وزير الخارجية لدى الحوثيين: نحن في حالة حرب مع أمريكا الآن وسنرد على الضربات
تتوجّس موريتانيا من خطر تنامي الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الأفريقي، مع تكرار الهجمات الدموية التي استهدفت مدنيين وجنودا في دول مثل تشاد ومالي، في خطوة تفتح الباب أمام التساؤل حول تداعيات الاضطرابات في الساحل والدور الموريتاني المحتمل.
وقال وزير الداخلية الموريتاني، محمد أحمد ولد محمد الأمين، إن "منطقة الساحل غرب أفريقيا باتت تشكل إحدى أخطر بؤر الأزمات العالمية".
تلاشي الخطط الأمنية
وبحسب تقارير أممية فإن منطقة الساحل الإفريقي شكلت نحو 43% من القتلى الذين لقوا حتفهم في عمليات إرهابية في العالم، حيث تنشط هناك جماعات بعضها تتبنى أفكاراً متشددة، وأخرى متمردة على الأنظمة الحاكمة.
وعلق رئيس مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية، عبد الصمد ولد أمبارك، على ذلك بالقول، إن "الساحل الإفريقي عرف تحديات أمنية وتنموية متعددة، ففي المجال الأمني تعرف المنطقة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية والإرهاب والتطرف، وهي جرائم متعددة، وإبان حقبة ائتلاف منظومة الساحل تم وضع مقاربة محكمة لمعالجة هذه الاختلالات البنيوية".
واستدرك ولد أمبارك بالقول في حديث لـ"إرم نيوز": "لكن نتيجة عدم الاستقرار السياسي الذي عرفته دول الساحل جراء الانقلابات العسكرية وانهيار منظومة الساحل تلاشت هذه الخطط الأمنية التي كانت قائمة بشكل موحد بين دول الساحل ودول أخرى، وبالتالي أصبحت هذه المنطقة عُرضة للعديد من التحديات الأمنية مثل الجريمة المنظمة والإرهاب".
وشدد على أن "هذا أدى إلى اندثار الدولة المركزية وعدم سيطرتها على كافة أراضيها مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، ما أعاد المنطقة إلى مربع الانطلاقة الأولى، وجعلها معرضة لمحاولات لزعزعة استقرارها بشكل دائم".
وبحسب ولد أمبارك فإن ''موريتانيا هي الدولة الوحيدة التي حافظت على منظومة الأمن والسلم، ومنذ 2011 لم تعرف أي حدث إرهابي يذكر، بالإضافة إلى سيطرتها على المنافذ الحدودية عند الدخول والخروج، وما يحدث من التفشي للجريمة المنظمة والإرهاب سيؤثر على الأربع دول المتبقية، وهي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، وتجعلها عرضة لعدم استقرار دائم".
مواجهات محتملة
وقالت المحللة السياسية المتخصصة في شؤون الساحل الإفريقي، ميساء نواف عبد الخالق، إن: "التحذيرات الموريتانية تأتي بعد أن عرفت الفترة الماضية تصاعداً كبيراً في وتيرة المواجهات المسلحة في دول الساحل، ومنها الهجمات المتبادلة بين قوات الجيش المالي المدعومة بقوات "فاغنر" الروسية من جهة، والجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، وجناحها "جبهة ماسينا" من جهة أخرى".
وأوضحت عبد الخالق في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الجيش المالي كثّف عملياته ضد الجماعات المذكورة، إذ أعلن مقتل العشرات من الإرهابيين، بينهم قياديون بارزون، وتدمير كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد والمركبات والمواد اللوجستية، والاستيلاء على كميات أخرى، في عدة عمليات قام بتنفيذها في الثلث الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024م. ومن أبرز العمليات التي أعلن عنها الجيش تم تنفيذها في 24 و25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في منطقة نامبالا (إقليم سيغو) القريبة من الحدود مع موريتانيا".
واستنتجت أن "هذه المنطقة الغنية ستبقى خلال الفترة القادمة عرضة للمواجهات بين الجماعات المسلحة وللتدخل الدولي الذي يعمل من أجل مصالحه في هذه المنطقة، وليس من أجل دحر الإرهاب كما يزعم".