مخيم الفارعة.. فقر وبطالة وسوء خدمات تفاقمها إجراءات الجيش الإسرائيلي

تحوّل مخيم الفارعة في طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، إلى ساحة حرب، ضمن تصعيد إسرائيلي طال عدداً من مخيمات الضفة منذ الهجوم الواسع الذي نفذته حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويستهدف الجيش الإسرائيلي خلال عملياته من يقول إنهم مطلوبون، ويرافق عمليات الاقتحام التي ينفذها دمار يطال البنية التحتية للمخيمات وتخريب متعمد لممتلكات المواطنين.

خلال اقتحام المخيم، الجمعة، قتل 6 فلسطينيين من أهالي المخيم؛ ما رفع حصيلة ضحايا العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلى 272 قتيلاً.

ووصف ضابط الإسعاف في الهلال الأحمر، عدنان غنيمي، المخيم بـ"ساحة الحرب"، مضيفاً، أن "المخيم تحول إلى موقع مواجهات عنيفة وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي من قبل الجيش الإسرائيلي، واعتلاء القناصة أسطح منازل المخيم".

وأضاف غنيمي، الذي شارك في عمليات إنقاذ المصابين، لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش الإسرائيلي أعاق عمل طواقم الإسعاف، ومنعها من القيام بدورها بإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات".

يقع مخيم الفارعة الذي أنشئ بعد نكبة 1948 على بعد 17 كم شمال شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ويبلغ تعداد سكانه 8000 نسمة.

وتحدث رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم عاصم منصور، لـ"إرم نيوز"، عن جانب من المعاناة التي يعيشها المخيم وسكانه جراء الإجراءات الإسرائيلية فيه، مشيراً إلى أن اقتحامه وتدمير البنى التحتية فيه فاقم من معاناة الفلسطينيين.

وقال إن "المخيم يعاني من الاكتظاظ ولا يُسمح ببناء أكثر من 3 طوابق للمبنى الواحد؛ ما أجبر العديد من سكانه على العيش خارجه؛ وهو ما يرفع من أعباء المعيشة وتكاليفها، التي أثرت بشكل كبير على فئة الشباب"، موضحا أن "نسبة البطالة التي يعاني منها المخيم مرتفعة جدًا، إذا ما قورنت بالبطالة في المدن والقرى والمخيمات، كما أن الأوضاع الخدماتية في المخيم بالغة السوء".

لا تختلف معاناة مخيم الفارعة كثيراً عن المخيمات الأخرى، من صعوبات كبيرة ويومية، خاصة بعد تقليص خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مجالي الصحة والتعليم، بالإضافة إلى الاستهداف بالاقتحامات من قبل الجيش الإسرائيلي.