أثارت الاحتجاجات التي يشهدها قطاع غزة والمطالبة بإنهاء الحرب وإنهاء حكم حركة حماس للقطاع، احتمالات تغيير واقع القطاع، والدفع نحو وقف الحرب.
ويشهد القطاع، منذ عدة أيام، تظاهرات في مختلف مناطقه، تطالب حماس بالتخلي عن الحكم وتسليم الرهائن ووقف الحرب.
ويؤكد المتظاهرون على حقهم في الحياة الكريمة، وإعادة إعمار القطاع وتحسين ظروف حياتهم.
وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، تيسير عابد، إن "التظاهرات تأتي رفضًا لمساعي حماس للترويج بأن هجوم 7 أكتوبر كان خطوة استباقية لصد هجوم مخطط له من قبل الجيش الإسرائيلي"، مبينًا أن الحركة فشلت في إقناع سكان غزة بذلك.
وأوضح عابد، لـ"إرم نيوز"، أن "سكان غزة يدركون أن الهجوم جاء لتحقيق مصالح حماس الحزبية ولتنفيذ رغبات حلفائها الإقليميين، وأن الحركة تجاهلت توفير الحماية للمدنيين في حين ركزت على حماية الرهائن الإسرائيليين".
وبين أن "الحركة تراهن في الوقت الحالي على عامل الوقت من أجل تحقيق مصالحها، الأمر الذي ستفشله تظاهرات سكان غزة، خاصة مع فقدان حماس قوتها العسكرية".
وتابع عابد بالقول إن "حماس تحتفظ بجزء يسير من قوتها العسكرية للسيطرة على غزة والاستعداد لليوم التالي من الحكم".
وأشار إلى أن "الخسائر الضخمة لسكان غزة تدفعهم نحو التحرك من أجل تغيير واقع القطاع، ودفع حماس للتخلي عن الحكم"، لافتًا إلى أن ضعف قدرات حماس وانحسار المحور الذي تنتمي إليه سيكون لهما تأثير في تغيير الواقع بغزة.
وشدد المحلل السياسي على أن "المراهنات الفاشلة والمغامرة السياسية لقادة حماس سبب رئيس في الوضع الذي وصلت إليه غزة، وأن التظاهرات تأتي في إطار الحاجة الملحة لتغيير النظام القائم وطرد الحركة من الحكم والسياسية".
ويرى أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، أن "الحراك الشعبي يأتي في إطار الرؤية الفلسطينية لإنهاء الحرب وتغيير نظام الحكم في غزة"، مبينًا أنه يعكس رفض سكان القطاع لاستمرار حكم حماس وسياساتها المتهورة.
وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إن "الحراك الشعبي في غزة سيدعم وجهات النظر المحلية والإقليمية والدولية نحو إنهاء الحرب وإنهاء حكم حماس للقطاع"، مرجحًا أن يكون هناك تحرك عملي من أجل تحقيق هذين الهدفين.
وأوضح أنه "يتوجب على حماس الاستفادة من هذه التظاهرات من أجل تعزيز المطالبات المتعلقة بالتوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل يقضي بوقف الحرب والانسحاب العسكري الكامل من غزة"، معبرًا عن استغرابه من تصرف الحركة بعكس ذلك.
وأضاف "بتقديري معارضة حماس لتلك التظاهرات تمثل ردة فعل أولية، والحركة ستكون مضطرة للتماشي بشكل عملي مع مطالبات سكان غزة، خاصة أن ذلك سيزيد من الضغوط السياسية والإقليمية عليها بشأن مستقبل غزة".
وعبر المحلل السياسي عن أسفه "لاستمرار حماس بسياسات التخوين ضد المتظاهرين والمطالبين بوقف الحرب"، متابعًا "الحركة منذ 17 عامًا تواصل ذات السياسة بالرغم من أن مثل هذا الحراك يمكن أن يحافظ على بقائها سياسيًا".