بعد هجوم "بنيامينا".. إسرائيل تبحث عن حلول لـ"قصور" قبتها الحديدية

كشف هجوم حزب الله الأخير بطائرة مسيرة استهدفت قاعدة عسكرية إسرائيلية "الثغرات الدفاعية" في النظام الدفاعي الإسرائيلي، المعروف بالقبة الحديدية، فيما تتزايد التساؤلات في إسرائيل حول فاعلية المنظومة الدفاعية ضد هجمات مماثلة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 4 من جنوده وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، جراء الهجوم على القاعدة في  بنيامينا جنوب حيفا، فيما قال جهاز الإسعاف الإسرائيلي إن أكثر من 60 شخصاً أصيبوا في الهجوم.

ويعد هذا الهجوم الأقوى من نوعه منذ بدء التصعيد الجاري في المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

ومع إعلان الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق في كيفية وصول المسيرة إلى هدفها، وتمكنها من تضليل الرادارات، وعدم تفعيل صفارات الإنذار.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قالت في تقرير لها إن القبة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل، تعد النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى.

وأشار التقرير إلى أن هذه المنظومة "الرائدة" قللت من التهديد الناجم عن الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على المراكز السكانية في إسرائيل.

وفي الوقت ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن إيران تمتلك طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية "لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها".

وأكدت كذلك أن حزب الله يمتلك ترسانة "تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية".

قصور دفاعي

وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال، الأحد، "يجب أن نقدم دفاعًا أفضل"، مقراً بوجود قصور دفاعي في مواجهة هجوم حزب الله.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قالت مواطنة إسرائيلية تدعى فيكي كادوش، رصدت الطائرة من دون طيار، إنها "محبطة للغاية، لأننا قبل 10 دقائق من الضربة، اتصلنا للتحذير منها".

وأكدت المواطنة الإسرائيلية لإذاعة "غالي تساهل" التي يديرها الجيش الإسرائيلي: "لقد رصدناها تحلق على ارتفاع منخفض للغاية، فوق منزلنا مباشرة. سمعنا الصوت الذي كانت تصدره ولاحظنا على الفور أن هناك شيئًا غريبًا بشأنها".

إهمال واسع

وحول ذلك نقلت الصحيفة الأميركية عن الخبير في الطائرات من دون طيار، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التقنية، جيمس باتون روجرز، قوله إن هذه الحادثة تعكس "إهمالًا واسع النطاق للدفاع الجوي لأكثر من جيل"، بحسب وصفه.

وأكد الخبير في حديثه لصحيفة "تلغراف" البريطانية: "إنهم يطيرون (بالطائرات من دون طيار) ببطء ويقللون من الأجهزة الإلكترونية لتجنب رصد الرادار وفرصة الكشف، ويستخدمون بشكل متزايد مواد مثل ألياف الكربون التي يصعب اكتشافها".

كما نقلت الصحيفة عن رئيس قسم الطائرات من دون طيار السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، عوفر هاروفي قوله: "كل الأنظمة التي لدينا في العالم الغربي - ليس فقط إسرائيل - مصممة للدفاع عن المجال الجوي أو حمايته من الطائرات المقاتلة والصواريخ العادية". 

وتابع: "تحتاج إلى إعادة تصميم جزء من هذه الأنظمة حتى تتمكن من رؤية وكشف وتتبع هذا النوع من الأهداف بطيئة الحركة.

نقطة ضعف

وتحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية عن "نقطة الضعف" في المنظومة الدفاعية لإسرائيل، وقالت إنه لتخطيها يتعين على الجيش "تحسين استجابته للطائرات من دون طيار"، خاصة عندما يكون من الواضح مقدار الضرر الذي يمكن أن تسببه حتى طائرة واحدة تتجنب الرادار.

ووفقاً للصحيفة، تعلق المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية الأمل على أنظمة الدفاع المتقدمة "ماغن أور" من شركة "رافائيل"، التي من المقرر أن تصبح جاهزة للعمل قريبًا، مشيرة إلى أنها قادرة على تدمير مثل هذه التهديدات بواسطة شعاع ليزر قوي.

وفي تصريح لصحيفة "تلغراف"، قال أون فينيج، الذي يدير شركة برمجيات دفاعية إسرائيلية، إنه يعمل على إيجاد حل لهجمات الطائرات من دون طيار.

وأضاف: "طائرة من دون طيار تزن 1000 رطل يمكنها تدمير دبابة تزن 3 ملايين رطل. لقد رأينا هذا الأمر في أوكرانيا وهذا ما يجب أن يفترض جيش الدفاع الإسرائيلي أنه سيواجهه في لبنان".

وأوضح فينيج أن برنامجه يعتمد على استخدام أجهزة استشعار تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكن وضعها في جميع أنحاء إسرائيل، وخوارزميات للكشف عن الطائرات من دون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض في السماء.