عاجل

ترامب: هاريس لم تفعل شيئاً لمكافحة معاداة السامية، والجامعات أصبحت أماكن خطيرة على الطلاب اليهود

logo
العالم العربي

هل ينجح مؤتمر القاهرة في الدفع نحو إنهاء حرب السودان؟

هل ينجح مؤتمر القاهرة في الدفع نحو إنهاء حرب السودان؟
نازحون سودانيون يفرون من مناطق القتالالمصدر: رويترز
06 يوليو 2024، 9:58 ص

يحمل مؤتمر القاهرة، الذي يجمع القوى السياسية السودانية على مدار يومي السبت والأحد 6 و7 يوليو الجاري، فرصًا للتوصل لحلول تنهي الحرب في السودان وتفتح الباب للتعامل الفوري مع المعاناة الإنسانية للسودانيين، وفق متابعين.

وأوضح ساسة سودانيون، في تصريحات لـ"إرم نيوز" في صدارة هذه الفرصة، أن المؤتمر يجمع عددًا كبيرًا من القوى السياسية ومكونات تنسيقية القوى السياسية الديمقراطية "تقدم" وتيارات وأحزاب سياسية، الأمر الذي قد يكون له دور في الضغط على طرفي الصراع لوقف الحرب، لا سيما مع ما يشهده المؤتمر من مشاركة قوى مدنية كانت تدعم أحد طرفي هذه الحرب، من المنتظر أن تتبنى خيار السلام وإنهاء الحرب.

وأكدوا أن نجاح مؤتمر القاهرة، قد يجنب السودان مهددات ومخاطر التدخل الدولي الماثل على الأبواب، ما يجعل مصر ساعية إلى توسيع دائرة القوى السياسية الرافضة للحرب، من خلال هذا الجمع من السودانيين في هذا المؤتمر.

نحو سلام شامل

وينعقد مؤتمر القاهرة الذي يجمع القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، للتوصل إلى ترتيبات إنهاء المعارك ومعالجة الوضع الإنساني وبناء سلام شامل ودائم في السودان.

وتشارك تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" في المؤتمر، ورحبت التنسيقية بالدعوة المصرية لمناقشة موضوعات وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية وسبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة.

ويقول عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، د.علاء نقد، إن مؤتمر القاهرة يتخذ أهمية في هذا التوقيت لحلحلة الأزمة السودانية، نظرًا لعدة نقاط أبرزها أن الدعوة جاءت من مصر التي يعتقد أنها ستحدث عبر محاولاتها، فارقًا كبيرًا في وقف الحرب، الأمر الذي يظهر مبدئيا من تلبية الدعوة من جانب أحزاب سياسية ومهنيين وتنسيقية "تقدم" بعد عقد مؤتمرها التأسيسي ومكونات سياسية أخرى.

وعبّر نقد عن أمله في أن ينأى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بنفسه بعيدًا عن "الإسلاميين" تمامًا وأن ينصاع لمطالب ومعاناة السودانيين، بوقف هذه الحرب اللعينة والجلوس على طاولة التفاوض، وفق تعبيره.

وتحدث نقد عن أن المؤتمر يناقش الكثير من القضايا في صدارتها سبل حل الصراع في السودان ومحددات إطلاق الحوار السوداني والأزمة الإنسانية، ويأتي بعد عقد الاجتماع التشاوري بشأن تنسيق المبادرات وجهود السلام في السودان، الذي عقد في 12 يونيو الماضي، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وعدّ أن هذا ما خلق أرضية داعمة لتحقيق أهداف ومساعي مؤتمر القاهرة، مع زيادة عدد الكتل والتيارات المدنية والأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني السوداني، التي ترفع شعار "لا للحرب"، ما سينعكس بضغوط على طرفي القتال للعودة إلى المفاوضات، بالتزامن مع انتظار مبادرة الاتحاد الأفريقي الهادفة إلى جمع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو على طاولة واحدة للتفاوض.

منبر حوار حقيقي

ويوضح خبير قضايا السلام وفض النزاعات السوداني إبراهيم زريبة أن أبرز ما يقدمه مؤتمر القاهرة وجلساته في هذا التوقيت إتاحة منبر حقيقي لحوار القوى السياسية المنقسمة منذ العام 2021، في ظل تداعيات عدة لهذا الانقسام، ساهمت في تأجيج الأزمة السياسية وبلوغ ذروتها بهذه الحرب المدمرة.

ووفق قوله يعد مؤتمر القاهرة فرصة كبيرة لإنهاء القطيعة والتنافر بين القوى السياسية المعروفة بالساحة أو التيارين المختلفين "تقدم" والكتلة الديمقراطية "الميثاق".

أخبار ذات علاقة

السودان.. قوى سياسية ترحب بمؤتمر القاهرة وتطالب بإنهاء الأزمة

 

ويعد المؤتمر فرصة لاستطلاع آراء القوى السياسية حول الصراع وآثاره المدمرة وكيفية إيقاف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية الملحة المتمثلة في انعدام الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، وذلك بحسب زريبة، الذي أشار في تصريحات لـ"إرم" إلى أن إعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض من أهم الموضوعات المطروحة على جدول عمل المؤتمر، ما سيعطي مساحة كبرى لإمكانية بدء التفاوض على وقف العدائيات، وذلك لأغراض إنسانية في ظل ما يعانيه السودانيون.

وشدد زريبة على أن نجاح مؤتمر القاهرة قد يجنب السودان مهددات ومخاطر التدخل الدولي الشاخص على الأبواب، على حد وصفه، ولكنه أكد أهمية حضور الشركاء الدوليين، ما يضفي بعدًا أقوى للمؤتمر ومخرجاته، التي يمكن إدراجها بشكل مباشر في مفاوضات جدة وهذا يجعل من القاهرة محطة قوية لبناء الجسور، وتسهيل للعملية التفاوضية في جدة.

وأوضحت المحللة السياسية السودانية رشا عوض في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن مؤتمر القاهرة يأتي في إطار بلورة رؤية العملية السياسية بعد الحرب وقبل ذلك التوصل إلى موقف سياسي مدني لقوى سودانية متعددة ومتباينة حول هدف إيقاف الحرب في ظل أوضاع ميدانية متصاعدة؛ إذ إن استمرار الحرب ربما يهدد بانهيار كامل للجيش السوداني، ما يترتب عليه مضاعفات سياسية وأمنية، ستؤثر على الأمن الإقليمي.

ترتيب مصري أفريقي

وأكدت عوض أن مصر تسعى إلى توسيع دائرة القوى السياسية الرافضة للحرب، متوقعة عدم مشاركة الأطراف العسكرية المتحاربة أو ممثلين لهم في مؤتمر القاهرة، وبالتوازي مع هذه اللقاءات المدنية، هناك ترتيب أفريقي لجمع قيادتي الجيش و"الدعم السريع" على أساس آلية رئاسية برئاسة الرئيس الأوغندي و5 من رؤساء الدول الأفريقية، وهذه الآلية ستسعى جاهدة لجمع طرفي الحرب ليكون ذلك محاولة لوضع نهاية هذا الصراع.

وتدل المساعي القائمة ومن بينها مؤتمر القاهرة ،بحسب عوض، على أن الحرب في السودان بلغت منحى خطيرًا وبات الجميع يدرك أنه في حال عدم لجم هذا الصراع عبر تدابير إقليمية ودولية، ستؤدي إلى انهيار السودان وتهديد مباشر للدول المجاورة وأمن منطقة البحر الأحمر.

ويتوقع رئيس تجمع كردفان للتنمية الطيب الزين أن تقوم مصر عبر مؤتمر القاهرة ومساعي أخرى بأدوار ومحاولات لوقف هذه الحرب التي كانت لها مضاعفات على مصر في عدة مجالات لاسيما الحياة العامة، لذلك من مصلحة مصر إيجاد حل يحقق الاستقرار في السودان ومن ثم يُتَعَامَل مع المضاعفات الناتجة عن الحرب.

وأشار الزين في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن الأزمة تتعلق بمبادرة الاتحاد الأفريقي بشكل أكبر وما ينتظر من لقاء حميدتي والبرهان، الذي يجد صعوبة بالغة في التجاوب مع المبادرة واجتماعه مع قائد قوات الدعم السريع، في ظل تعقيدات الموقف لديه وفرض رؤية فلول النظام السابق عليه بعدم الرغبة في التوصل إلى سلام، لأن ذلك يعني محاسبتهم ومحاكمتهم نتيجة الجرائم التي ارتكبوها، وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC