زلزال بقوة 7,1 درجات قبالة جزر تونغا (المعهد الجيولوجي الأمريكي)

logo
العالم العربي

مخاوف فلسطينية من قرار "متوقع" لترامب خلال رمضان

مخاوف فلسطينية من قرار "متوقع" لترامب خلال رمضان
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: (أ ف ب)
03 مارس 2025، 9:09 ص

تقترب المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاتخاذ قرار بشأن منح إسرائيل الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية، من نهايتها خلال شهر رمضان، وهو تطور استراتيجي كبير قد يُعيد رسم المشهد السياسي الفلسطيني بالكامل، وسط تقديرات متباينة حول كيفية ردّ السلطة الفلسطينية على هذا التطور الذي يكاد يلغي مبرر وجودها.

وتشير تحليلات الخبراء إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية، والتي استهدفت مخيمات جنين، طولكرم، ونور شمس على مدار الأسابيع الخمسة الماضية، أدت إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، مما جعل هذه المناطق شبه غير صالحة للسكن. ورافق ذلك اعتداءات من قبل المستوطنين في مختلف المدن والبلدات، ما أدى إلى خلق بيئة تدفع نحو التهجير الطوعي والقسري.

أخبار ذات علاقة

هآرتس: قرار أمريكي وشيك بشأن ضم الضفة الغربية

المحلل السياسي الفلسطيني عبد الغني أبو ديّة أوضح أن حجم التدمير والتهجير الذي نفذته إسرائيل خلال عملية "السور الحديدي" في الأسابيع الماضية يفوق بكثير ما تضمنته البيانات المتفرقة.

وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن إسرائيل، من خلال عمليات الهدم الواسعة التي طالت المنازل والبنى التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه، قد خلقت واقعًا جديدًا في شمال الضفة الغربية، يتجاوز في قسوته حتى بعض ما حدث في غزة، ما يجعل أي خطوة جديدة تتخذها إسرائيل، في ضوء القرار الأمريكي المتوقع، نقطة تحول سياسية غير مسبوقة.

وتابع: "ما فعلته إسرائيل في جنين وطولكرم ونور شمس لم يكن مجرد عمليات أمنية، بل هو استنساخ لطريقة تعاملها مع غزة، لكن بأسلوب أكثر تعقيدًا من الناحية السياسية، ما يجعل قرار ترامب المنتظر بمثابة اختبار حقيقي لموقف السلطة الفلسطينية".

من جانبه، يرى خبير شؤون الهجرة ميشيل نجم أن إسرائيل تعمل على إعادة إنتاج نموذج حرب غزة في الضفة الغربية، ولكن ضمن سياق أكثر تعقيدًا.

وقال لـ "إرم نيوز": "ما نشهده الآن هو إقامة عسكرية طويلة الأمد في الضفة، حيث بررت إسرائيل عملياتها المستمرة بذريعة ملاحقة الإرهاب، وهو ما يعيد الوضع فعليًا إلى ما قبل اتفاق أوسلو، عندما كانت إسرائيل تسيطر على الضفة بالكامل قبل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف نجم أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، سواء على المستوى العسكري أم من خلال الاعتداءات الاستيطانية، تهدف عمليًا إلى تفكيك مقومات العيش للفلسطينيين، كما حدث في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ما يجعل أي قرار أمريكي مرتقب بشأن الضم نقطة فاصلة قد تعيد النظر في مصير الضفة الغربية ومستقبل حل الدولتين.

الانتظار والترقب.. ماذا بعد؟

في ظل هذه التطورات، يتجه المشهد السياسي الفلسطيني إلى لحظة حاسمة، حيث ينتظر الجميع ما سيعلنه ترامب خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، وسط مخاوف من أن يؤدي أي دعم أمريكي لضم الضفة إلى تغيير جذري في معادلة الصراع، ويدفع بالمنطقة نحو سيناريوهات غير متوقعة.

ويرى المحللون أن ما سيحدث بعد رمضان لن يكون مجرد قرار سياسي عابر، بل إنه تحول استراتيجي قد يُعيد رسم خارطة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بالكامل، ويضع السلطة الوطنية أمام تحديات غير مسبوقة تهدد وجودها ذاته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات