الصين: مستعدون للقيام بدور بناء لإنهاء حرب أوكرانيا
رأى خبراء أن التوغل الإسرائيلي في الداخل السوري يتضمن أهدافا عدة، منها إقامة منطقة عازلة جديدة في الأراضي السورية.
وكانت المنطقة العازلة مناصفة بين البلدين، بموجب اتفاقية الهدنة، التي أعلن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو عن إلغائها من طرف واحد بسبب انسحاب الجيش السوري من المنطقة.
وقال الخبير العسكري رامز ممدوح، إن "التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية من ناحية الجولان لم يكن مفاجئا في ظل الظروف التي تمر بها سوريا والمنطقة ككل".
وأضاف ممدوح لـ"إرم نيوز"، أنه "من المعروف عن إسرائيل أنها تستفيد من أي فرصة للتوسع خارج حدودها، ولو كان الأمر يتعلق ببضعة أمتار فقط، وهذا يعود للعقيدة الأساسية التي نشأت عليها دولة إسرائيل، كما أن لإسرائيل أطماعا تاريخية في منطقة الجولان ومدينة القنيطرة التي لم تنسحب منها إلا تحت الضغط الدولي في العام 1974".
ولفت إلى أنه "بعد انسحاب الجيش السوري من النقاط الحدودية وكامل منطقة الجولان والقنيطرة وسقوط النظام، ظهرت مخاوف لدى الجانب الإسرائيلي من هذا الفراغ الأمني خوفا من استغلال بعض الجماعات المسلحة للوضع للقيام بعمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي، فكانت الخطوة الإسرائيلية التي يمكن اعتبارها احترازية من الناحية العسكرية".
وأوضح ممدوح، أن "منطقة القنيطرة وبعض مناطق الجولان كانت قد شهدت سابقا تحركات لحزب الله اللبناني وبعض أذرع الحرس الثوري الإيراني، وأطلق منها خلال الفترة الماضية بعض الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية".
ورأى أن "من أهداف التوغل إلى القنيطرة هو التأكد من عدم وجود منشآت عسكرية أو مخازن أسلحة في المنطقة".
من جهته، رأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد في الجيش السوري يزن الحاج علي، أن "التوغل الإسرائيلي الجديد في الأراضي السورية هدفه توسيع المنطقة العازلة الموجودة حاليا بحكم اتفاقية فض الاشتباك التي تم توقيعها بين سوريا وإسرائيل في العام 1974".
وقال الحاج علي لـ"إرم نيوز"، إن "المنطقة العازلة تمتد على طول الشريط الحدودي بعرض يصل في بعض المناطق إلى 9 كيلومترات، فالاتفاقية نصت على أن تكون هذه المنطقة مناصفة بين البلدين لكن يبدو أن إسرائيل تسعى إلى نقل المنطقة العازلة إلى الجانب السوري فقط وتركيز نقاط مراقبة وأبراج جديدة على طول الحدود".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لم يكتف فقط بالتوغل، بل بدأ بعملية جرف في المنطقة المستهدفة، ويزيل أي عائق أسمنتي أو أشجار، وهو ما يتشابه مع ما تقوم به في المنطقة الحدودية مع لبنان".
واعتبر الحاج علي، أن ذلك "يشير إلى مخطط إقامة منطقة عازلة تحمي حدود إسرائيل امتدادا من الجولان السوري وصولا إلى منطقة الناقورة البحرية في لبنان، كما أن وصول الدبابات الإسرائيلية إلى القنيطرة تحديدا يثير التساؤلات عمّا إذا كان المخطط يشمل أيضا ضم القنيطرة والبلدات المحيطة بها إلى المنطقة العازلة مع إبقاء قوات إسرائيلية فيها".
وأشار إلى أنه "بالتزامن مع التوغل قرب الشريط الحدودي، قامت إسرائيل باحتلال الناحية السورية من جبل الشيخ ما يسمح لها بمراقبة كامل الأراضي اللبنانية والسورية بشكل دقيق، وهو ما يتيح لها تركيز أبراج مراقبة جديدة وأجهزة رصد ورادارات دقيقة".
ولفت الحاج علي، إلى أن "إسرائيل ومن خلال التحركات الأخيرة أقفلت أي طريق من الممكن أن يستعملها حزب الله للتنقل بين سوريا ومناطق الجنوب اللبناني بالقرب من منطقة شبعا تحديدا".