مسؤول أمريكي: إيران حققت تقدما جيدا في المحادثات النووية
قال مصدر عراقي رفيع المستوى، اليوم الخميس، إن الحكومة العراقية تلقت إشعارا رسميا بقرب تنفيذ إسرائيل هجمات مباشرة تستهدف الميليشيات العراقية الموالية لإيران على أراضيها.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن أبلغت العراق بشكل غير مباشر، بأنها استنفدت كل الوقت للضغط على إسرائيل ومنعها من استهداف العراق.
وأوضح المصدر، أن الضربة التي تلقتها ميليشيا النجباء العراقية في تدمر السورية أمس، هي مقدمة لهجمات مماثلة على الأراضي العراقية.
وأشار إلى أن الضربة أدت إلى مقتل قيادي عسكري بارز في الحركة، إضافة إلى 21 من عناصر الحركة كانوا متواجدين في موقع تم فيها عقد اجتماع سري مع قيادات بحزب الله وأخرى سورية موالية لإيران.
ومن جهته، قال العميد المتقاعد عمر الفهداوي، لـ"إرم نيوز"، إن "مليشيات النجباء تمثل لإسرائيل تهديدًا أمنيًّا كبيرًا لها ولمصالحها في المنطقة، حيث تعتبرها أداة إيرانية لتعزيز النفوذ العسكري والسياسي بالقرب من حدودها".
وأضاف أن "الهجمات الإسرائيلية ضد المليشيات العراقية تهدف إلى تعطيل نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله والفصائل الأخرى، بالدرجة الأساس؛ لأن طهران تستخدم هذه المليشيات لفتح ممر آمن لمرور الأسلحة من إيران مرورا بالحدود العراقية السورية نحو سوريا، ومنها إلى لبنان".
ونفذت الطائرات الإسرائيلية هجمات جوية استهدفت 3 مواقع في مدينة تدمر بريف حمص؛ مما أدى إلى مقتل 61 عنصراً من عناصر المليشيات التابعة لإيران، وإصابة 50 آخرين معظمهم في حالة حرجة، مما يزيد من احتمالية ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من ذلك.
وشمل الاستهداف محيط منطقة المضمار بالقرب من فرع البادية 221 للأمن العسكري، كما تم استهداف المنطقة الصناعية بالإضافة لمحيط مقبرة المدينة بريف حمص الشرقي وسط البلاد.
الخبير الأمني والعسكري، عبد الله العبيدي، رأى أن "تصعيد المليشيات العراقية سيما النجباء وكتائب حزب الله لعملياتها ضد إسرائيل جعلها في مواجهة مباشرة مع تل أبيب، خصوصًا مع مقتل جنود إسرائيليين في الجولان".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "استهداف النجباء وغيرها من المليشيات الموالية لإيران ليس وليد اللحظة، بل هو مستمر منذ عام 2013، وبالتزامن مع مشاركة تلك المليشيات بالعمليات والاضطرابات الأمنية الدائرة في سوريا".
وبين أن "الطائرات الإسرائيلية قصفت لمرات عديدة مخازن الأسلحة ومقار تابعة للفصائل والحشد الشعبي، في مدينة القائم الحدودية وتلول الباج وتلعفر وجرف النصر، وكانت الحكومة العراقية تداري وتتكتم على تلك العمليات وتعزوها دائماً إلى التماس كهربائي وحوادث عرضية".
وصعّدت المليشيات العراقية العاملة تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، من عملياتها ضد أهداف إسرائيلية في الجولان وغور الأردن وإيلات وحتى تل أبيب.
مصدر أمني عراقي استخباراتي رفيع المستوى، كشف لـ "إرم نيوز"، عن رصد ما يقارب "70 هجوماً بواسطة الطائرات المسيرة، الانقضاضية، وصواريخ الكروز المطورة ولا سيما من نوع (الارقب)، تم تنفيذها منذ الأول من تشرين الثاني الجاري 2024، استهدفت مواقع إسرائيلية في مناطق متفرقة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضاف المصدر، أن "التقارير تشير إلى تنفيذ الفصائل العراقية حوالي 100 هجوم من داخل الأراضي العراقية فقط ضد إسرائيل خلال شهر تشرين الأول الماضي".
وعلى إثر هجمات المليشيات، صعّدت الطائرات الحربية الإسرائيلية من قصفها مواقع للميليشيات الموالية لإيران في سوريا، إذ يُعد استهداف تدمر اليوم هو العاشر منذ بداية الشهر الجاري، وتركز القصف خلال الأيام القليلة الماضية على مناطق السيدة زينب جنوب دمشق، ومنطقة القصير جنوب حمص والتي تعد من أبرز مناطق نفوذ إيران في سوريا.
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، عباس الدراجي، إن استهداف النجباء بشكل مباشر سيؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يتوقع أن تزيد الحركة من عملياتها ضد إسرائيل لا أن تتراجع.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "حركة النجباء تختلف بشكل كبير عن غيرها من الفصائل العراقية، فهي ترتبط بشكل مباشر مع طهران سواء عسكريًّا أو عقائديًّا، وهي لا تخضع لسلطة الحكومة العراقية ولا قراراتها، فضلاً عن كونها إحدى المجاميع المتشددة تجاه المصالح الأمريكية والإسرائيلية، ولا تتبع الدبلوماسية والسياسية في عملها".
وفي ذات الوقت رأى الدراجي أن "تواصل إسرائيل استهداف قيادات الميليشيات العراقية المتواجدة في سوريا؛ لأنها ترى أن نشاطها يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها، وهذا يتماشى مع سياستها في تنفيذ هجمات استباقية ضد الأفراد والبنى التحتية المرتبطة بإيران في المنطقة".
ومع ذلك، فإن "تصعيد إسرائيل لعملياتها ضد الفصائل سيعتمد على ظروف ميدانية وسياسية محددة، وقد يؤدي إلى تصعيد معقد مع الأطراف المتضررة من تلك العمليات"، بحسب الدراجي.