الصليب الأحمر اللبناني يعلن إصابة مسعفَين بغارة إسرائيلية أثناء مهمة إنقاذ منسقة مع اليونيفيل

logo
العالم العربي

محللون: تعطيل مصادر التمويل يفاقم حالة الإرباك داخل "حزب الله"

محللون: تعطيل مصادر التمويل يفاقم حالة الإرباك داخل "حزب الله"
أحد مقرات مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب اللهالمصدر: الإعلام اللبناني
14 أكتوبر 2024، 5:00 ص

أكد خبراء سياسيون واقتصاديون لبنانيون، أن تعطيل مصادر تمويل ميليشيا حزب الله  الأساسية انعكست بشكل واضح على المستويين الميداني والعسكري للميليشيا، وسط ضغوط من "البيئة الحاضنة" المهجرة في مراكز الإيواء والساحات والطرقات. 

وتتصدر مؤسسة "القرض الحسن" والأموال السائلة "الكاش"، التي كانت في حوزة قيادات تم استهدافها من قبل إسرائيل، مصادر تمويل الميليشيا اللبنانية.

مصير مجهول

واعتبر محللون أن الأزمة الأكبر في التمويل، تتعلق بمصير ما يعرف بـ"البنك المركزي" للميليشيا، الذي نقل إلى مقر استخبارات "حزب الله" في 30 سبتمبر الماضي، وجمع بداخله أموال وذهب المودعين في مؤسسة "القرض الحسن" بكافة فروعها في لبنان، التي باتت تحت الأنقاض، ومجهولة المصير، بعد استهداف "المقر الاستخباراتي" بالضاحية الجنوبية لبيروت في 30 سبتمبر وهو نفس المكان الذي شهد استهداف القيادي البارز، هاشم صفي الدين، الذي مازال الجدل قائمًا بشأن مصيره، وهو من كان مرشحًا لخلافة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.  
 
وبحسب موقع "فويس أوف أمريكا"، فقد تعطلت 3 مصادر رئيسية للتمويل النقدي لحزب الله، منها "القرض الحسن"، وهي مؤسسة شبة مصرفية غير مرخصة يديرها الحزب، يضاف إلى ذلك مصدران أساسيان للتمويل النقدي، هما البنوك التجارية المرخصة التي تعاني من أزمات خانقة، والأموال القادمة من الخارج عبر رحلات جوية إلى مطار بيروت.

التزامات فورية

ووفق الخبراء، فإن الأزمة التمويلية سيكون لها انعكاسات في إرباك "حزب الله"، في ظل ارتباطه بمجموعة من الالتزامات الفورية، في صدارتها دفع رواتب المقاتلين وتأمين احتياجات الآلاف من الأسر المهجرة التي فقدت بيوتها، وباتت مشردة دون توفير أدنى مستلزمات المعيشة اليومية.
 
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية، د.خالد العزي، أنه رغم تأثر مصادر تمويل عدة لـ"حزب الله" منذ بداية القصف الإسرائيلي، إلا أن الضربة الحقيقية التي نتج عنها ارتباك عام على المستوى العسكري والمدني، لاسيما "الحاضنة الشعبية"، يتعلق بما تعرض له ما يعرف بـ"البنك المركزي"، الذي تجمعت فيه أموال وذهب من فروع "القرض الحسن" التي تم قصفها في عدة مدن لبنانية، إلى مقر استخبارات "حزب الله" الذي ضرب قبل نحو أسبوعين في غارة إسرائيلية قوية بقلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
 
وبيّن العزي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الأموال والذهب، التي تم جمعها من فروع "القرض الحسن" التي قصفت، أو كانت معرضة للاستهداف الإسرائيلي، تم نقلها إلى مقر الاستخبارات لـ "حزب الله" بالضاحية الجنوبية، والذي ضرب في 30 سبتمبر الماضي.

وأضاف أنه لم يتم الوصول حتى الآن إلى ما هو تحت أنقاض المقر، الذي كان فيه أيضًا، القيادي هاشم صفي الدين، الذي يدور جدلًا حول بقائه على قيد الحياة من عدمه، بعد أن كان مرشحا لخلافة الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله.
 
وأردف أن هناك أموالاً وسبائك ذهب كانت موضوعة كودائع لمدنيين، لاسيما من البيئة الحاضنة والمؤيدين للميليشيا، ليصبحوا اليوم فاقدين لكل شيء، ولا يجدون ما ينقذهم من وضعهم كمشردين أو مهجرين، وهذه أكبر أزمة أمام "حزب الله" مقارنة بالبحث عن مصادر تمويل منتظر تأمينها من جانب إيران للمرحلة المقبلة.
 
وأضاف العزي أن مصادر التمويل لم تعد تتعلق فقط بعدم صرف الرواتب للعناصر العسكرية والميدانية وعائلاتهم وذويهم أو تأمين مساكن، بل تعدت ذلك إلى أسر مهجّرة من الذين تضررت منازلهم ومصالحهم وأراضيهم.

وأكد أن الأزمة تتزايد مع مستحقات جديدة تتعلق بفصل الشتاء، وطول أمد الحرب، في ظل توقف أي أعمال تجارية أو اقتصادية للمواطنين، وتعطيل مؤسسة "القرض الحسن" التي كان يتم الاعتماد عليها بشكل مباشر من جانب "الحاضنة الشعبية". 

أخبار ذات علاقة

متهم بتمويل حزب الله.. لبناني بلجيكي يعتزم الاعتراف أمام محكمة أمريكية

تبييض الأموال

بدوره، تطرق المحلل السياسي اللبناني، طوني بولس، إلى الأهمية التمويلية لمؤسسة "القرض الحسن"، التي تعتبر وزارة مالية لـ"حزب الله"، موضحًا أن هذه المؤسسة استطاعت اختراق النظام المصرفي اللبناني، ومن ثم الولوج للنظام المصرفي العالمي .
 
وذكر بولس، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله" اعتمد على هذه الجمعية في تبييض أمواله طوال السنوات الماضية، وشرعنتها، وتحويلها إلى الخارج، عبر شركات ومؤسسات ورجال أعمال "مموهين"، يعملون لمصلحة الميليشيا عبر مشروعات تجارية وغيرها، في دول بأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا.
 
وقال إنه دائمًا ما تصدر تقارير دولية عن وضع عقوبات على مؤسسات ورجال أعمال، يكتشف أنهم ضمن إطار "حزب الله"، وبطبيعة الحال تكون مصادر أموالهم تحت عنوان "القرض الحسن"، حيث كان يتم من خلالهم بعد عمليات "التبييض" بالخارج، تحويل الأموال غير الشرعية إلى شرعية عبر النظام المصرفي اللبناني.

انعكاسات تمويلية

من جانبه، قال الباحث في الاقتصاد السياسي، جورج سليم، إن مظاهر تعطيل تلك المصادر الأساسية وغيرها، سيكون لها انعكاسات تمويلية على المدى القريب، وذلك بعد أن خرجت مبالغ ضخمة كانت بعيدة عن "القرض الحسن" والبنوك والمصارف، ليتم تيسيرها في أكثر من جهة، سواء للتعامل مع الاحتياجات اليومية لعائلات المقاتلين في "حزب الله"، أو الأسر والعائلات التي توجد في مراكز الإيواء، لا سيما أن أغلب المهجرين من البيئة الحاضنة.
 
وتحدث سليم، لـ"إرم نيوز"، عن أن هناك عناصر مسؤولة في الأساس عن السيولة المالية داخل "حزب الله" تمتلك صلاحيات واسعة في الجهاز المالي للميليشيا، مازالت تتحرك حتى الآن في عدة مناطق، دون أن يتوصل إليها الاستهداف الإسرائيلي، وهي ما تقدم احتياجات تمويلية على أصعدة عسكرية ومدنية، لكن من المؤكد أنهم معرضون لخطر التتبع من جانب إسرائيل بعد أن تم تصفية "عقول مدبرة" في الجهاز المصرفي للميليشيا، وفق تعبيره.
 
ولفت سليم إلى أن الأوضاع ستتغير في الفترة المقبلة فيما يخص وصول أموال لحزب الله من الخارج، لا سيما من إيران، عبر رحلات جوية، وذلك بعد أن بدأت قوات الجيش مهام استلام وتأمين مطار رفيق الحريري الدولي، ما سيصعب اعتماد هذه الطريقة في إدخال الأموال من الخارج.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC