ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
يواصل الجيش الإسرائيلي، منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، غاراته المكثفة على أهداف عسكرية بالعمق السوري، إلى جانب اجتياحه للأراضي السورية من ناحية الجولان، وذلك تحت مزاعم سعيه لمنع أي تهديدات عسكرية من الفصائل المسلحة في سوريا.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع ومختبرات ومعدات عسكرية، والتي لم تؤدِ إلى سقوط ضحايا إلا أنها تسببت في تدمير غالبية مقدرات الجيش السوري، فيما أكد قائد "إدارة العمليات العسكرية" في سوريا أحمد الشرع، أن القوى الجديدة غير معنية بالدخول في مواجهة مع إسرائيل.
وقال الشرع، إن "إسرائيل تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا"، مضيفًا "الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة.. والإسرائيليون تجاوزوا خطوط الاشتباك بشكل واضح، ما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".
وردًا على ذلك، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هارتسي هاليفي، إن "إسرائيل لا تريد التدخل في الشأن السوري"، فيما اعتبر الإعلام العبري تصريحات الشرع بمثابة رسائل طمأنة لحكومة بنيامين نتنياهو بشأن المرحلة المقبلة.
أهداف رئيسة
ويرى الخبير في الشأن العسكري، قاصد محمود، أن "إسرائيل من خلال غاراتها العسكرية المكثفة في سوريا حققت هدفين رئيسيين، الأول تدمير القوة العسكرية التي كانت بيد الجيش السوري، ومنع انتقالها إلى القوى الجديدة".
وقال محمود، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تدرك أهمية عدم وصول أسلحة الجيش السوري للقوى الجديدة بالرغم من عدم رغبة تلك القوى بالدخول في مواجهة عسكرية"، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار نظرة بعيدة المدى.
وأشار إلى أنه "بالرغم من أن القدرات العسكرية للجيش السوري لا تشكل خطرًا كبيرًا على إسرائيل؛ إلا أن مصانع الأسلحة الكيميائية تثير المخاوف الإسرائيلية"، مؤكدًا أن إسرائيل نجحت في تحييد أي خطر على جبهة سوريا.
وأضاف "الهدف الثاني يتمثل في توجيه رسالة عسكرية شديدة اللهجة للقوى الجديدة بشأن طريقة التعامل معها في حال قررت الدخول بمواجهة مفتوحة"، لافتًا إلى أن تصريحات أحمد الشرع تؤكد نجاح إسرائيل في إيصال رسالتها، وفق تقديره.
اتفاقيات غير معلنة
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، علي السرطاوي، أن "القوى الجديدة في سوريا ستعطي أولوية لترتيب الملفات الداخلية، وستعمل على التوصل لاتفاقيات غير معلنة مع إسرائيل لتجنب المواجهة العسكرية"، مبينًا أن ذلك يؤكد نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها من الهجمات العسكرية بسوريا.
وقال السرطاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل ستتمكن من خلال ضرباتها العسكرية من فرض شروطها على القوى الجديدة بسوريا، وإجبارها على القبول بأي إملاءات من واشنطن وتل أبيب في إطار الترتيبات الجديدة المتعلقة بالشرق الأوسط".
وزاد "القصف العنيف لسوريا أكد لتلك القوى إمكانية إضعافها وإسقاطها بسهولة في حال اتخذت موقفًا معاديًا من إسرائيل"، مشددًا على أن القوى الجديدة وبالرغم من أفكارها ومرجعياتها الدينية إلا أنها ستكون معنية بتجنب أي مواجهة مع إسرائيل.
واستكمل "ستواصل إسرائيل ضرباتها العسكرية في سوريا وعملياتها البرية حتى مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، حيث ستعمل في حينه لاتفاق سري يبقي قواتها داخل سوريا، ويحول دون أي مواجهة مع القوى السورية الجديدة".