الجيش الإسرائيلي: مسلحان عبرا من الأردن نفذا هجوما على نقطة حدودية قرب البحر الميت

logo
العالم العربي

هل تغيرت الاستراتيجية الأمريكية تجاه تهديدات "الحوثي" البحرية؟

هل تغيرت الاستراتيجية الأمريكية تجاه تهديدات "الحوثي" البحرية؟
خفر السواحل الحوثيالمصدر: أ.ف.ب
05 أغسطس 2024، 4:17 م

تواجه العمليات العسكرية الدولية، على مدى 7 أشهر من الضربات المضادة للحوثيين، انتقادات واسعة؛ بسبب تأثيراتها المحدودة على قدرات ميليشيا الحوثي العسكرية، وفشلها في إيقاف الهجمات المتصاعدة والمتطورة في البحر الأحمر، ما أدى إلى "انخفاض عدد السفن المارّة بالشريان الحيوي للملاحة الدولية إلى 70% منذ أواخر العام الماضي"، وفق وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.

ونتيجة لذلك، تتحدث تقارير أمريكية عن استراتيجية تكتيكية جديدة تبنتها الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات في ممرات الملاحة الدولية، مع انخفاض وتيرة هجمات ميليشيا الحوثي ضد السفن التجارية، على مدى أكثر من أسبوعين.

وعلى الرغم من إعلان ميليشيا الحوثي تدشين "المرحلة الخامسة" من التصعيد العسكري ضد إسرائيل والملاحة الدولية، فإن هجماتها توقفت منذ الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي استهدف مواقع تحت سيطرتها في محافظة الحديدة، في الـ20 من يوليو/ تموز المنصرم، باستثناء الهجوم الذي تبنته، الأحد، ضد سفينة "جروتون" في خليج عدن.

أخبار ذات علاقة

ميليشيا الحوثي تعلن بدء "المرحلة الخامسة" من التصعيد

وفي المقابل، واصل تحالف "حارس الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة، توجيه ضرباته الوقائية ضد التحركات والأهداف العسكرية التابعة للحوثيين في مناطق اليمن، رغم تراجع حدّة عملياتهم ضد السفن، خلال الأيام الماضية.

خطة جديدة

وكشف مسؤول دفاعي لدى القوات الأمريكية، أن واشنطن لجأت منذ أسابيع إلى خطة جديدة "غير معلنة" لمواجهة التهديدات الحوثية، تعتمد على منظومات المراقبة الجوية والإلكترونية، والتحكّم بالطائرات المسيّرة من قواعد بريّة في منطقة عمليات القيادة المركزية، التي تبقى لساعات طوال في الجو، لمراقبة تحركات الحوثيين واستهداف أي محاولات هجومية".

وقال المسؤول إن الاستراتيجية الجديدة تعفي الجنود والسفن الحربية الأمريكية من أعباء الانتشار في منطقة البحر الأحمر أو خليج عدن، لفترات طويلة، وفقًا لما نقلته التقارير الأمريكية.

وأشار إلى أن القدرات المتطوّرة للمسح والمراقبة عن طريق الطائرات المسيرة المجهزة بالصواريخ، تهدف إلى إجهاض أي تحركات هجومية لميليشيا الحوثي ضد السفن التجارية في المياه الدولية، من خلال الضربات الاستباقية، "وبما يمكّن القيادة المركزية الأمريكية من تخطي الكثير من العراقيل السياسية والميدانية".

تقليل الكلفة

وقال الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، إن الطريقة الأمريكية لمواجهة الحوثيين تنم عن "عمى استخباراتي" واضح، "في ظل محدودية الجهود والموارد المبذولة تجاه الحوثي على مدى السنوات السابقة، التي لا تصل حتى إلى جزء يسير من حجم الجهود الأمريكية المبذولة سابقًا لتتبع وملاحقة عدد من عناصر تنظيم القاعدة في الصحراء الواقعة بين محافظتي مأرب وشبوة".

وأشار، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تتعامل مع الحوثيين كجيش نظامي يمكن ردعه عن طريق استهداف عدة قواعد معينة، بما يؤثر في قدراته، إذ ظلت الهجمات تراوح مكانها عند المستوى الدفاعي، "دون الانتقال إلى استهداف بنية الحوثيين الحساسة أو الشخصيات القيادية المؤثرة، وذلك نتيجة قصور أمريكي في فهم هذه الميليشيا".

وأوضح أن بقاء الهجمات في هذا المستوى يغري الحوثيين كثيرًا للاستمرار، ويعدّ معركة مثالية تتوافق مع شعاراتهم في مواجهة أمريكا، وهو ما يساعدهم على مزيد من الحشد والتأييد.

ويعتقد الجبرني أن عمليات الاستهداف المتكررة التي تعلنها القوات الأمريكية في مناطق الحوثيين "قد يطال جزء كبير منها مجسمات هيكلية تأخذ شكل الأسلحة، يقدمها الحوثيون عن قصد بهدف التضليل، كالمجسمات التي يستعرضونها في العروض العسكرية السابقة".

وقال: من الطبيعي أن يكون الفشل مصير الاستراتيجية الأمريكية السابقة، كما أن تحول الأسلوب حاليًا على نحو "غير جوهري" هو أمر منطقي، يهدف إلى تقليل الكلفة والمخاطر إلى حد ما، في ظل غياب الرؤية الواضحة تجاه الحوثيين؛ بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

خيار أفضل

ويرى مدير مكتب مركز "South24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون عن أفضل الاستراتيجيات لكبح جماح الحوثيين، والحد من هجماتهم التي تسببت بأضرار بالغة في التجارة الدولية وحركة الملاحة البحرية والشحن الدولي.

وقال السفياني، في حديثه لـ"إرم نيوز": إن عملية نشر القطع العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن لم تكن ناجحة إلى حد بعيد، إذ حوّلها الحوثيون إلى أهداف مباشرة، وباتت منشغلة بالدفاع عن نفسها، "وبالتالي إشغال واشنطن عن الهدف الرئيس المتمثل في تحطيم قدرات الحوثيين المستخدمة في الهجمات البحرية والهجمات العابرة للحدود".

وأشار إلى أن اعتماد الولايات المتحدة على التكنولوجيا، والضربات الدقيقة، في استراتيجيتها الجديدة، قد يكون من الناحية العسكرية خيارًا أفضل من سابقه، ومن الممكن أن يُحدث خسائر أكبر للحوثيين.

وأضاف: هناك عدة عوامل أدت إلى سحب الأصول الأمريكية البحرية من البحر الأحمر وخليج عدن، بعضها متعلّق بالتصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، وحاجة واشنطن إلى قوات إضافية في المنطقة، فضلًا عن الحاجة الأمريكية الإضافية لإرسال مزيد من القوات في بحر الصين الجنوبي.

ارتباط داخلي

ومن جانبه، يعتقد المحلل السياسي صلاح السقلدي أن انخفاض هجمات الحوثيين خلال الأسبوعين الماضيين لا علاقة له باستراتيجيات الردع الأمريكي المتواصلة منذ أشهر.

وقال: إن انخفاض حدّة التوتر في البحر أخيرًا مرتبط بالتسوية الأخيرة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وميليشيا الحوثي، وفق اتفاقية "خفض التصعيد" المتعلقة بالجانب الاقتصادي، التي ألغيت بموجبها الإجراءات الحكومية الأخيرة التي تستهدف الجانب المالي للحوثيين.

وأشار، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الحوثيين حققوا مكاسب اقتصادية على الصعيد المحلي، عقب هذه الاتفاقية التي تأتي بجهود دولية وإقليمية، "وبالتالي يحاولون الحفاظ عليها، وهو ما أدى إلى حالة الهدوء في المياه الدولية، التي يراها مؤقتة؛ نتيجة ارتباطها بمستقبل الوضع الجيوسياسي في المنطقة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC