مصر تجدد التأكيد على رفضها لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة قسرا أو طوعا
يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لفرض مخطط تهجير سكان قطاع غزة عبر التصعيد العسكري العنيف وتجديد القتال بغزة، وذلك بعد إطلاقه لعملية عسكرية جديدة بالقطاع.
وأدت الغارات الإسرائيلية المكثفة على مختلف المناطق بقطاع غزة لمقتل 413 فلسطينيًا وإصابة العشرات، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، كما أدت لمقتل أربعة من القيادات البارزة في إدارة غزة، والتابعين لحركة حماس.
ويطالب الشركاء اليمينيون لنتنياهو بالعمل على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الخارج، في حين تبحث إسرائيل والولايات المتحدة مخططات لنقلهم إلى دول أخرى كالصومال والسودان، الأمر الذي يقابل برفض فلسطيني وعربي.
وقال الخبير في الشأن السياسي، طلال عوكل، إن "نتنياهو يشعر بالهزيمة من الاتفاق السابق، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه من أجل وقف الحرب، الأمر الذي يتعارض مع رغباته وأهدافه الخاصة".
وأوضح عوكل، لـ"إرم نيوز"، أن "تغيير مسار القتال والعودة للحرب يأتي لتحقيق سلسلة من الأهداف الإسرائيلية أبرزها دفع سكان القطاع للهجرة الطوعية، خاصة أن استئناف القتال يضعهم تحت ضغط الملاحقة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن "القصف الذي يتزامن مع حرب تجويع الفلسطينيين سيكون دافعًا لاختيار سكان القطاع الهجرة الطوعية للخارج"، مشددًا على أن نتنياهو يسعى أيضًا لتغيير مسار المفاوضات مع حماس لتحقيق مكاسبه الشخصية.
وبين أن "نتنياهو يسعى لاتفاق بشروطه، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالعودة للمفاوضات، وإعادة الحرب لأيامها الأولى"، مشددًا على أنه يمهد أيضًا لعمليات التهجير الخاصة بسكان الضفة الغربية، تمهيدًا لفرض السيادة عليها.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أسعد غانم، إن "تهجير سكان غزة يمثل هدفًا رئيسًا لنتنياهو وائتلافه الحكومي"، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري الحالي سيعزز الفكرة لدى السكان، وسيدفعهم نحو التماهي مع أي محاولات إسرائيلية.
وأوضح غانم، لـ"إرم نيوز"، أن "تهجير الفلسطينيين يضمن لنتنياهو بقاء ائتلافه الحكومي، كما أنه يمكن أن يؤدي لإعادة انتخابه رئيسًا للوزراء لفترة جديدة"، مؤكدًا أن نتنياهو يدرك أهمية بقائه بالمنصب، خاصة مع العدد الكبير من التهم التي تلاحقه.
وأضاف "بتقديري إسرائيل تسعى بمختلف الوسائل لتحقيق أهداف الحرب المعلنة والسرية كافة، والتوافق الأمريكي مع مخطط التهجير يدفعها نحو المضي قدمًا في تنفيذ أوسع العمليات العسكرية"، مشددًا على أن الفلسطينيين ليس لديهم خيار لمواجهة ذلك.
وزاد: "بتقديري ستبدأ إسرائيل إجراءات أكثر وضوحًا لتهجير سكان غزة عقب انقضاء الجولة الحالية من التصعيد، والتي أكدت للفلسطينيين أن القتال ضد حماس في غزة سيكون لأمد طويل"، مبينًا أن المطلوب تحرك عربي ضد تلك المخططات.