الدفاع المدني بغزة: 200 ألف مواطن في جباليا يواجهون خطر الموت بالقصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش

logo
العالم العربي

بالتزامن مع ذكرى هجوم أكتوبر.. إسرائيل تبدأ تنفيذ "خطة الجنرالات"

بالتزامن مع ذكرى هجوم أكتوبر.. إسرائيل تبدأ تنفيذ "خطة الجنرالات"
دبابات إسرائيلية بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزةالمصدر: رويترز
06 أكتوبر 2024، 10:42 م

بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، إذ وجه أوامر للسكان بضرورة إخلاء المخيم والنزوح نحو وسط القطاع وجنوبه عبر الممرات العسكرية من محور نتساريم، الأمر الذي يثير التساؤلات حول تمهيد إسرائيل لتنفيذ "خطة الجنرالات" في شمال غزة.

وتقوم خطة الجنرالات على أساس تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية، إذ يُجلى 200 ألف فلسطيني من السكان لمناطق وسط القطاع وجنوبه، بما يؤهل لتكون المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.

أخبار ذات علاقة

ما أسباب عودة إسرائيل لاجتياح جباليا شمال قطاع غزة؟ (فيديو)

تحركات عسكرية

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن العملية العسكرية هدفها منع محاولات حركة حماس إعادة تمركزها في شمال القطاع، إذ بدأت العملية بهجمات شنها سلاح الجو الإسرائيلي بالتزامن مع تحركات برية داخل المخيم، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.

وجاء ذلك بالتزامن مع فتح الجيش الإسرائيلي الطريق أمام سكان شمال القطاع للنزوح لوسطه وجنوبه من خلال طريقي صلاح الدين شرقًا والرشيد غربًا، وذلك للمرة الأولى منذ عدة أشهر، إذ أغلق الجيش الطريق خلال الأسابيع الماضية.

وبالرغم من المؤشرات على بدء تنفيذ خطة الجنرالات، فإن إذاعة الجيش الإسرائيلي زعمت أنه لا علاقة بين العملية العسكرية البرية التي بدأت في جباليا وبين تنفيذ الخطة.

مؤشرات إسرائيلية

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، تيسير عابد، أنه "بالرغم من النفي الإسرائيلي غير الرسمي، فإن العملية العسكرية في شمال القطاع تمثل توجهًا فعليًّا لتطبيق خطة الجنرالات، وتهجير سكان الشمال جميعهم إلى جنوب القطاع".

وأوضح عابد، لـ"إرم نيوز"، أن "ما يؤكد ذلك هو مطالبات الإخلاء الإسرائيلية لوسط القطاع وجنوبه"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل بدء مرحلة جديدة من الحرب، تهدف إلى تقسيم الشمال إلى مربعات جديدة يختلف تقسيمها عما هو في جنوب القطاع.

وأشار الخبير إلى أن من المؤشرات التي تؤكد سعي إسرائيل لتطبيق خطة الجنرالات طلب الجيش من السكان النزوح إلى الجنوب عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وليس إلى غرب غزة كما جرى في المرات الماضية.

وأضاف عابد: "تمدد العملية العسكرية إلى شمال القطاع كاملًا، وتأكيد القادة الإسرائيليين أن العملية العسكرية طويلة، والمبررات التقليدية للقضاء على حماس التي بدأت بإعادة تشكيل نفسها بالشمال، يؤكد النية الإسرائيلية، وهي التمهيد لتطبيق الخطة".

ووفقًا لعابد، فإن "إسرائيل لن تتوقف عن مساعيها من أجل تهجير سكان غزة وشمالها، وفرض السيطرة العسكرية الكاملة على الشمال، الذي يضمن لها تنفيذ مخططات الأحزاب اليمينية إلى جانب حكم القطاع أمنيًّا ومدنيًّا من دون أي صعوبات".

أخبار ذات علاقة

هل يسرع "اجتياح" جنوب لبنان بتنفيذ "خطة الجنرالات" في غزة؟

تنفيذ تدريجي

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، كمال الأسطل، أن "إسرائيل بعملياتها العسكرية المتواصلة على شمال القطاع تعمل من أجل تنفيذ تدريجي لخطة الجنرالات"، لافتًا إلى أن إسرائيل تدرك صعوبة تنفيذ تلك الخطة بشكل كامل دفعة واحدة.

وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إنه "من المرجح أن تكون العملية العسكرية الحالية طويلة الأمد وتستمر لأسابيع، وتحدث ضررًا بالغًا بالمباني السكنية والبنى التحتية، بما يضمن استحالة عودة السكان للمنازل التي نزحوا منها".

وأشار الخبير إلى أن "إسرائيل لن تتوقف عن عملياتها العسكرية في شمال القطاع حتى ضمان اقتطاع جزء كبير منه، سواء أكان لصالح المنطقة الأمنية، أم لإنشاء منطقة عسكرية تمهد لعودة الاستيطان إلى شمال القطاع"، مبينًا أن ذلك هدف إستراتيجي لليمين الإسرائيلي.

وبين أن "نفي وسائل الإعلام الإسرائيلية لذلك يمثل مؤشرًا قويًّا على أن هناك توجهًا لتنفيذ خطة الجنرالات في شمال الضفة، خاصة أن ذلك يأتي بالتزامن مع العمليات العسكرية لتوسيع محور نتساريم الذي يفصل غزة عن مناطق الوسط والجنوب".

وختم الأسطل أن "العمليات المتزامنة تؤكد إقرار الحكومة الإسرائيلية لخطة الجنرالات، والبدء الفعلي بتنفيذها بشكل غير معلن، وذلك رغبةً في عدم إثارة غضب المجتمع الدولي، ولتجنب أي تحركات إقليمية ودولية تحول دون تطبيقها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC