ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
استبعد خبراء في الشأن السوري، تأسيس جيش جديد في الفترة القادمة، يكون بعيدًا عن الانتماءات الفصائلية الحاكمة في الوقت الحالي والتي تتصدر المشهد.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تأسيس جيش على هذا الأساس، سيجعله هشًّا وبمثابة ساحة صراعات على السلطة، الأمر الذي لن يجعل سوريا تصل إلى منظومة كيان عسكري وطني موحد، وسيحمل جانباً من تعدد الولاءات.
ولفتوا إلى أن الذهاب نحو بناء جيش على هذا الأساس، سيجعل التشكيلات والقوات النوعية والفرق داخله، قائمة على أسس لها مصالح أخرى بعيدة عن مصلحة الدولة وأمنها القومي، فضلًا عن ما سيواجهه من مشاكل لا سيما في التسليح، حيث ستتخوف الدول الغربية من توجيه الدعم والمساندة، في ظل تلك المعطيات.
مسألة معقدة للغاية
ويقول مدير مركز "جي.سي.إم" للأبحاث والدراسات، د. آصف ملحم، إن "المسألة معقدة للغاية، وسيكون هناك صعوبات على عدة مستويات في تأسيس جيش بعيد عن الانتماءات الفصائلية الحاكمة بالفعل في الوقت الحالي".
وأوضح "ملحم" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "أبرز الصعوبات تكمن في أن هذه الفصائل التي قامت بإسقاط النظام السابق هي ذاتها مختلفة فيما بينها، ولها ولاءات مختلفة ومنها فصائل متشددة ومتطرفة، لذلك فإن عملية إنشاء جيش وطني سيخضع للكثير من القيود والأخذ والرد، الأمر الذي سيصاحبه دخول هذه الفصائل في صراعات بينها حتى خلال وضع أسس تشكيل هذا الجيش".
ولفت إلى أن "معظم هذه الفصائل تتبع دولاً مختلفة وتموّل من جانبها، ضارباً المثل بما يعرف بـ"الجيش الوطني" المقرب لتركيا بشكل كبير و"هيئة تحرير الشام" ذاتها، التي تدعمها تركيا بالأسلحة ولها وظيفة مطلوب تأديتها، وهو ما لا يتوازى مع رغبة في بناء جيش للدولة".
ويعتقد ملحم أن "هذه المعطيات هي جانب من التحديات في ظل طبيعة تشكيل جيش وتسليحه في مثل هذه الظروف+ ما يجعله بمثابة جيش مشلول وأشبه بـ"الشرطة المدنية"، لا سيما أن الدول الغربية لن توافق على منح أسلحة لهذا الجيش، في ظل هذه الظروف".
وتساءل ملحم عن الأيدلوجية التي ستتبناها الدولة وانعكاس ذلك على الجيش الجديد في ظل المرور بمرحلة انتقالية، حيث ما يبدو أنها أيديولوجية "هيئة تحرير الشام" أي لجماعة متشددة، ومن ثم موافقة الدول الغربية على التسليح "صعب" في هذا المشهد، وفق قراءته.
صراعات قادة الفصائل المسلحة
ويرى المحلل السياسي أحمد العزيزي، أن "الصراعات بين قادة الفصائل التي سترى أن لها نصيباً في الدولة الجديدة وإلا فتكون لفصيل أو لشخص أو تنظيم واحد، ستكون منعكسة بطبيعة الحال داخل بنيان هذا الجيش حتى من قبل وضع الخطوط العريضة له؛ ما لن يجعل سوريا تصل إلى منظومة كيان عسكري وطني موحد".
ويؤكد العزيزي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الفصائل في الأساس هي عبارة عن ميليشيات ليس لها علاقة بالجيش النظامي الذي له أسس ومنهج وإستراتيجيات، ووجودها ضمن جيش أو تكوينها له، سيكون بمثابة أمر كارثي حيث ستكون الأسلحة والقوات النوعية والفرق قائمة على أساس فصائلي، وأن يكون لهذا التنظيم الدفاع الجوي والصواريخ مثلاً، ولفصيل آخر المدرعات، وبدلاً من أن يتم اختيار قياداته من باب المقربين كما كان مع النظام السابق، سيكون من منطلق طائفي" وفق قوله.
ونبه العزيزي إلى أن "الحديث عن جيش بهذا التصور، لن يكون له هوية أو حتى شكل، وسيكون أقرب إلى المرتزقة في حال حدوث ما تردد عن السماح للأشخاص الذين بحوزتهم سلاح، الانضمام للجيش".
وأضاف أن "هناك من المؤكد أخطاء متعلقة بالجيش السوري في عهد نظام الأسد، ولكن لو كان هناك توجه لنظام وطني لسوريا بعد سقوط هذا النظام، سيكون الجيش في الإطار ذاته، وذلك بالبناء الصحيح على ما تبقى من الجيش وليس تدميره وطمس هيكلته ونظمه التي ليست مرتبطة بنظام أو طائفة ولكن هي على طراز عسكري من الممكن تطويعه بعيداً عن الطائفية أو ما شابه ذلك".
وتابع العزيزي أن "أمر التسليح في الجيش الجديد سيكون فاصلاً، حيث من غير المنتظر أن يكون هناك تسليح حقيقي من جانب دولة مثل روسيا، والدول الغربية لن تقدم خبراتها وإمكانياتها لفصائل لن تكون قادرة على تشكيل هيكل للجيش في ظل مخاوف من سوء الاستخدام".
واعتبر أنه "من الممكن أن تكون الدولة الوحيدة المتحكمة في التسليح ونظام الجيش بحكم سيطرتها على فصائلها هي تركيا، أي أن يتحول الجيش السوري إلى تابع لدولة في الأساس لها على الأقل، أهداف تهدد الأمن القومي السوري".