كبيرة موظفي البيت الأبيض لـ"فوكس نيوز": منخرطون بشدة في محادثات تجارية مع عدة دول
عصام العبيدي
أفادت مصادر عسكرية عراقية، بصدور توجيهات رسمية، بشأن إعداد خطة متكاملة للتدخل العسكري في سوريا، على وقع تسارع الأحداث هناك.
وقال مصدر عسكري رفيع لـ"إرم نيوز إن "القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وجه المؤسسات الأمنية، بإعداد خطة لتقديم الدعم العسكري لسوريا، عبر مسارات مختلفة، فضلًا عن فتح قنوات تواصل مع الدول الإقليمية للتهيئة للتدخل".
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن "تكليفات صدرت لوزارة الخارجية بالتنسيق مع تركيا بشأن التطورات، وطبيعة الموقف العراقي الذي شعر بالقلق تجاه ما يحصل"، مشيرًا إلى أن "ممثلي الفصائل المسلحة دفعوا أيضًا بهذا التوجه".
ويوم أمس، دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، جميع القيادات العسكرية بأن يكون وجودها ميدانيا ومتابعة الحدود المشتركة العراقية السورية على خلفية الأحداث، وذلك خلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني.
وسبق ذلك، الدفع بتعزيزات عسكرية نوعية، وهي اللواء 101 ضمن الفرقة المدرعة 25، فضلًا عن لواء آخر من الشرطة الاتحادية.
وخلال السنوات الماضية، نفَذت القوات العراقية عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية، عبر طيران الجو، لاستهداف عناصر تنظيم داعش، بالتنسيق مع قوات النظام في سوريا.
ولم يسبق أن تدخل العراق بشكل رسمي ضد قوات المعارضة، المدعومة من تركيا، وهو مسار رآه مراقبون محفوفًا بالمخاطر، وقد يفاقم التوترات بين أنقرة وبغداد، في ظل وجود ملفات مشتركة، تسعى الحكومة العراقية، إلى تنظيمها.
وعقدت القيادة العسكرية العليا في العراق سلسلة اجتماعات مكثفة خلال اليومين الماضيين، ركزت على تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود المشتركة مع سوريا، والتي تمتد لمسافة 650 كيلومترًا.
شبح داعش
وتسعى هذه التحركات إلى الحيلولة دون تكرار أحداث عام 2014، حينما سقطت مدينة الموصل في قبضة تنظيم "داعش"، رغم انتشار خمس فرق عسكرية على الحدود خلال تلك الفترة.
بدوره، يرى الخبير العسكري، هشام الدراجي، أن "التدخل العراقي الرسمي لو حصل، سيكون عبر القوة الجوية فقط، وهي مهمة معقدة تتطلب الكثير من الجهد والتنسيق، خاصة أن الطائرات العراقية بحاجة إلى دعم وتأهيل مستمر"، مشيرًا إلى أن "المؤسسة الأمنية العراقية لديها أهداف محددة سلفًا في الداخل السوري".
وأوضح الدراجي لـ"إرم نيوز" أن "إمكانيات سلاح الجو العراقي محدودة، وسيكون تدخله لإبعاد الخطر الداهم عن العراق"لافتًا إلى أن "التدخل البري غير وارد بشكل رسمي، لبعد المسافات، والتعقيدات الجيوسياسية، لكن الفصائل المسلحة ربما تشارك في هذا النزاع".
ومع انشغالها بالصراع في سوريا، لم تُسجّل فصائل المعارضة هناك تهديدات مباشرة أو تشكل خطرً فعليًّا على العراق، حيث تركزت أنشطتها المسلحة داخل سوريا، غير أن أيديولوجيتها بشكل عام تثير قلقًا في الشارع العراقي.
من جهته، قال مستشار في رئاسة الوزراء العراقية، إن "بغداد سيكون لها موقف حاد تجاه ما يحصل في سوريا، على المستويات العسكرية وكذلك الأمنية والدبلوماسية، إذ إن وجود جماعات مصنفة إرهابيًّا مجاورة للعراق، ستمثل خطورة كبيرة ولا يمكن غض الطرف عنها".
وأوضح المستشار العراقي الذي فضَّل عدم ذكر اسمه لـ"إرم نيوز" أن "الجميع يتفق بأن هذه الجماعات تحمل أفكارًا مناهضة للوضع العراقي، وربما لو سنحت لها الفرصة ستمثل خطرًا حقيقيًّا علينا"، لافتًا إلى أن "التدخل المباشر وارد، لكنه بحاجة إلى ترتيبات كبيرة مع دول المحيط، تحديدًا الولايات المتحدة وتركيا".