الجيش الإيراني: وصلنا مرحلة الردع العسكري المؤثر ولن نتردد في مواجهة الأطماع والتهديدات
رأى تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن إيران بدأت تستشعر خطر "سقوط النظام" على غرار ما حدث في سوريا، وبدأت بعمل مراجعات داخلية وخارجية.
في خطوة غير مسبوقة، قرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعليق تنفيذ قانون "الحجاب والعفة"، الذي كان من المقرر تطبيقه.
القانون، الذي يتضمن تعديلات صارمة على الحجاب الإلزامي، واجه انتقادات واسعة من شخصيات بارزة مثل الرئيس مسعود بزشكيان.
يُلزم القانون الفتيات فوق سن التاسعة بارتداء غطاء رأس "مناسب"، مع فرض عقوبات مشددة على المخالفين تشمل الغرامات الباهظة، الحبس، ومصادرة جوازات السفر. هذه الإجراءات أثارت مخاوف من عودة الاحتجاجات الشعبية، على غرار تلك التي اندلعت عام 2022، إثر وفاة مهسا أميني.
تداعيات أمنية
انتقاد بزشكيان للقانون يعكس إدراكًا للخطر الأكبر الذي يهدد النظام الإيراني، وهو انقسام المجتمع.
تصريحات قائد الحرس الثوري حسين سلامي حول "الفوضى" المتوقعة "إذا لم يقاوم الجيش"، تشير إلى القلق المتزايد من التحديات الداخلية، التي تفاقمت بفعل الاضطرابات الإقليمية، خاصة في سوريا.
التحديات الخارجية
الهزيمة الإستراتيجية لإيران في سوريا أضافت عبئًا جديدًا على طهران. خسائرها هناك أضعفت قدرة حلفائها، مثل حزب الله، على إعادة البناء.
كما تواجه إيران تحديات متزايدة في العراق، حيث يتعرض نفوذها السياسي والاقتصادي لضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.
زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعراق وإعلانه دعم إصلاحات سياسية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني، أثارت مخاوف طهران من فقدان السيطرة في العراق، خاصة مع تزايد الاستثمارات السعودية والإماراتية هناك.
البرنامج النووي
في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بضرب المنشآت النووية، وافقت إيران على زيادة عمليات التفتيش في موقع "فوردو"، لكنها لم تقدم تفاصيل حول نطاق هذه العمليات.
هذه الخطوة قد تكون محاولة من طهران لتخفيف الضغط الدولي وكسب الوقت، خاصة مع اقتراب انتهاء مهلة تفعيل العقوبات الدولية في 2025.
قنبلة موقوتة
على الصعيد الداخلي، تعاني إيران ضغوطًا اقتصادية خانقة تشمل ارتفاع نسب الفقر، وانخفاض مستوى المعيشة، وانقطاع الطلاب عن الدراسة للعمل.
ومع استمرار العقوبات الدولية، والتلميحات برفع أسعار البنزين وتقليص الرعاية الاجتماعية، يبدو أن النظام يواجه تحديات متزايدة تهدد استقراره.
بين التنازلات والمواجهة
تعليق قانون "الحجاب الجديد" يعكس إدراك النظام الإيراني لحجم التهديدات التي يواجهها داخليًّا وخارجيًّا.
ومع تصاعد الضغوط الدولية والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، تجد إيران نفسها أمام خيارين: تقديم تنازلات للحفاظ على استقرارها، أو مواجهة سيناريوهات أكثر تعقيدًا تهدد وجودها.