مسؤول كبير في البيت الأبيض: نحو 60 دولة على قائمة "أسوأ المخالفين"

logo
العالم العربي

عام من الزلزال والتضخم ونقص الغذاء في سوريا.. و2024 لا تعد بالأفضل

عام من الزلزال والتضخم ونقص الغذاء في سوريا.. و2024 لا تعد بالأفضل
29 ديسمبر 2023، 11:01 ص

شهدت سوريا في عام 2023 أحداثًا غير اعتيادية و"انهيارات" غير مسبوقة، فكان عامًا مليئًا بتحديات إنسانية واقتصادية ومكتظًا بتحولات سياسية بارزة.

زلزال مدمر

وبدأت سوريا، التي مزقتها الحرب منذ العام 2011، عامها، بحدث كارثي صعب نسيانه أو تجاوز نتائجه وآثاره المستقبلية؛ حيثُ ضرب زلزال مدمر سوريا وتركيا فجر الـ6 من شهر شباط/فبراير الماضي، شمال البلاد، خلّف 5914 قتيلًا في سوريا، وخسائر بالممتلكات من مبانٍ وبنية تحتية وتراثية قُدرت بحسب البنك الدولي بقيمة 5.1 مليار دولار، أي حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي.

خسائر الزلزال المدمر تفاقم الدمار والمعاناة والمشقة التي يعاني منها الشعب السوري
الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة، إن "هذه الخسائر تفاقم الدمار والمعاناة والمشقة التي يعاني منها الشعب السوري، حيث يحتاج خمسة ملايين شخص إلى مأوى ومساعدات غذائية".

انعدام الأمن الغذائي

وفي شهر آذار/ مارس من عام 2023، تم تصنيف سوريا من بين البلدان الستة، التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أن 12.1 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

لكن البرنامج الأممي، وفي الوقت نفسه، عبّر عن أسفه معلنًا إيقاف عمله في سوريا مطلع عام 2024 بسبب نقص التمويل، في قرار صدم السوريين وعزز مخاوفهم من عام قاسٍ آخر ينتظرهم، تتحقق فيه على ما يبدو أسوأ كوابيسهم، بوقوع الملايين ولاسيما في شمال غرب البلاد في قبضة الجوع، إذ بلغ معدل البطالة هناك منتصف العام نسبة 90%.

تضخم وانهيار الليرة

وفي شهر يوليو/ تموز الماضي، أقر رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس بأن "الاقتصاد الوطني يشهد حالة واضحة من عدم الاستقرار"، فيما تؤكد المؤشرات المتلاحقة على أعتاب نهاية هذا العام سرعة الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي، في أسوأ عام منذ بدء الحرب.

ووصل معدل التضخم إلى 156%، حسب النشرة الشهرية لأسعار المستهلك والتضخم في سوريا والصادرة عن المركز السوري لبحوث السياسات، وأدى ذلك إلى ارتفاع خطوط الفقر في كافة المحافظات، ووصل خط الفقر المدقع للأسرة كمؤشر على الحرمان من الغذاء إلى 1.4 مليون ليرة شهريًّا (نحو 100 دولار).

أخبار ذات صلة

فاتورة الحرب باهظة.. كيف تواجه سوريا الكوارث البيئية؟

           

كما هوت الليرة إلى قاع جديد بعد أن خسرت 100% من قيمتها، ليسجل سعر صرف الدولار 14 ألف ليرة في شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري مقارنة بـ7 آلاف ليرة مطلع العام.

كما تهاوت رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص، وبات الحد الأدنى للأجور كافيًا لشراء ثلث الاحتياجات الغذائية التي تحتاجها الأسرة فقط، وفق تقديرات برنامج الغذاء العالمي لشهر مايو/ أيار، مع ارتفاع الحد الأدنى للإنفاق 62% مقارنة بالفترة نفسها لعام 2022.

وفي محاولة للإصلاح وللحد من الانهيار الاقتصادي وكبح الانفجار الاجتماعي الكبير نتيجة لانخفاض القدرة الشرائية، أقرت الحكومة السورية زيادة 100% في الرواتب ومعاشات التقاعد الخاصة بموظفي الحكومة والعسكريين والمتعاقدين.

لكن، قرار مضاعفة الرواتب تزامن مع قرار رفع الدعم عن الوقود، ما أدى إلى إدخال الغلاء في حلقة مفرغة لا تنتهي، إذ ارتفعت أسعار أكثر من 100 خدمة، منها السلع الغذائية والنقل والإيجارات، وسرعان ما اندلعت احتجاجات شعبية في السويداء جنوب سوريا.

إنهاء العزلة السياسية

وسياسيًّا، بدا أن سوريا هذا العام أنهت سنوات عجاف من العزلة الدبلوماسية؛ فبعد غياب منذ 2011 وفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها، استعادت دمشق عضويتها في جامعة الدول العربية واستأنفت مشاركتها اعتبارًا من الـ7 من شهر مايو/أيار الماضي.

أخبار ذات صلة

حرب غزة والظروف الاقتصادية الصعبة يخيّمان على الأعياد في سوريا

           

وحضر الرئيس السوري بشار الأسد أول قمة عربية منذ 13 عامًا، في مدينة جدة السعودية، كما شارك في أعمال القمة العربية الطارئة التي استضافتها السعودية لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، كما زار رسميًّا الإمارات وموسكو.

وفي خطوة عززت عودته للواجهة الدبلوماسية، التقى الأسد في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، الرئيس الصيني شي جين بينغ في أول زيارة له إلى بكين منذ عقدين، وحضر دورة الألعاب الآسيوية مع كبار الشخصيات الأجنبية.

مطارات خارج الخدمة

ميدانيًّا وعسكريًّا، تكرر خروج مطار دمشق عن الخدمة جراء استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي؛ الحدث الأبرز هذا العام ولا سيما بعد استهدافه الأخير عقب ساعات من عودته إلى العمل بعد فترة إغلاق هي الأطول منذُ شهر تشرين الأول/ أكتوبر، كما تعرض مطار حلب لقصف صاروخي أخرجه عن الخدمة وتمت جدولة الرحلات الجوية إلى مطار اللاذقية.

تحولات عسكرية

تحولت مواقع في سوريا منذ بداية العام إلى أهداف لضربات جوية إسرائيلية شبه أسبوعية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها تستهدف مقرات ومواقع عسكرية تابعة لفصائل إيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني، فيما تسببت تلك الضربات حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بحسب المرصد، بإصابة 106 أهداف ومقتل 96 من العسكريين.

وفي يوم وصف بـ"الدامي"، وقع في الـ5 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول تفجير استهدفَ حفل تخرج ضباط في الكلية الحربية في مدينة حمص وسط سوريا، كان يضم عدة شخصيات رسمية هامة بينها وزير الدفاع إضافة إلى عشرات الضباط الخريجين وعائلاتهم وذويهم، وأسفر بحسب بيانات وزارة الصحة عن 125 قتيلًا وإصابة 277.

أخبار ذات صلة

مشاهد صادمة لجفاف نهر الفرات في سوريا

           

وعقب الهجوم على الكلية الحربية اشتعلت الجبهة في ريفي إدلب وحلب بعد هدوء طويل استمر لسنوات، حيث جدد الجيش السوري قصفه لمواقع تسيطر عليها المعارضة المسلحة ووصلت رقعة الاستهدافات إلى مسافة 250 كيلو مترا في ريف إدلب.

سوريا بالأرقام

وخلال عام 2023، جرى رفع سعر "ربطة" الخبز لغير المشمولين بالدعم بنسبة 140% لتصبح 3 آلاف ليرة (نحو 24 سنتًا)، بينما ظلت ربطة الخبز المشمولة بالدعم 200 ليرة.

فيما جرى رفع سعر ليتر البنزين المدعوم من 2500 ليرة (نحو 22 سنتًا) منتصف كانون الأول الماضي إلى 9 آلاف ليرة (أقل من 1 دولار) في زيادة هي الثامنة خلال عام.

وخابت خلال العام التوقعات بانخفاض كمية القمح الذي تستورده دمشق إلى النصف، فأبرمت مع روسيا عقداً لشراء ما يقرب من 1.4 مليون طن.

وتراجع الإنتاج اليومي للنفط إلى 15 ألف برميل، والغاز الطبيعي إلى 10 ملايين متر مكعب.

كما أن تراجع إنتاج النفط أثر بشكل كبير على الكهرباء، فارتفع عدد ساعات التقنين وتم الكشف عن حاجة وزارة الكهرباء إلى نحو 100 مليون دولار شهريًا لتأمين الطاقة الكهربائية وإيقاف التقنين.

وفي العام ذاته تصدرت سوريا المرتبة الأولى عربيًّا ضمن مؤشر الجريمة لعام 2023 وحلت في المرتبة 8 عالميًّا حسب موقع نامبيو، الذي يُعنى بتقديم بيانات حول أسعار المستهلك ومعدلات الجريمة وجودة الرعاية الصحية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC