تتجه فصائل المعارضة المسلحة بعد أن تمكنت من السيطرة على محافظات حلب وإدلب وحماة إلى محافظة حمص، بعد 10 أيام من القتال ضد الجيش السوري.
وتمثل السيطرة على حمص نقطة تحول في المعركة المصيرية بين فصائل المعارضة والجيش السوري، وفق محللين.
وقال محللون لـ"إرم نيوز"، إن مدينة حمص تشكل خطًا أحمر بالنسبة للجيش السوري، الذي عزز دفاعاته كثيرًا لمنع تقدم فصائل المعارضة نحو العاصمة دمشق، ومنع سقوطها مهما كان الثمن.
وقال المحلل الاستراتيجي يحيى محمد علي، إن الجيش السوري انسحب من إدلب وحلب وحماة، تفاديًا لوقوع مواجهة مباشرة مع فصائل المعارضة قد تؤدي لوقوع خسائر بين المدنيين في تلك المدن، ولتحصين خطوطه الدفاعية في محافظة حمص.
وأوضح أن الجيش السوري أعاد انتشاره في حمص كخط دفاع أول عن دمشق، متوقعًا حدوث مقاومة عنيفة من قبل الجيش إذا ما قررت فصائل المعارضة السيطرة على حمص، حيث توجد الفرقة الرابعة والفيلقان الرابع والخامس.
يضاف إلى ذلك 5 ألوية مقاتلة وعدد من الفرق الخاصة وكتائب المدرعات والصواريخ وسلاح الطيران الذي سيكون له دور فاعل في حال اندلاع المعركة.
وبالإضافة إلى وجود الفرق التابعة للجيش، تعد حمص أحد معاقل "حزب الله" اللبناني الذي ينتشر في عدة نقاط محصنة.
ويقول المحلل الاستراتيجي، إن الحزب يملك منصات صواريخ ومخازن أسلحة وسيدافع عنها بشراسة، لقرب المنطقة من الحدود اللبنانية التي تعني خسارتها تضييق الخناق على الحزب وشل قدراته كثيرًا.
من جانبه، رأى المحلل السياسي عبد النبي بكار، أن سقوط حمص سيؤدي إلى قطع طرق الإمداد الساحلية وفصل المنطقة الساحلية وعزل وحصار العاصمة دمشق وريفها، ولذا فإن النتيجة الحتمية ستكون الإطاحة بالنظام الحالي، إلا أن المعطيات السياسية والعسكرية الحالية لا توحي بذلك.
وأشار بكار في حديث لـ"إرم نيوز" إلى أن روسيا لن تسمح بأي حال من الأحوال بسقوط حمص، حماية لقواعدها العسكرية وعدم تعريض نافذتها الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط للخطر، في وقت يشهد النفوذ الإيراني تراجعًا ملحوظًا في المنطقة، ما يتيح لها لعب دور هام في المرحلة المقبلة.
وبالتوزاي مع وجودها العسكري في سوريا، فإن لروسيا استثمارات في مجال النفط والفوسفات عبر عقود أبرمتها مع الحكومة السورية تمتد صلاحياتها لعشرات السنوات، وفقًا لبكار.
وختم بكار حديثه بالقول، إن التنافس غير العلني بينها وبين الولايات المتحدة يفرض عليها الحفاظ على حمص لوقف تقدم فصائل المعارضة، لإحداث توازن بعد انتشار قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا في مناطق حلب ودير الزور والبوكمال، بعد انسحاب الميليشيات الإيرانية والوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري.