عراقجي: إيران أمريكا ستجتمعان في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى
أكد خبراء سياسيون ضرورة انتخاب رئيس لبناني، يملك الصلاحيات للتعامل مع المجتمع الدولي والعمل على وقف إطلاق النار، إثر التصعيد الذي تشهده البلاد بين إسرائيل و "حزب الله"، ولاسيما بعد "فشل" آموس هوكستين في مهمته "المستحيلة".
ويرى الخبراء أن فشل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، في تحقيق تهدئة كان بسبب الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد في ظل عرقلة انتخاب رئيس جديد، إضافة إلى التوقيت الذي يتزامن مع حدث مهم يتعلق بالانتخابات الأمريكية المنتظرة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
ويقول الباحث في العلاقات الدولية ناصر عمر، إن التعديلات التي اقترحها هوكستين أخيراً على القرار 1701، تُعتبر استغلالاً من الجانب الأمريكي لمصلحة الحليف الإسرائيلي، بسبب غياب رئيس للجمهورية في لبنان قادر على فرض سيادة الدولة من خلال منصبه، ودعم الجيش في منع أي انفلات أمني.
وبيّن عمر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "تواصل هوكستين السابق مع المسؤولين اللبنانيين كان يركز على تطبيق القرار 1701، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير دفعه لاقتراح تعديلات تمنح إسرائيل الحق في استخدام الأجواء اللبنانية لمراقبة أي وُجود مسلح لـ"حزب الله" في محيط نهر الليطاني أو في القرى الحدودية، مما قد يؤدي إلى انتهاك أكبر لسيادة الدولة".
وأشار عمر إلى أنه "لو كان هناك رئيس للجمهورية قبل زيارة هوكستين، لما كان هناك هذا الضغط لإدخال تعديلات جديدة، ولإعطاء وجود الرئيس في قصر بعبدا دعماً دولياً وعربياً لقطع الطريق على أي محاولة لتعديل 1701، مع التركيز على القرار القائم بعد حرب تموز 2006".
وأردف عمر أن من عطل الزخم الذي كان موجوداً منذ ثلاثة أسابيع، والذي شهد التفاف القوى السياسية حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بسرعة، هو "حزب الله" بتوجيه إيراني، لمنع تطبيق القرار 1701.
وهذا القرار، وفق المحلل السياسي، قد يؤدي إلى تفكيك الوضع الحالي، حيث يُعتبر الجنوب اللبناني جبهة إيرانية تواجه تل أبيب. كما يسعى الحزب لعرقلة أي وجود فعلي للرئيس الجديد يتيح تحكمه في السلاح، عدا سلاح الجيش اللبناني، حيث سيمارس الجيش صلاحيات السيادة على الأرض ومنع أي مبررات لإسرائيل للتعدي على لبنان.
ومن جهته، يوضح المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، أن نجاح مهمة هوكستين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت في وقف إطلاق النار أو التوصل إلى تهدئة لم يكن متوقعاً، خاصة في توقيت يتزامن مع الانتخابات الأمريكية المرتقبة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
ويرى المحلل السياسي جورج العاقوري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هوكستين، خلال زيارته، وجه رسائل واضحة ومهمة للثنائي "حزب الله" و"حركة أمل"، مفادها أن لبنان أهدر خلال 11 شهراً فرصة تطبيق القرار 1701 وتفادي الوصول للحرب، مشيراً إلى أهمية الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة.
وأشار العاقوري إلى أن زيارة هوكستين لم تتضمن ذكر أي اسم مرشح لرئاسة الجمهورية أو طرح العماد جوزيف عون، لأن ملف الرئاسة لا يزال معطلاً بفعل الثنائي "حزب الله" و"أمل"، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحكم في قرار المجلس النيابي، ولا ينفذ ما يتطلبه الدستور من دعوة إلى جلسات انتخابات الرئيس.
وتابع أن طرح ترشيح العماد جوزيف عون غير ممكن حالياً، بسبب الحاجة إلى إجراء تعديل دستوري يتطلب 86 صوتاً في مجلس النواب، وهو أمر غير متوفر في ظل "الفيتو" لكل من "حزب الله" و"حركة أمل" والتيار الوطني الحر.