البنتاغون: وزير الدفاع الأمريكي يأمر بإرسال عتاد جوي لتعزيز الوضع العسكري بالشرق الأوسط
قالت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى، إن هدف "حزب الله" بترويجه عن وجود مؤشرات إيجابية حول المقترح الأمريكي حول وقف إطلاق النار، هو إلقاء الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية ومؤسسة الجيش اللبناني، في ظل وجود جوانب أخرى تتعلق باستباحة سيادة الدولة اللبنانية.
وكشفت المصادر في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن من بين الشروط التي جاءت في المقترح الأمريكي؛ ما يستحيل موافقة "حزب الله" عليه ، وهو القضاء على أي وجود له في الجنوب اللبناني، وليس كما كان في مقترحات سابقة، إنهاء وجوده جنوب نهر الليطاني.
وفسّرت المصادر ذلك، أن المقترح الأمريكي تضمن في بنوده، إنهاء أي وجود لعناصر "حزب الله"في الجنوب اللبناني، ليكون التواجد المسموح "مؤقتاً"، شمال نهر الأولي الذي يفصل جبل لبنان عن الجنوب.
وأوضحت المصادر، أن "حزب الله"، لا يريد في هذا التوقيت، تصدير أزمة أنه من يعطل الوصول إلى اتفاق، على الرغم من وجود تلك البنود المقدمة في المقترح الأمريكي، التي لن يوافق عليها، لأنها تنهي وجوده في الجنوب اللبناني.
وأشارت المصادر، إلى أن "حزب الله" أراد في هذا التوقيت في ظل الضغوط الممارسة عليه من عدة أطراف، ألا يقدم اعتراضاته، ويجعلها هي من تطفو على السطح، في ظل وجود بنود تتعلق بالاعتداء على سيادة الدولة اللبنانية، وأخرى ترتبط بما يتم تجهيزه من جانب إسرائيل في إحداث تطور نوعي بالهجوم على سوريا.
وبحسب المصادر، فإن من بين ما يحمله المقترح الأمريكي، ويمس سيادة الدولة اللبنانية، إعطاء الحق لإسرائيل في استباحة الأجواء اللبنانية والمياه الإقليمية عسكرياً، والقيام بعمليات استطلاع ينتج عنها استهداف داخلي لما تراه يهدد أمنها، والدخول عسكرياً بقوات في مناطق بالجنوب اللبناني، وأيضاً شكل المراقبة الدولية على منافذ جوية وبحرية لبنانية وبرية على الحدود مع سوريا.
وكانت ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن لبنان قدم رده على الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت الهيئة عن مصدر وصفته أنه "مطلع على التفاصيل" أن الرد اللبناني يتضمن "مؤشرات إيجابية"، على أن حزب الله سيوافق على الخطوط العريضة.
ويؤكد في هذا الصدد، المحلل السياسي اللبناني ، داني سركيس، أن "حزب الله" لم يقدم رداً مباشراً إلى الجانب الأمريكي، وما قدم للحكومة اللبنانية، يدور حول إمكانية التفاوض، ولكن لم يتم الوقوف على بنود حتى يتم إبداء الموافقة أو الرفض لمواد بعينها.
وأشار سركيس، إلى أن "واشنطن"، تقدمت بأكثر من ورقة، لذلك لا يوجد مقترح معين واضح من الممكن الموافقة عليه أو رفضه، أي أن ما خرج من "حزب الله" حول التفاوض، وما وصف بمؤشرات إيجابية، عبارة عن "تسويف".
وبين "سركيس" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك أكثر من اتفاق معروض على لبنان في هذه الورقة: اتفاق لوقف إطلاق النار، وآخر يسمح لإسرائيل بشن الحرب متى رأت، بحجة أن هناك تهديدات تحيط بأمنها، ومقترح آخر يحمل بنوداً بتعليق وقف إطلاق النار وليس إيقافه.
وذكر "سركيس"، أن ما قدم من مقترحات، عبارة عن استباحة سيادة لبنان، ولكن باتفاق دولي وموافقة رسمية من مؤسسات الدولة، بالدخول جوياً والتحرك برياً والمحاصرة بحرياً من جانب إسرائيل، والرقابة التي تبيح كل ما تطمح إليه "تل أبيب" بالداخل اللبناني.
وأردف "سركيس"، بالقول إن "المقترح تم بتفاهم بين أمريكا وإسرائيل، وقدم من واشنطن؛ ما يعني أن الرفض سيكون لمقترح أمريكي وليس إسرائيلياً، الأمر الذي يعطي، غطاء سياسياً دولياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتعلية سقف القصف، في إطار إظهار أن"حزب الله"، يريد استمرار الحرب وتهديد إسرائيل.
