ترامب يتهم جامعة هارفرد بأنها "مؤسسة معادية للسامية" و"تهديد للديموقراطية"

logo
العالم العربي

رسائل إسرائيل إلى تركيا في سوريا.. "سيناريو تجريبي" للمواجهات القادمة

رسائل إسرائيل إلى تركيا في سوريا.. "سيناريو تجريبي" للمواجهات القادمة
إحدى حظائر الطائرات التي قصفتها إسرائيل في مطار حماةالمصدر: وسائل إعلام سورية
03 أبريل 2025، 11:30 ص

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الغارات التي شنتها بلاده أمس في سوريا هي "رسالة شديدة اللهجة" إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، في حين أشار مسؤول أمني إسرائيلي إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة كانت رسالة إلى تركيا.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، وتسلم الرئيس السوري أحمد الشرع لمقاليد الحكم في سوريا، تتواصل الغارات والتوغلات الإسرائيلية، كما تتواصل على لسان المسؤولين الإسرائيليين عبارات القلق والتصريحات المحذرة من تنامي الدور التركي في سوريا.

وتتعامل المصادر الأمنية الإسرائيلية مع تركيا باعتبارها "تمثل تحديًا" لإسرائيل، وتقول "بالرغم من أن تركيا ليست إيران، لكنها تسعى حاليًا للتمدد الإمبريالي، وتدرب وتسلّح الجيش السوري، وتحاول ترسيخ وجودها العسكري عبر قواعد داخل سوريا". 

فأين تتجه الأمور، وما هي حدود التصعيد المحتمل، وهل يمكن أن نشهد صدامًا تركيًا إسرائيليًا في سوريا، في إعادة لسيناريو الصدام الإيراني الإسرائيلي في سوريا؟

أخبار ذات علاقة

مستشار بيريز: إسرائيل تفضل مواجهة إيران على "الاحتكاك" مع تركيا

 

سوريا الجغرافيا

الباحث والمحلل السياسي السوري، الدكتور مالك الحافظ، يرى أن "ما تريده إسرائيل من سوريا لا يرتبط بسوريا الدولة، بل بسوريا الجغرافيا، ويضيف "إسرائيل كانت ولا تزال معنية بأمرين استراتيجيين، أولهما أمن حدودها الشمالية، وثانيهما منع قيام أي كيان سيادي سوري معادٍ لها أو يعيد ترميم مفهوم الدولة الوطنية التي تتجاوز الطوائف والميليشيات".

أخبار ذات علاقة

قاعدة T4.. محور صراع تركي إسرائيلي على النفوذ في سوريا

 

ويقول الباحث السوري إنه بعد سقوط نظام الأسد، لم يعد القلق الإسرائيلي محصورًا في إيران وحزب الله، بل اتسع ليشمل قوى جديدة تتنازع الأرض السورية، بعضها تحت عباءة جهادية عابرة للحدود، وبعضها يرتبط بتحالفات إقليمية (تركية تحديدًا) قد تعيد صياغة توازن القوى بطريقة لا تخدم المصلحة الإسرائيلية.

رسائل مزدوجة

يؤكد الكاتب والباحث السوري أن "الضربات الأخيرة تحمل بلا شك طابع الرسائل المزدوجة، فمن جهة هي رسالة واضحة للسلطة الانتقالية الجديدة في دمشق بأن أي مشروع لإعادة بناء سوريا ضمن معادلة لا ترضي إسرائيل، سيكون مصيره القصف والتعطيل. وهذا يشمل محاولة إدماج المقاتلين الأجانب، أو تأسيس تحالفات أمنية خارجية (كالاتفاق الدفاعي مع تركيا).

أخبار ذات علاقة

"لا تريد المواجهة".. إسرائيل تناقش خطط منع "التمدد" التركي في سوريا

 

ومن جهة ثانية، الرسالة موجهة لأنقرة، ومفادها بأنه لن يُسمح لتركيا بترسيخ وجودها العسكري في سوريا إلى الحدّ الذي يُهدد النفوذ الإسرائيلي غير المعلن فيها. خاصة بعد تسريبات التفاهم التركي ـ السوري حول إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا، والذي يُفسَّر إسرائيليًا كمحاولة للهيمنة التركية على المجال الجوي السوري، وهو أمر ترفضه تل أبيب بشدة ولن تسمح به تحت أي ظرف من الظروف.

وبالتالي، يعتقد الحافظ، بأن إسرائيل لا تفرّق كثيرًا بين السلطة السورية الانتقالية الحالية وأنقرة في هذه المرحلة، طالما أن الطرفين يتحركان نحو مشاريع مستقلة قد تُربك الحسابات الإسرائيلية.

الضرب ثم الضرب

وحول الخطة أو الهدف الإسرائيلي من هذا التصعيد وحدوده المتوقعة، يرى الباحث مالك الحافظ أن الخطة الإسرائيلية ليست بالضرورة خطة مكتوبة ونهائية، لكنها تقوم على مبدأ استباقي واضح وهو الضرب ثم الضرب، لمنع التراكم. أي أن إسرائيل لا تنتظر أن يصبح الخطر واقعًا، بل تتصرف وفق مبدأ "اقطع الطريق قبل أن تُشق"، وهذا ما يفسر استهداف مراكز البحوث، ومخازن الوقود، والرادارات، وحتى الشخصيات الفاعلة، في اللحظة التي يُشتبه فيها أنها قد تؤسس لقوة ما.

أما بشأن رد الفعل التركي، فيقول الحافظ إنه "من غير المرجح أن تأخذ أنقرة موقفًا مباشرًا عسكريًا تجاه تل أبيب، لأن أولوياتها الآن لا تسمح بمواجهة مفتوحة، خصوصًا في ظل التحولات الجارية داخل تركيا، والحسابات المعقدة التي تربطها بالولايات المتحدة، وروسيا، ودول الخليج". 

ويشير إلى أن الرد التركي قد يكون ردًا ناعمًا، عبر إعادة التموضع في الشمال السوري، أو تأجيل بعض بنود التعاون مع السلطة الانتقالية الجديدة. ويخلص إلى القول "الآن نحن أمام ساحة تتشكل فيها التوازنات بالنار، لا بالتفاوض، وسوريا باتت في قلب هذا الصراع الجيواستراتيجي، لا على أطرافه".

أخبار ذات علاقة

وسط قلق إسرائيلي.. تركيا تستعد لإنشاء قاعدتها بتدمُر السورية

 

سيناريو تجريبي

الكاتب والمحلل السياسي السوري مازن بلال، يرى من جهته، أن إسرائيل تلعب اليوم على المجال الحيوي المستقبلي، فهي تريد التحكم بالأمن الإقليمي ولا تريد استبدال التواجد الإيراني بقواعد عسكرية تركية، فما حدث بالأمس هو سيناريو تجريبي للمواجهات القادمة، ورسم خط أحمر أمام تركيا التي تريد توسيع دورها.

ويلفت بلال إلى أن "أكبر خطأ تلعبه دمشق هو في خلق تحالفات مشابهة لتلك التي ظهرت خلال سلطة الرئيس السابق"، ويقول: "سوريا قائمة عمليًا على التوازنات الدولية، والإخلال بهذه القاعدة سيقود لتجدد الصراع، على الأخص أنها تحاول الاستناد إلى أنقرة في وقت تريد فيه إدارة ترامب الحد من الدور التركي في المنطقة".

أخبار ذات علاقة

بعد غارات إسرائيل على القواعد العسكرية في سوريا.. ما رد تركيا؟

 

ويعتقد الكاتب السوري أن تركيا لن تواجه إسرائيل وفق المؤشرات المتوفرة حاليًا، فهي تريد ملء الفراغ السياسي في سوريا، لكن هذا الأمر مستحيل دون وضع قواعد جديدة للأمن الإقليمي وذلك بعد الانتهاء من مسألة غزة.

ويصف بلال ما يحدث حاليًا بأنه "عمليات ردع إسرائيلي بغطاء أمريكي، وفي ظل عدم استقرار الشرعية في سوريا وفق الشرط الأمريكي بترحيل المقاتلين الأجانب".

تنافس استراتيجي

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي حمادة، يرى أن هذه الضربات على سوريا تأتي في إطار التنافس الاستراتيجي بين قوتين إقليميتين كبيرتين؛ إسرائيل وتركيا، مشيرًا إلى أن تركيا حققت تقدمًا كبيرًا أولًا بإسقاط نظام بشار الأسد، ثم بوصول حلفائها إلى السلطة في دمشق واعتراف العالم بهذا التحول الكبير وطي صفحة نظام الأسد نهائيًا.

ويقول حمادة إن إخراج العامل الإيراني بشكل حاسم ونهائي من سوريا، يريح الإسرائيليين وتركيا أيضًا، لأن إيران كانت تشكل نقطة تحدٍ للقوتين الإقليميتين في المشرق العربي، وتم إنهاء هذا الاختراق الإيراني بشكل حاسم ونهائي.

ويوضح الكاتب اللبناني "نحن الآن أمام قراءتين للخريطة: القراءة التركية وهي العودة إلى مسرح العمليات في الشرق الأوسط، ما يعني سوريا كقلب للعالم العربي، وبالتالي تريد تركيا أن تثمر هذا الانتصار بشكل استراتيجي عبر إحكام السيطرة وإحكام النفوذ على الدولة الجديدة الناشئة، وإعادة بناء الجيش بخبرات تركية ومساعدة تركية، وهذا عامل أساسي في تأمين قوة النفوذ التركي وترسيخه في هذه المرحلة".

بالمقابل، إسرائيل التي ترى بأن سوريا يجب أن تبقى نقطة فصل، أو مسرحًا فاصلًا ما بين نفوذها والنفوذ التركي.

وفقًا للخبير حمادة "لا تمانع إسرائيل بأن يصل النفوذ التركي إلى منطقة حمص تقريبًا، لكن دون أن يصل بشكل عسكري فعلي وجدي، بمعنى ألا يكون هناك تمدد عسكري وقواعد عسكرية وتسليح نوعي في هذه المناطق، سواء من الصواريخ إلى بطاريات الدفاع الجوي إلى ما هنالك، وألا يخرج أي طيران من قواعد سوريا".

أخبار ذات علاقة

ساعر: أنقرة تسعى لتحويل سوريا إلى "محمية تركية"

 

بالمقابل، تسعى إسرائيل إلى توسيع نفوذها العسكري وليس نفوذها السياسي ومظلتها العسكرية على كامل المنطقة الجنوبية وصولًا إلى العاصمة، وهذا جزء من النظرة لأمنها الاستراتيجي الذي يمتد في حزام من البحر الأبيض المتوسط جنوبي لبنان وصولًا إلى المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا عند التنف.

الصدام وارد

يلفت الكاتب السياسي اللبناني إلى أن إسرائيل تنظر بعين الريبة إلى الفصائل التي تنضوي تحت مظلة الحكم الجديد، وهي فصائل يمكن أن تشكل يومًا خطرًا مباشرًا وأمنيًا على إسرائيل، وهذا يذكرها بخطر حماس، ويقول "علينا أن ننظر أن القوتين صاعدتان في المنطقة، ويمكن أن تصل الأمور والتنافس إلى صدام، إلا إذا كان هناك حسم أمريكي أو ضابط أمريكي للتمدد الإسرائيلي والتركي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات