الصليب الأحمر اللبناني يعلن إصابة مسعفَين بغارة إسرائيلية أثناء مهمة إنقاذ منسقة مع اليونيفيل

logo
العالم العربي

كيف ستغير "خطة الجنرالات" الواقع الديموغرافي في قطاع غزة؟

كيف ستغير "خطة الجنرالات" الواقع الديموغرافي في قطاع غزة؟
نازحون من شمال قطاع غزةالمصدر: رويترز
13 أكتوبر 2024، 7:38 م

قال خبراء ومختصون سياسيون، إن خطة الجنرالات المزمع تطبيقها في شمال قطاع غزة، والتي يعمل الجيش الإسرائيلي عسكريًا من أجل تنفيذها بالوقت الحالي لتغيير الواقع السكاني في غزة، خاصة وأنها ستؤدي لتهجير آلاف السكان واقتطاع جزء كبير من القطاع.

ووفق خطة الجنرالات، فإنه سيتم تحويل شمال غزة لمنطقة عسكرية، بحيث يتم إجلاء نحو 200 ألف فلسطيني من السكان لمناطق وسط القطاع وجنوبه، الأمر الذي يؤهل المنطقة لتكون خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل.

خطة نتنياهو

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس خطة لقطع المساعدات الإنسانية عن شمال القطاع، وذلك لتجويع مقاتلي حركة حماس"، مبينة أن هذه الخطة إذا تم تنفيذها قد تؤدي لحصار مئات الآلاف من الفلسطينيين غير الراغبين أو غير القادرين على مغادرة منازلهم.

وقالت الوكالة، إن "إسرائيل أصدرت العديد من أوامر الإخلاء في الشمال طوال الحرب التي استمرت لمدة عام، وأن من شأن خطة الجنرالات أن تزيد من الضغوط على الفلسطينيين وتمنحهم أسبوعًا لمغادرة الثلث الشمالي من القطاع قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة".

وأضافت: "سيتم اعتبار من تبقى بشمال القطاع مقاتلين تابعين لحماس، وهو الأمر الذي يعني وفق اللوائح العسكرية أن يتم قتلهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي"، متابعةً: "معدو الخطة يعتقدون أنها السبيل الوحيد لكسر حماس في الشمال والضغط عليها للإفراج عن الرهائن والمحتجزين".

ونقلت الوكالة عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم، إن "أجزاء من الخطة يجري تنفيذها بالفعل، وإن نتنياهو قرأ ودرس الخطة، مثل العديد من الخطط التي وصلت إليه طوال الحرب"، مشيرةً إلى أنه لن يجري مناقشة الخطة بشكل علني.

تغيير ديموغرافي

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، خليل التفكجي، إن "إسرائيل تعمل من خلال خطتها العسكرية لإجراء تغيير ديموغرافي غير مسبوق على الواقع السكاني في قطاع غزة"، مبينًا أن العملية الأخيرة تؤكد رغبة إسرائيل في السيطرة الكاملة على شمال غزة.

وأوضح التفكجي، لـ"إرم نيوز"، أن "تلك الخطة من شأنها اقتطاع نحو 17% من مساحة القطاع، بما مساحته 62 كيلو متراً مربعاً، والقضاء على تجمعات سكانية فلسطينية كبيرة، هي مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وملحقاتها".

وأضاف: "إسرائيل تعمل على إعادة الاستيطان إلى غزة بشكل تدريجي، بحيث تبدأ بتجمعات استيطانية صغيرة ومواقع عسكرية بالمناطق الشمالية، ثم تمتد لتجمعات استيطانية بوسط وجنوب القطاع"، مبينًا أنه في حال نجاح الخطة فإن شمال القطاع بالكامل سيكون ضمن السيادة الإسرائيلية.

وأشار إلى أن "ذلك ينذر بخطر أكبر انفجار سكاني بالعالم، وسيكون دافعاً للسكان من أجل الهجرة الطوعية للخارج، والبحث عن بدائل خارج القطاع، وهو الأمر الذي يمثل جوهر الخطة الإسرائيلية وأهداف اليمين الإسرائيلي.

وزاد: "بتقديري الاستمرار في تنفيذ خطة الجنرالات الإسرائيلية بشمال القطاع سيكون له نتائج كارثية على المنطقة بأسرها، وسيؤدي إلى جعل القطاع مكاناً غير صالح للحياة، وبالتالي ستعاني الدول المجاورة من هذه النتائج".

واقع جديد

ويرى المحلل السياسي، أيمن يوسف، أن التقسيمات العسكرية الجديدة لإسرائيل في قطاع غزة ستكون سببًا رئيسيًا في تفريغ القطاع من سكانه، لافتًا إلى أن الأحزاب اليمينية بائتلاف بنيامين نتنياهو تسعى لضم أجزاء كبيرة من القطاع وإعادة الاستيطان لشماله.

وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل على فرض واقع جديد للمنطقة يبدأ من قطاع غزة، ويمر بلبنان وينتهي عند إيران التي تعتبر ألد أعدائها"، مؤكدًا أن إعادة احتلال القطاع واستمرار حالة الحرب ستمثل ضربة قاسية للمساعي الفلسطينية بشأن حل الدولتين.

وأضاف: "هجوم أكتوبر الذي نفذته حركة حماس في أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي مثل الفرصة الذهبية لإسرائيل وائتلافها الحكومي من أجل تنفيذ خططها العسكرية المتعلقة بغزة"، مؤكدًا أن الحرب في القطاع طويلة الأمد.

وتابع: "هذه الخطة ستزيد من الكثافة السكانية التي يعاني منها القطاع، وستفاقم معاناته ومشاكله الكبيرة، وستدفع عددًا كبيرًا من السكان للهجرة لخارج القطاع"، مشددًا على ضرورة وضع حد للمخططات الإسرائيلية.

وختم: "سنكون أمام واقع أكثر صعوبة في القطاع خلال الفترة المقبلة، وفي حال لم يتم التوصل لاتفاق يعيد الأوضاع لما كانت عليه قبل هجوم حماس، فإن ذلك سيؤدي إلى أكبر انفجار أمني وعسكري في المنطقة"، وفق تقديره.

أخبار ذات علاقة

"خطة الجنرالات".. إسرائيل تقترب من "وضع اليد" على شمالي قطاع غزة

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC