عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
العالم العربي

الجيش السوداني يتحدث عن تسلّمه "أسلحة نوعية".. من الممول؟

الجيش السوداني يتحدث عن تسلّمه "أسلحة نوعية".. من الممول؟
رئيس أركان الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يزور قاعدة ف...المصدر: أ ف ب
03 أغسطس 2024، 3:52 م

تزامنًا مع تقارير عن تزويد إيران للجيش السوداني بأسلحة خلال الـ6 أشهر الماضية، ضمن إستراتيجية تهدف إلى تمهيد الطريق لوجود بحري إيراني على ساحل البحر الأحمر، أعلن الجيش عن حصوله على "أسلحة نوعية" قال إنها "ستساهم بحسم المعركة" مع قوات الدعم السريع.

الإعلان الذي جاء على لسان مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا، في تصريحات لتلفزيون السودان، تأتي في وقت تتجه فيه الأنظار نحو محادثات جنيف المرتقبة لوقف الحرب في البلاد.

كما يستبق رد الجيش السوداني على الدعوة الأمريكية لطرفي الحرب في السودان، إلى بدء جولة محادثات جديدة تنطلق يوم 14 أغسطس/ آب الجاري في سويسرا.

واعتبر محللون ذلك دليلًا على وجود خلافات داخل معسكر الجيش السوداني حول العملية التفاوضية.

أخبار ذات علاقة

"الدعم السريع" تتهم الجيش السوداني باستخدام "سلاح التجويع"

 

سلاح إيراني

وتحدث ياسر العطا في الترويج للمقابلة التي ينتظر أن يبثها تلفزيون السودان كاملة، اليوم السبت، عن حصول الجيش "السوداني على أسلحة نوعية قادرة على تغيير موازين الصراع المسلح مع قوات الدعم السريع".

ولم يكشف "العطا" عن الجهة التي منحت الجيش السوداني السلاح، لكن تقارير أشارت إلى أن "إيران زودت الجيش السوداني بأسلحة مختلفة خلال الفترة الماضية".

بينما أكد المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، على منصة "إكس" أنه "إذا كان حديث العطا صحيحًا، فإنه يؤكد وصول الباخرة الإيرانية التي تحمل الأسلحة والذخائر للجماعات الإرهابية التي تقاتل الشعب السوداني، وفي كل الأحوال أشاوس الدعم السريع ينتظرون وصول هذه الأسلحة لاستلامها من هذه الجماعات الإرهابية والتسلُح بها".

ونشر موقع "بوليتكال كيز" معلومات خاصة عن أن إيران زودت، خلال الأشهر الستة الماضية، الجيش السوداني بالأسلحة، في إستراتيجية تهدف إلى تمهيد الطريق لوجود منفذ بحري إيراني على ساحل البحر الأحمر.

ووفقًا للمعلومات رفض السودان طلب إيران لاستقبال حاملة طائرات هليكوبتر على ساحله، لكن المراقبين يعتقدون أن السودان قد يخفف موقفه مع استمرار حربه مع قوات الدعم السريع.

وقال الموقع إن طائرات "مهاجر-6" الإيرانية كانت حيوية لنجاح القوات المسلحة السودانية في استعادة أجزاء من أم درمان، ويعتقد المحللون أن الخرطوم لن تكون قادرة على تحمل الضغوط الإيرانية.

وأضافت المعلومات أن السلطات الإيرانية استأجرت 17 شقة في بورتسودان، حيث نقل الجنرال عبد الفتاح البرهان حكومته بعد اندلاع القتال في نيسان/ أبريل 2023.

ويرى محللون أن إيران تبحث عن موطئ قدم في المنطقة، وإذا حصلت على تنازلات جيوستراتيجية، ستقدّم المزيد من الطائرات دون طيار.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعاد السودان وإيران العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في العام 2016، بعد ذلك، بدأت الطائرات العسكرية الإيرانية بالوصول إلى بورتسودان، وبدأت الطائرات دون طيار الإيرانية في استهداف مقاتلي قوات الدعم السريع.

ويذكر أن وجود قاعدة بحرية في السودان سيضع الجيش الإيراني وسط أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، ويظل السماح لإيران بإنشاء قاعدة يفتح الباب أمام هجمات من دول أخرى في السودان، كما أن روسيا تضغط أيضًا من أجل وجودها البحري على البحر الأحمر.

رفع الروح المعنوية

ورأى المحلل السياسي والكاتب الصحفي، أبوعبيدة برغوث، أن "حديث الفريق ياسر العطا، لا يخرج من سياق رفع الروح المعنوية المنهارة لدعاة استمرار الحرب، لجهة أنه، وفق العرف العسكري، لا توجد جهة عسكرية تكشف عن حصولها على أسلحة وإمداد عسكري".

وقال برغوث لـ"إرم نيوز" إن "مجموعة استمرار الحرب التي يعبر عنها ياسر العطا تعيش حالة من الإحباط بعد ما اكتشفت أن كل السلاح الذي حصلت عليه خلال الفترة الماضية انتهى إلى لا شيء، وأن السودانيين تأكدوا تمامًا أنه لا نصر للجيش، وبدأوا يطالبون بصورة عاجلة بوقف الحرب".

وأضاف أن "المبادرة الأمريكية حينما طرحت علّق الجميع الآمال عليها في وقف الحرب، لذلك فإن المجموعات المتطرفة التي تريد استمرار الحرب هي التي تصدر مثل خطاب ياسر العطا لرفع الروح المعنوية".

تناقض بين البرهان ومساعده  

بدوره، يعتقد المحلل السياسي علي الدالي، أن "تصريحات الفريق ياسر العطا، تكشف عن وجود صقور وحمائم داخل الجيش السوداني، وتؤكد وجود تيار متطرف جدًا بقيادة ياسر العطا يدعو لاستمرار الحسم العسكري، مقابل تيار آخر يدعو للسلام عبر التفاوض".

وقال الدالي لـ"إرم نيوز" إن "تصريحات العطا تظل آراء شخصية لو كانت المؤسسة العسكرية ملتزمة بقانون القوات المسلحة وباللوائح والأسس العسكرية، فإن رأيها هو الذي يمضي".

وأشار إلى أن "آخر تصريحات لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، تدل على أنه غير رافض للسلام والتفاوض، وأظهر خلالها استعداد الجيش الكامل للسلام عبر التفاوض رغم الاشتراطات التي وضعها، ما يدل على التناقض بين قائد الجيش ومساعده".

وأضاف أن "التصريحات المتناقضة بين البرهان والعطا تدل على وجود صقور وحمائم داخل الجيش السوداني، الأول بقيادة ياسر العطا وبعض الإسلاميين الذين يعبرون، بشكل مباشر، عن ضرورة استمرار الحرب حتى الحسم العسكري، يناصرهم في ذلك بعض الضباط الإسلاميين داخل الجيش، الذين يرفضون، بشكل مباشر، مسار التفاوض".

وأكد أن "الرأي الأكبر داخل المؤسسة العسكرية، والذي يعبر عنه البرهان، يبدو أنه لا يرفض السلام".

وأشار الدالي إلى أن "خيار الحسم العسكري مستبعد جدًا؛ لأن المعطيات تجعله غير ممكن، ويستغرق وقتًا طويلاً، كما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد، ويستنزف الجيش نفسه".

أخبار ذات علاقة

"الإسلاميون" في الجيش السوداني..مؤامرات وأدوار خطيرة في الصراع الدامي

 

موقف تفاوضي

واعتبر المتحدث الرسمي باسم تنسيقية "تقدم" بكري الجاك، أن تصريحات ياسر العطا، تأتي في سياق تصاعد التوتر بين الأطراف المتقاتلة، حين يقترب موعد التفاوض، "وذلك بغرض تحسين الموقف التفاوضي لكل طرف بما يمكن أن يحققه في الميدان، وفق عرف النزاعات".

وقال الجاك لـ"إرم نيوز" إن "(تقدم) لا ترى أن ما يدور في السودان هو صراع تقليدي، وسيكون للسيطرة في الميدان انعكاس كبير في التفاوض، أو في إعطاء أي طرف أفضلية تفاوضية".

ودعا القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع للتهدئة، وتجنب أي تصعيد عسكري؛ لأنه ستكون له آثار سلبية على المدنيين أكثر من أن تكون له قيمة أو أثر في تحسين الموقف التفاوضي.

وأضاف أن "الحقيقة الماثلة، الآن، أن جموع الشعب السوداني في معسكرات اللجوء، وفي مقار النزوح، وفي الفيافي، والعراء، تتطلع إلى الوصول إلى السلام، وعودة الحياة المدنية من خلال مفاوضات جنيف المرتقبة في الرابع عشر من هذا الشهر".

وأردف أن "الخيار الأسهل والأقرب هو التفاوض والحوار، معتقدًا أنه رغم التصريحات التي تدعو لاستمرار الحرب، إلا أن التفاوض هو الأقرب للتحقق لإنهاء الأزمة في السودان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC