تباينت آراء الخبراء والمختصين بشأن طبيعة تأثير إقالة رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، على مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن المتعثرة أصلًا بين إسرائيل وحركة حماس، خاصة أن رئيس الشاباك له دور مهم بالمفاوضات.
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة رئيس الشاباك من منصبه، مرجعًا ذلك إلى إخفاقات جهازه فيما يتعلق بهجوم حماس في 7 أكتوبر، في حين رفض الأخير القرار باعتباره يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية لنتنياهو.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، عاهد فروانة، إن "إقالة رئيس الشاباك تأتي في إطار تصفية الحسابات الداخلية، وبحث نتنياهو عن موالين له في المناصب الأمنية والعسكرية المهمة"، مستبعدًا أن يكون لها تأثير جوهري على مفاوضات التهدئة.
وأوضح فروانة، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو يعمل في الوقت الحالي على تنصيب موالين له في مختلف المؤسسات، سواء بقيادة الجيش الإسرائيلي أو جهاز الشاباك"، مرجحًا أن يقيل لاحقًا رئيس الموساد.
ولفت إلى أن "بقاء القيادات الأمنية والعسكرية التي تولت المناصب قبل تشكيل نتنياهو لائتلافه الحكومي تشكل خطرًا عليه، خاصة في ظل سعيها لإجراء تحقيقات معمقة بالعديد من الملفات"، مبينًا أن أي اتفاق للتهدئة سيكون بقرار من نتنياهو.
وأضاف فروانة أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يثق إلا بعدد قليل جدًا من المسؤولين البارزين، علاوة على أنه صاحب القرار فيما يتعلق بأي اتفاق مرتقب مع حماس"، مبينًا أن رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية لم يكن لهم أي تأثير بهذا الشأن.
بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "المفاوضات بين حماس وإسرائيل ستكون أصعب عقب دخول قرار إقالة رئيس الشاباك حيز التنفيذ بشكل رسمي"، لافتًا إلى أن رئيس الشاباك من المعارضين لسياسات نتنياهو بالمفاوضات.
وقال شلحت، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو سيكون بهذا القرار قد تخلص من أشد المعارضين للعراقيل التي يضعها أمام التوصل لاتفاق شامل مع حماس، كما سيضمن لنفسه غياب صوت جديد من الرافضين للعودة إلى القتال".
وأضاف أن "نتنياهو يعمل من أجل الإطاحة بجميع معارضيه، ما يمكنه من تقليل الثمن السياسي الذي قد يدفعه مقابل أي صفقة تبادل مع حماس، علاوة على أنه يرفض أي تواصل مباشر بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الإسرائيليين".
وأكد شلحت أن "رئيس الشاباك من الشخصيات التي تدعم ضرورة التوافق مع حماس من أجل إعادة الرهائن وضمان سلامتهم، وهو ما يتعارض مع توجهات نتنياهو والقادة اليمينيين بائتلافه الحكومي"، قائلًا: "سنشهد تغييرا جذريا بالسياسة التفاوضية الإسرائيلية".
وتابع: "بتقديري ستكون مفاوضات التهدئة وفق رؤية نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية المقربة منه رون دريمر"، مشددًا على أن إسرائيل ستتشدد بمطالبها وستضع شروطًا تعجيزية قد تعقد المفاوضات وتؤدي إلى صعوبة التوصل لاتفاق مع حماس.
