تنياهو: نحارب على 7 جبهات ونحقق الانتصار ضد أعدائنا
رأى تقرير لصحيفة "المونيتور" أن توقف إيران عن تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3" للرد على إسرائيل حتمي، رغم غضب وإحباط المتشددين، بفعل ما تمر به طهران من ضعف اقتصادي وعسكري نتج عن تآكل النفوذ وسقوط الوكلاء.
وبحسب الصحيفة، تواجه إيران تساؤلات حول قوّتها الإقليمية، وانتقادات شرسة من الموالين لها، في الوقت الذي تعيد فيه التفكير في الرد الموعود على الهجوم الصاروخي الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسط انتكاسات دفاعية هائلة، ومخاوف من دورة تصعيد أكثر تدميرًا.
الوعد الذي لم يعد صادقًا
ورغم تأكيد القيادة الإيرانية أن الانتقام تحت الاسم الرمزي "عملية الوعد الصادق 3" أمر "حتمي"، فإنه بعد مرور شهرين لم يتم اتخاذ أي إجراء ملموس بعد؛ ما يُثير جدلًا ساخنًا بين المحللين والموالين والنقاد.
وأضافت الصحيفة أنه مع مرور الأيام، أصبح السؤال أكثر إلحاحًا على خلفية تصاعد عدم الاستقرار الإقليمي والحملة الإسرائيلية المتواصلة لاستهداف وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ورغم خطاب التحدي الإيراني، فإن عدة عوامل، تتراوح بين النكسات العسكرية والديناميكيات السياسية المتغيرة، قد خففت من رغبة طهران، أو قدرتها، على الانتقام.
سقوط الحلفاء
ويُعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، أحد أقرب حلفاء إيران الإقليميين والعنصر الرئيس في "محور المقاومة" ضد إسرائيل، بمثابة ضربة موجعة لموقف إيران وإستراتيجيتها الإقليمية.
وكما أن انهيار الأسد، الذي سبقته أسابيع من الهجمات الإسرائيلية التي قضت على أقوى وكيل لإيران، ميليشليا حزب الله، ترك إيران أكثر عرضة للخطر وأقل قدرة على محاربة العدو اللدود.
وتابعت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين يرفضون حتى الآن تقديم صورة دقيقة عن الأضرار التي لحقت ببلادهم في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت سلسلة من القواعد العسكرية الرئيسة.
ومع ذلك، وفقًا لتقييمات المخابرات الغربية، فإن الضربات كادت تصيب أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية الرائدة بالشلل. وإن أي انتقام إيراني يمكن أن يثير ردَّ فعل إسرائيليًّا متوقعًا على نطاق واسع ويخاطر بدورة جديدة؛ وإذا كانت التقديرات الغربية حول خسائر طهران السابقة صحيحة، قد يكون الجيش الإيراني غير قادر على تقديم دفاع فعال.
وما يزيدُ الأمر تعقيدًا احتمال أن تتجاوز ضربة إسرائيلية جديدة، هذه المرة، الأهداف العسكرية وتضرب المنشآت النفطية والمنشآت النووية التي ظلت لفترة طويلة في مرمى إسرائيل.
خيبة أمل الموالين
وأشارت الصحيفة إلى أن نهج إيران، التي ربما تحاول كسب الوقت بتوقفها المحسوب، لم يهدئ من خيبة الأمل بين مجموعات الموالين، الذين اعتمدت طهران منذ فترة طويلة على دعمهم لنشر الصورة المعلنة ذاتيًّا كقوة عظمى إقليمية وتعزيز أيديولوجيتها.
وللتخفيف من المخاطر وقبل الدخول في أي حلقة جديدة من المواجهة، يبدو أن إيران تركز على إعادة بناء قدراتها الصاروخية وتعزيز دفاعاتها، وبالتالي التأخير في الرد.
واختتمت الصحيفة بالقول، إن عودة ترامب وعامل الاقتصاد الإيراني المتضرر هما عاملان يفرضان أنفسهما بقوة على طهران غير الراغبة بتصعيد يخرج عن سيطرتها، وقد يُدمر ما تبقى من اقتصادها.
وسواء أكان الأمر يتعلق بتأخير العملية أم تعليقها، يبدو أن طهران تسير على حبل مشدود من خلال إعادة ضبط إستراتيجيتها والتغلب على الشكوك الجيوسياسية في الشرق الأوسط الأوسع والمشهد السياسي المتغير في الولايات المتحدة.