البيت الأبيض: ترامب سيزور السعودية والإمارات وقطر من 13 إلى 16 مايو المقبل
رجّح خبراء أن تشن إسرائيل ضربة استباقية تستهدف الفصائل والميليشيات الموالية لإيران في العراق، والتي تستعد، بحسب مصادر، لتنفيذ هجوم كبير ضد إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة، بأوامر إيرانية، ردًّا على استهداف طهران.
وقالت مصادر رفيعة المستوى، مقربة من الفصائل المسلحة العراقية، لـ "إرم نيوز"، إن "الفصائل العاملة تحت مسمى، المقاومة الإسلامية في العراق، كثفت هجماتها ضد إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد تلقيها أوامر إيرانية بتصعيد العمليات العسكرية الخارجية".
وشنت الفصائل المسلحة العراقية، خلال اليومين الماضيين، هجمات عديدة استهدفت الجولان وإيلات وغور الأردن، حتى وصلت إلى إطلاق خمس أو ست رشقات بواسطة الطائرات المسيرة الانقضاضية في كل ليلة.
وأوضح أحد المصادر، أن "القرار الإيراني بالرد على إسرائيل جاء على حساب الساحة العراقية؛ لأن طهران تتجنب الرد المباشر والفوري على الضربة الإسرائيلية، مفضلةً التريث وتقييم الوضع؛ لهذا دفعت بعض الفصائل الموالية لها في العراق للعب هذا الدور".
وتعتبر بعض الفصائل والميليشيات العراقية نفسها جزءًا مما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، ويضم ميليشيات مثل "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق" و"حركة النجباء".
وتاريخيًّا، استخدمت إيران هذه الميليشيات لتنفيذ عمليات بالوكالة، مما يتيح لها تحقيق أهدافها دون التورط المباشر.
وفي هذا الصدد، يؤكد العميد المتقاعد، أحمد الدليمي، أن "الضربة الإسرائيلية ضد الفصائل العراقية باتت قريبة، خصوصًا أن الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، عجزت عن إيقاف هجمات تلك الفصائل ضد إسرائيل والمصالح الأمريكية، رغم التحذيرات العديدة التي أطلقتها الولايات المتحدة للحكومة العراقية بشكل مباشر وغير مباشر بضرورة كبح جماح تلك الفصائل".
وأضاف الدليمي، لـ "إرم نيوز"، أنه في "الأشهر الأخيرة، أعلنت الفصائل المسلحة العراقية بشكل صريح مسؤوليتها عن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت إسرائيل، وأنشأت منظمة جامعة جديدة تُسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، بهدف إظهار الوحدة وتنسيق الهجمات، وهذا التجمع يمثل بحد ذاته إعلانًا رسميًّا بالحرب".
ودائمًا ما تَستخدم الفصائل المسلحة العراقية صحراء الأنبار، قرب الحدود العراقية السورية الأردنية، لتنفيذ هجماتها ضد إسرائيل، عبر صاروخ، كروز المطور، المعروف باسم "الأرقب"، فضلًا عن الطائرات المسيرة الانقضاضية.
وفي ظل تصاعد الهجمات التي نفذتها فصائل عراقية على أهداف داخل إسرائيل، تتزايد التكهنات حول إمكانية قيام إسرائيل بشن ضربات استباقية ضد هذه الميليشيات.
وحول العمليات الاستباقية، يقول الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي، حيدر الجنابي، أن "إسرائيل دائمًا ما تعتمد على ما يُعرف بـ "عقيدة بيغن"، التي تركز على تنفيذ ضربات استباقية لمنع الأطراف المناوئة من استهدافها، أو حتى تطوير الأسلحة التي من الممكن أن تشكل خطرًا عليها، وهذا ما شهدناه بعد استهدافها مفاعل (تموز) العراقي، الذي عطلت من خلاله قدرة العراق على إنتاج الأسلحة النووية".
وأكد الجنابي، لـ "إرم نيوز"، أن "المراقب لحراك الفصائل العراقية خلال الأسابيع القليلة الماضية، يرى بأنها باتت تعي جيدًا، وبشكل قاطع، أنها ستتعرض لهجمات تستهدفها، حيث عملت على اتخاذ إجراءات احترازية لتخفيف الضرر في حال تعرضها لضربات إسرائيلية، مما يشير إلى توقعها لرد فعل إسرائيلي محتمل".
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل هجمات بواسطة الطائرات الحربية والمسيرة استهدفت 20 هدفًا داخل إيران، ومنها أهدافًا في طهران، شملت معسكرات ومصانع لتصنيع الصواريخ الباليستية، بحسب الرواية الإسرائيلية.
وحثت الولايات المتحدة الأمريكية القيادة الإيرانية على عدم الرد، وتقبّل الضربة الإسرائيلية، في محاولة لقطع سلسلة الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
وصرّح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بأن أي رد من إيران على الضربة الإسرائيلية سيكون "خطأ"؛ مما يشير إلى تحذير دولي لإيران من مغبة التصعيد.
وبهذا الإطار، ترى أستاذة العلوم السياسية، نيرمين البرزنجي، أنه "في الوقت الذي ستلجأ فيه طهران في ردها إلى حروب الإنابة، ستعمل إسرائيل على تحقيق ضربات استباقية، تمكنها من تعطيل قدرات الفصائل المسلحة العراقية على استهداف إسرائيل".
فيما يتوقع الدليمي، أن "تستهدف إسرائيل مخازن الأسلحة ومصانع الصواريخ المحلية ومصانع تصنيع الطائرات المسيرة"، مشيرًا إلى أنه "من المؤكد أن إسرائيل تمتلك خريطة مفصلة حول أماكن تواجد تلك المصانع ومخازن الأسلحة".