وكالة: روسيا وأمريكا ستجريان محادثات بمشاركة الأمم المتحدة
تشهد مدينة جنين في الضفة الغربية حالة من التصعيد المتزايد بين أجهزة السلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة، التي ينتمي بعضها إلى حركة حماس، وسط مخاوف من تطور هذه المواجهات.
ويرى محللون أن هذه الأوضاع قد تمنح إسرائيل مبررات إضافية لتسريع خطتها بضم مدن الضفة الغربية إلى سيادتها، خاصة في ظل الدعم المنتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة.
تدهور الوضع الداخلي
يرى المحلل السياسي محمود الريماوي أن السلطة الفلسطينية تتعامل مع هذه المواجهات باعتبارها معركة ضد النفوذ الإيراني في الضفة الغربية، في ظل وجود ارتباطات بين بعض الفصائل المسلحة وطهران.
وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل يفرض على الأولى مواجهة أي وجود عسكري أو سياسي للفصائل المسلحة في الضفة، تفاديًا لتحولها إلى نموذج مشابه لغزة.
وأكد الريماوي أن هذه المواجهات تأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة للفلسطينيين، حيث تركز إسرائيل أنظارها على الضفة الغربية باعتبارها "الجائزة الكبرى" التي تسعى لتحقيقها، خاصة مع وجود توقعات بدعم أمريكي كبير لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن مثل هذه الصراعات الداخلية تقدم لإسرائيل الذريعة اللازمة للحديث عن انعدام الأمن في الضفة الغربية؛ ما يسوغ ضمها تحت مظلة السيادة الإسرائيلية.
إسرائيل تستغل الانقسامات
المحلل السياسي سعيد مروان وافق الريماوي، مؤكدًا أن المواجهات في جنين لا تخدم الحقوق الفلسطينية بأي شكل، بل تسهم في تعزيز حجج اليمين الإسرائيلي، الذي يسعى لضم الضفة الغربية.
وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن إسرائيل تنتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ هذا المخطط، مستفيدة من الأوضاع المضطربة داخل المدن الفلسطينية، وما تفرزه من ضعف داخلي وانقسامات.
وشدد مروان على ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف بالعقلانية وتعمل على تحقيق مصلحة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن أي فتنة داخلية قد تترك تداعيات كارثية على المستوى المعيشي الصعب أصلًا في الضفة الغربية، فضلاً عن الإضرار الكبير بالقضية الفلسطينية بأكملها.
وبدأت المواجهات في جنين عقب اقتحام قوات تابعة للسلطة الفلسطينية مخيم جنين، بدعوى ضبط الأمن.
لكن الفصائل المسلحة اعتبرت أن هذا التحرك يستهدف إنهاء "مقاومتها" ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وتتهم الفصائل السلطة بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، في وقت يرى فيه كثيرون أن مثل هذه التحركات تعمق الانقسام الفلسطيني وتفتح المجال أمام إسرائيل لتنفيذ مخططاتها التوسعية.