الصحة اللبنانية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية

logo
العالم العربي

برلين تفاوض دمشق.. هل يعود اللاجئون السوريون من ألمانيا؟

برلين تفاوض دمشق.. هل يعود اللاجئون السوريون من ألمانيا؟
لاجئون سوريون في ألمانياالمصدر: رويترز
17 مارس 2025، 7:42 ص

استبعد خبراء مختصون في ملفات اللجوء والشؤون الأوروبية أن تكون هناك خطط واقعية لدى الحكومة الألمانية للتفاوض مع دمشق بشأن عودة اللاجئين السوريين الذين لم يتمكنوا من تقنين أوضاعهم ولم يندمجوا في سوق العمل في ألمانيا، خاصة على المدى القريب.

وفي تصريحات لـ"إرم نيوز"، أشار الخبراء إلى عدة اعتبارات تجعل مسألة التفاوض مع الحكومة السورية حول عودة اللاجئين غير واقعية في الوقت الحالي. 

ومن أبرز هذه الاعتبارات هو أن ما تم نشره من أنباء حول هذا الموضوع جاء على لسان حكومة ألمانية قيد تصريف الأعمال، في وقت تشهد فيه البلاد انتخابات قد تؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة قد لا تلتزم بأي تفاهمات بشأن هذا الشأن. كما أن السبب الذي دفع ألمانيا ودولًا أوروبية أخرى لاستقبال اللاجئين السوريين، وهو عدم استقرار الأوضاع في سوريا، لا يزال قائمًا.

وأضاف الخبراء أن اللاجئين السوريين في ألمانيا أصبحوا يشكلون شريحة سكانية مهمة، ويلعبون دورًا كبيرًا في العديد من القطاعات الاقتصادية، خاصة في القطاع الصحي. ولا توجد نية لدى الحكومة الألمانية لإعادة المهاجرين المؤهلين الذين اندمجوا في المجتمع الألماني، في ضوء مساهمتهم المستمرة في الاقتصاد الألماني.

وكانت وسائل الإعلام الألمانية أفادت مؤخرًا، بأن وزارة الداخلية الألمانية تخطط للتفاوض مع الحكومة السورية من أجل إعادة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يقيمون في ألمانيا إلى وطنهم. 

وذكرت صحيفة "بيلد" في تقرير لها أن وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، تعتزم زيارة سوريا لمناقشة قضية عودة اللاجئين مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية قوله: "وزارة الداخلية الألمانية على اتصال مع الحكومة السورية الانتقالية لمناقشة القضايا المتعلقة بإعادة اللاجئين السوريين في ألمانيا"، لكنه رفض التعليق على الخطط المحددة للزيارة.

وتشير الأرقام إلى أن هناك ما يقرب من مليون لاجئ سوري في ألمانيا، وحوالي 973 ألف منهم يقيمون بشكل قانوني، بينهم حوالي 712 ألفًا يحملون صفة "لاجئ" ويطلبون الحماية، وفقًا لبيانات المكتب الفيدرالي للإحصاء حتى نهاية عام 2023. وفيما يتعلق بالأثر الاقتصادي، يتلقى حوالي 512 ألف سوري إعانات اجتماعية تصل إلى 4 مليارات يورو سنويًّا، بمعدل 664 يورو شهريًّا للفرد.

وفي هذا السياق، قال الباحث في شؤون حقوق الإنسان واللاجئين في ألمانيا، نضال هواري لـ"إرم نيوز"، إن العديد من اللاجئين السوريين تمكنوا من الاندماج سريعًا في سوق العمل الألماني، ولا سيما في القطاع الصحي، بفضل برامج التعليم المعجلة ومعادلة الشهادات. وأشار إلى أن العديد من السوريين قد وجدوا فرص عمل في مجالات، مثل: التمريض ورعاية المرضى، وهي مجالات تشهد نقصًا في العمالة.

وأضاف هواري "لا توجد خطط لإعادة اللاجئين المؤهلين مهنيًّا إلى سوريا"، موضحًا أن اللاجئين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية مستثنون من أي خطط لعودتهم قسرًا. وأكد أن العديد من اللاجئين العاملين بدؤوا في تحويل جوازات سفرهم الخاصة باللجوء إلى جوازات سفر عمل؛ ما يدل على استقرار أوضاعهم في المجتمع الألماني.

من جانبه، أشار الخبير في الشؤون الألمانية حسن رضوان إلى أن هذا النوع من المفاوضات غير واضح المعالم، مشيرًا إلى أن الحكومة الألمانية الحالية، التي تعتبر حكومة تصريف أعمال، لا تمتلك الحصة البرلمانية التي تدعم تحركاتها أو خططها. وبالتالي، فإن أي تفاهمات سيتم التوصل إليها مع دمشق ستكون صعبة التنفيذ بسبب محدودية صلاحيات الحكومة الحالية. كما أن الحكومة الجديدة المنتظر تشكيلها بعد الانتخابات الألمانية لن تستكمل هذه المفاوضات.

وأضاف رضوان أن التفاوض بشأن إعادة اللاجئين السوريين يأتي في إطار مفاوضات طويلة الأمد بين العديد من الدول الأوروبية وسوريا منذ فترة، خاصة بعد سقوط نظام الأسد. وأكد أن خطة عودة اللاجئين تعتمد بشكل أساس على استقرار الأوضاع في سوريا، وهو أمر قد يستغرق وقتًا طويلاً في ظل الأوضاع الراهنة.

وأشار رضوان لـ"إرم نيوز" إلى أنه رغم عدم وجود خطط واقعية لعودة اللاجئين السوريين غير المندمجين في المجتمع الألماني في المستقبل القريب، فإن هناك حوافز مالية قد تُقدم من برلين لحكومة دمشق لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، بهدف المساهمة في استقرار الوضع الداخلي هناك. 

وأضاف أن هذه الحوافز قد تتضمن تمويل برامج تساعد على إعادة تأهيل المشهد السوري وتوفير سبل المعيشة للاجئين الذين لا يملكون أوضاعًا قانونية مستقرة في ألمانيا، عبر تمويل مشروعات سكنية وعمل في سوريا.

ويبقى موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم محاطًا بالكثير من التساؤلات والشكوك، وسيظل معلقًا إلى حين تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات