بوتين: مستعدون لمساعدة إيران في تخفيف آثار الكارثة
في معركة شهدتها مدينة حماة خلال الليلة الماضية، لم تتمكن "هيئة تحرير الشام"، رغم محاولاتها المتكررة وتحالفاتها مع فصائل مسلحة أخرى، من اقتحام المدينة والسيطرة عليها.
جاءت هذه المعركة ضمن تصعيد كبير في ريف حماة، حيث استطاعت الهيئة تطويق المدينة من ثلاث جهات رئيسة، إلا أن تطورات ميدانية واستراتيجية حالت دون تحقيق أهدافها.
تحصينات الجيش السوري
أظهرت القوات الحكومية استعداداً عالياً في التصدي لمحاولات الاقتحام.
فقد أقام الجيش السوري تحصينات قوية على محاور القتال، خاصة في "جبل زين العابدين" المطل على المدينة، والذي يمثل موقعاً استراتيجياً حاسماً.
وبفضل التحصينات، تمكن الجيش من التصدي لمحاولات التقدم وكسر خطوط الهجوم الأولى للفصائل.
الدور المحوري للطيران الحربي
لعب الطيران الحربي، وخصوصاً المقاتلات الروسية، دوراً حاسماً في منع تقدم هيئة تحرير الشام.
واستهدفت الغارات الجوية المكثفة مواقع الفصائل المسلحة وتعزيزاتها بشكل مباشر؛ ما أدى إلى تقويض قدرتها على شن هجمات منسقة.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت القوات السورية الطيران للاستطلاع وضرب خطوط الإمداد الخلفية للفصائل.
الفشل التكتيكي
دفعت هيئة تحرير الشام بوحدتها الخاصة "العصائب الحمراء" لمحاولة اقتحام حماة.
ورغم شهرة هذه الوحدة بقدراتها القتالية العالية وتكتيكاتها الانتحارية، إلا أنها وقعت في كمين محكم نصبه الجيش السوري في جبل زين العابدين.
أسفر الكمين عن مقتل عدد كبير من عناصر الوحدة؛ ما تسبب في فقدان الهيئة لقوتها الهجومية الرئيسية وتراجعها عن خطوط المواجهة.
انعدام الدعم اللوجستي
على الرغم من التقدم السريع الذي حققته هيئة تحرير الشام في ريف حماة، إلا أن خطوط إمدادها عانت من ضغوط شديدة بسبب القصف المتواصل، خاصة على المناطق الخلفية التي كانت تمثل مصدر تموينها الأساسي.
وتعاني هيئة تحرير الشام من نقص في الدعم الشعبي داخل المناطق المحيطة بحماة، حيث يخشى السكان من تداعيات أي سيطرة للفصائل المسلحة على المدينة.
كما أن معاناة السكان من الفصائل المسلحة في مناطق أخرى زادت من نفور المدنيين؛ ما أعاق تحقيق الهيئة لأي مكاسب داخلية.