عراقجي: إذا كان طلب أمريكا عدم امتلاكنا سلاحا نوويا فيمكننا تحقيق ذلك
أكد خبراء عسكريون وسياسيون لبنانيون ضرورة توجه لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، لوضع حد لخروج إسرائيل عن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وسط عدم جدية وفاعلية الوساطة الأمريكية.
وأشار الخبراء إلى عدم انسحاب إسرائيل من 5 نقاط في جنوب لبنان واستمرار تجاوزاتها بتوجيه ضربات وغارات في الداخل اللبناني.
وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما تقوم به تل أبيب وسط غض بصر واشنطن وتلاعب إدارة ترامب باتفاق وقف إطلاق النار، سيؤدي إلى عودة حزب الله بشكل تدريجي عبر استغلال مشهد عدم قدرة المجتمع الدولي والمعايير القانونية على التعامل مع الوجود الإسرائيلي.
وتخالف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر بوساطة أمريكية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام.
وقال الخبير العسكري اللبناني، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، العميد هشام جابر، إن هناك ضرورة لقيام رئيس الحكومة نواف سلام، باستدعاء سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن في بيروت، أمريكا وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا، لوضع هذه البلدان أمام مسؤولياتها.
وذكر أنه يجب التأكيد أن لبنان قام بواجباته كاملة التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في حين أن إسرائيل مستمرة في عدوانها.
وأوضح جابر أنه طالب رئيس الوزراء بالقيام بذلك في 18 فبراير شباط الماضي مع اليوم التالي لمهلة الانسحاب الإسرائيلي، مشيرا إلى أن إسرائيل تتمادى بالأشكال كافة في خرق الاتفاق والقرار 1701 .
وأشار جابر إلى أن الدول التي دعمت لبنان لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة، وفي صدارتها الولايات المتحدة وفرنسا، عليها الضغط على تل أبيب، لاستكمال الانسحاب ووقف التجاوزات والتعديات المستمرة تحت حجج وذرائع غير حقيقية.
وتابع جابر أن الوجود الإسرائيلي في النقاط الخمس بجنوب لبنان، سيشعل الأزمة مجددا، وسيأتي بتصعيد جديد والذهاب إلى حرب عصابات ضد القوات الإسرائيلية، ويزداد الموقف تعقيدا، لذلك على المجتمع الدولي إنهاء الانسحاب الإسرائيلي حتى لا يجري التحول إلى طرق مسدودة.
ومن جهته أكد المحلل السياسي اللبناني، شاكر داموني، أن ما تقوم به تل أبيب وسط غض بصر واشنطن وتلاعب إدارة ترامب باتفاق وقف إطلاق النار من خلال عدم تحجيم تجاوزات إسرائيل في الجنوب اللبناني وتنفيذ بنود الاتفاق، سيؤدي إلى عودة حزب الله بشكل تدريجي مع استغلال أن المجتمع الدولي والمعايير القانونية لم تأت بتحرير لبنان من الوجود الإسرائيلي.
وأضاف داموني أن عودة تنظيمات تهدد سيادة الدولة مجددا سيحدث في حال عدم قيام المجتمع الدولي بواجباته والتزاماته نحو لبنان وخروج القوات الإسرائيلية تماما من الجنوب، حتى تكون هناك دولة مؤسسات تأتي باستقرار وإلا يكون الطريق مفتوحا لعودة سلاح خارج عن الدولة، في إشارة إلى حزب الله.
وذكر داموني أن هناك ضرورة أن يكون هناك دعم من المجتمع الدولي لمؤسسات لبنان التي اكتملت والممثلة في رئاسة الجمهورية والحكومة، وذلك بإرغام الدول الكبرى، وفي صدارتها الولايات المتحدة، إسرائيل على الانسحاب من الجنوب وعدم التعدي على الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أن جميع الضربات والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل ليست بلا هدف، وأن كل ما تريده بهذا النوع الاستفزازي من الضربات، هو مناكفة إيران.
وبحسب داموني، فإن ما يحدث استفزاز للمواطن اللبناني عن قصد مباشر بإظهار أن الدولة اللبنانية عاجزة، وهو ما سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر المتعلقة بالحرب الأخيرة والعدوان الإسرائيلي على لبنان.
وشدد على أن الدول الكبرى مطالبة بأن تجد حلا لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار كاملا والخروج الإسرائيلي من النقاط الخمس، وأن يقوم الجيش اللبناني بصلاحياته وواجباته في الجنوب حتى تكون جميع النقاط والمواقع تحت سيادة المؤسسات المعنية بذلك وفي صدارتها الجيش اللبناني.
