وزيرا الخارجية والدفاع احتفظا بحقيبتيهما في الحكومة السورية الجديدة
أكدت مصادر مطلعة أن "حزب الله" وجه تعليماته لعائلات عناصره الذين فروا إلى العراق خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، بضرورة إشراك وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر مناشدات تطالب الدولة اللبنانية بإعادتهم إلى لبنان مجاناً، بعد توقف رحلات الطيران العراقي إلى بيروت ورفض شركة طيران الشرق الأوسط نقلهم بالمجان.
وذكر صلاح منصور، وهو عنصر سابق في حزب الله، من خلال تواصله مع العديد من العائلات التي لجأت إلى العراق بعد فرارها من الحرب الأخيرة، أن الحزب والحكومة العراقية والجهات المسؤولة عن العتبات المقدسة لم يظهروا أي اهتمام بإعادة هؤلاء إلى لبنان.
وأوضح منصور أن العراق أعلن صراحةً توقف رحلاته إلى بيروت بسبب عدم رغبته في عبور أجواء سوريا، مما يضطره إلى الالتفاف عبر تركيا، الأمر الذي يكبد الحكومة العراقية تكاليف إضافية.
وفي هذا السياق، رفض حزب الله والعتبات المقدسة تحمل هذه الزيادة في التكاليف، رغم إعلان الحكومة اللبنانية عن استعدادها لتسهيل وصول الطائرات العراقية في أي وقت.
وأضاف منصور أن العديد من العائلات تلقت تعليمات من حزب الله بضرورة تكثيف مناشداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع وسائل الإعلام اللبنانية لاتهام الدولة اللبنانية بعدم الاهتمام بقضيتهم ورفضها نقلهم بالمجان.
وأشارت إدارة طيران الشرق الأوسط إلى أنها غير قادرة على توفير أي رحلات حتى العام الجديد بسبب الحجوزات الكاملة على كافة الرحلات بسبب الضغط الكبير على الطيران، وهو ما تسبب في توقف شركات النقل العالمية عن العودة إلى لبنان بعد الحرب الأخيرة.
كما لفت منصور إلى ادعاء العديد من الموجودين في العراق بأنهم لا يملكون الأموال الكافية لتغطية تكاليف تذاكر السفر، وأنهم يمرون بضائقة مالية كبيرة. وهذا يتناقض مع ما يتم ترويجه إعلاميًا بأنهم يتلقون دعماً كاملاً من حزب الله والعتبات المقدسة.
في الواقع، أكد أفراد من العائلات أن المساعدات المالية توقفت تمامًا، وأن ما يُقدّم لهم حالياً يقتصر على سلال غذائية وبعض مواد التنظيف.
ومن جانبه، يرى العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان، أن هناك بُعدًا آخر لقضية عودة النازحين إلى لبنان، مشيرًا إلى أن حزب الله كان تورط في نقل اللبنانيين إلى العراق من خلال خطة كانت معدة مسبقًا.
وقال: "يجب على الحزب أن يضع خططًا لعودة هؤلاء النازحين مهما كانت التغيرات السياسية والعسكرية".
ووفقًا لأبو حمدان، فإن إغلاق المعابر بين لبنان وسوريا وبين سوريا والعراق قد أوقف العودة البرية، خصوصًا بالنسبة لأولئك الذين فروا بسياراتهم الخاصة.
وبحسب القانون العراقي، يجب على هؤلاء العودة بسياراتهم أو اتباع إجراءات أخرى للتمكن من العودة.
ويضيف أبو حمدان في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن العودة البرية عبر الأراضي السورية أصبحت مستحيلة في ظل الوضع الأمني الراهن، وما قد يتعرض له النازحون من اعتداءات أثناء عبورهم الأراضي السورية.
ومع رفض حزب الله تحمل تكلفة العودة الجوية، وكذلك رفضه دفع فارق تكاليف الرحلات التي ستعبر فوق تركيا، تم اقتراح بديل عبر النقل البحري، حيث يمكن نقل السيارات والعائلات معًا، ما يُعد حلًا مناسبًا بالنظر إلى عدد النازحين، الذين يبلغ عددهم نحو 15 ألف مواطن لبناني في العراق.
إلا أن حزب الله والعتبات المقدسة رفضوا هذا الحل أيضًا، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين النازحين الذين يرون أن الأموال المخصصة للعتبات هي ملك للجميع، وأنهم أولى بالاستفادة منها في ظل حاجتهم الماسة.
