصبح المعسكر محط اهتمام الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق.
واستفادت هذه الفصائل من الموقع الاستراتيجي للمعسكر، لتأسيس قاعدة عملياتية تدعم أنشطتها العسكرية والأمنية، بعد أن حولت المعسكر إلى مركز لتدريب وتجهيز المقاتلين، بالإضافة إلى تخزين المعدات والأسلحة.