logo
العالم العربي

"الرهائن" و"إنهاء الحرب" على طاولة نتنياهو بعد مقتل السنوار

"الرهائن" و"إنهاء الحرب" على طاولة نتنياهو بعد مقتل السنوار
جنود إسرائيليون في قطاع غزةالمصدر: رويترز
18 أكتوبر 2024، 12:27 م

فتح مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار، تساؤلات حول سيناريوهات ومصير الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، خاصة أن السنوار كان أبرز المطلوبين بالنسبة لإسرائيل بصفته العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، التي اندلعت على إثرها الحرب، حيث يرى خبراء أن إنهاء الحرب وصفقة الرهائن، هما أبرز ملفين تناقشهما الحكومة الإسرائيلية الآن.

وكان السنوار، صاحب الكلمة النهائية في مفاوضات صفقة التبادل والإفراج عن الرهائن، وقرار موافقة حماس على وقف إطلاق النار، وتقدر إسرائيل أن إزاحة السنوار من المشهد قد تسهل التوصل لصفقة، وكذلك زيادة فعالية الضغوط التي قد يمارسها الوسطاء على إسرائيل وحماس معًا لدفع الصفقة.

مفترق "تاريخي"

وقال الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رونين يبيرجمان، إن "اغتيال يحيى السنوار يجعل الحكومة الإسرائيلية أمام قرارين تاريخيين، الأول إبرام صفقة تبادل من شأنها أن تنقذ العشرات من الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة".

أما القرار الثاني، بحسب الكاتب الإسرائيلي، هو السعي إلى إنهاء الحرب في غزة؛ لأنه بعد إعلان الجيش الإسرائيلي "النصر" منذ فترة طويلة، لم تكن هناك حاجة ليظهر في ساحة المعركة المزيد من نجاحه.

وأضاف: "ستثبت الأيام المقبلة ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستستغل اللحظة التاريخية التي وقعت بين يديها للشروع في تحرك شامل لإبرام صفقة، وإنهاء الحرب متعددة الساحات بما يتضمن تنازلات، خاصة فيما يتعلق بمطالب أعضاء التحالف المتطرف، أو ما إذا كانت ستواصل الحرب وتتخلى عن المختطفين ربما إلى الأبد".

وتابع أن "القلق لدى المؤسسة الأمنية ومجتمع الاستخبارات من أن يؤدي مقتل السنوار إلى  ضعف السيطرة في المنظمة، وبالتالي في ملف المختطفين، أو أن تقرر الفرق التي تحرس المختطفين أن يفعلوا ما يحلو لهم، وربما ينتقمون منهم".

أخبار ذات علاقة

خبراء: مقتل السنوار "فرصة ذهبية" لإطالة أمد نتنياهو في الحكم

 

"طوق نجاة"

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إياد جودة، أن مقتل السنوار، بمنزلة "طوق نجاة" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وللحزب الديمقراطي الأمريكي ومرشحته كامالا هاريس، من خلال زيادة فرص إمكانية التوصل لاتفاق بشأن حرب غزة، بعد أن كان هذا الأمر بعيدًا.

وقال جودة لـ"إرم نيوز" إن "مقتل السنوار سيزيد جدوى الضغوط الأمريكية على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى صفقة تبادل وإنهاء الحرب، بِعدِّ نتنياهو استطاع تحقيق صورة النصر في الحرب على حماس بعد اغتيال السنوار".

وأضاف: "أما بالنسبة لقضية الرهائن، فإن واشنطن وإسرائيل تعلمان بشكل جيد أن إعادة المختطفين لن تتم عبر عمليات عسكرية تستطيع من خلالها تحريرهم، ولكن نتنياهو كان يريد أن يراكم رصيدًا سياسيًّا وميدانيًّا من الإنجازات على الأرض تسمح له بتمرير الاتفاق".

وتابع: "واشنطن تدرك أن نتنياهو يريد استمرار الحرب عبر طرحه أهدافًا غير واقعية وفضفاضة مثل النصر الكامل"، مشيرًا إلى أنه بعد مقتل السنوار ستكون الضغوط الأمريكية على نتنياهو أكثر فاعلية فيما يتعلق بقرار إنهاء الحرب.

مسار معطّل

من جانبه، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد صالح أن مسار التهدئة في قطاع غزة معطل في الفترة الحالية بالنسبة لإسرائيل، أو على الأقل لحين ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، لافتًا إلى أن نتنياهو يسعى لمزيد من التصعيد عبر ضرب إيران.

وقال لـ"إرم نيوز" إن "نتنياهو هو من كان يعطل التوصل لاتفاق، وإن السنوار لم يكن العائق أمام التوصل لاتفاق، وهذا ما أكده الوسطاء الذين كانوا يحاولون على مدار عام كامل التوصل لاتفاق بين الجانبين".

وأضاف: "غياب السنوار عن المشهد هو فرصة سياسية بالنسبة لنتنياهو للتفاخر وعرض إنجازات الحرب، وسيستغله لتمرير مزيد من أجندة التصعيد لديه، خاصة فيما يتعلق بضرب إيران، وما قد يتبع ذلك من تطورات إقليمية".

وبحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي، فإن "نتنياهو يرى أن هذه فرصة لتعويض الإخفاق الكبير الذي مني به هو وأجهزته الأمنية خلال هجوم السابع من أكتوبر، وسيعمل على ترميم صورته في أذهان الإسرائيليين عبر مزيد من التصعيد". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC