"الإطفاء الإيراني": حريق ميناء رجائي في بندر عباس تم إخماده تقريبا
نجح الوسطاء الإقليميون والدوليون في تضييق الفجوات من أجل التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وتشير معلومات إلى إمكانية التوصل لصفقة محدودة لتبادل الرهائن قريبًا، فيما تتحدث مصادر في المقابل عن احتمالات فشل جديد في المفاوضات.
ومن جهتها أكدت وزارة الخارجية القطرية أنه "تم تحقيق الكثير في مفاوضات التهدئة، وأن هناك خطوطا متوازية للعمل على خفض التصعيد في غزة ولبنان"، مضيفة "هدفنا احتواء الصراع في غزة، وعدم توسع التصعيد في المنطقة".
في المقابل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "مؤشرات فشل تلك المحادثات تزداد"، مشيرة إلى أن هناك مقترحين على جدول الأعمال "أحدهما مصري والآخر قطري مدعوم من الولايات المتحدة، يهدفان للتوصل لصفقة جزئية بين طرفي القتال بغزة".
وأوضحت أن "التقدم الحقيقي بالمفاوضات لن يكون ممكنًا قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأن المرجح أن ينتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الجديد للولايات المتحدة، خاصة أنه يعول كثيرًا على عودة دونالد ترامب".
ويرى المحلل السياسي، تيسير عابد، أنه "بالرغم من الحديث المكثف عن مقترحات للتهدئة وصفقات يمكن التوصل إليها بين إسرائيل وحماس، فإن جميع المؤشرات تؤكد عدم وجود أي حل للحرب في غزة قبل اختيار الرئيس الأمريكي الجديد".
وقال عابد، لـ"إرم نيوز"، إن "نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية ستكون المحدد الرئيسي لمسار الحرب في غزة، خاصة أن نتنياهو يرغب في عودة ترامب، بما يضمن له تحقيق جميع أهدافه السياسية والعسكرية في المنطقة".
وأضاف: "الصفقة بين حماس وإسرائيل سواء كانت جزئية أو شاملة ستكون بعد أن يوازن نتنياهو المعطيات والنتائج ويقرر ما الخيار الأنسب لضمان مستقبله السياسي"، مشيرًا إلى أن ذلك يجري بالرغم من التعاطي الإيجابي لحماس مع تلك المفاوضات.
وأشار إلى أنه "بات من الواضح أن حماس تجري تغييرات جذرية سواء في هيكلها الداخلي أو في مواقفها المتعلقة بالتهدئة مع إسرائيل والشروط التي وضعتها منذ الهجوم الذي نفذه عناصرها في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي".
وتابع "حماس تعمل على إبعاد الجناح الإيراني عن ساحة المفاوضات، وهو التغيير الذي لا يمكن الجزم إن كان طارئًا أو مؤقتًا"، مبينًا أن كثرة المقترحات الخاصة بالتهدئة دليل على عدم وجود مقترح واضح يمكن البناء عليه للتهدئة بين حماس وإسرائيل.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد رفيق عوض، أن "التوصل لاتفاق مؤقت بين حماس وإسرائيل بشأن الحرب الدائرة في غزة أمر مشكوك فيه"، لافتًا إلى أن إسرائيل ليست مستعدة لتقديم هدايا من هذا النوع للإدارة الأمريكية الحالية وحركة حماس.
وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تريد عمليًا إضعاف حماس وليس التوصل لاتفاق معها، وأي مفاوضات تحقق نتائج ستمنح الشرعية لحماس، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يسمح به نتنياهو تحت أي ظرف كان".
وأضاف: "أي اتفاق للتهدئة حتى لو كان مؤقتا سيجعل حكومة نتنياهو في مهب الريح، كما أن المفاوضات تأتي في الوقت الضائع، وهي استعراضية وانتخابية ولاستكشاف موقف حماس بعد مقتل زعيمها يحيى السنوار".
وبين أن "المفاوضات الحالية لن تؤدي إلى أي نتائج ملموسة، خاصة أن الإدارة الأمريكية في نهاية ولايتها وحركة حماس ضعيفة وإسرائيل منقسمة على نفسها"، مبينًا أن هذه العوامل ستكون دافعًا لعدم إحداث أي تقدم في المفاوضات.
وزاد بالقول: "إسرائيل لا تبحث عن صفقة مع إسرائيل بل تريد استسلام حركة حماس، وكل ما يحدث هو لاستسلام الحركة وليس من أجل التفاوض، خاصة أنه لا يوجد من يضغط على حكومة نتنياهو، علاوة على أن تل أبيب تبتز الوسطاء"، وفق تقديره.